لفتت مفوضية ​الأمم المتحدة​ لشؤون ​اللاجئين​ في ​لبنان​، إلى أنّ "لبنان شهد عاصفة عنيفة - العاصفة "نورما" - صباح يوم الأحد 6 كانون الثاني، استمرّت حتّى الساعات الأولى من نهار الخميس 10 كانون الثاني. وقد أثّرت الرياح العاتية و​الثلوج​ و​الأمطار​ الغزيرة، الّتي استمرت طوال هذه الأيام، على أكثر من 570 مخيّمًا عشوائيًّا في مختلف أنحاء البلاد، تؤوي أكثر من 22,500 لاجئ".

وأوضحت في بيان حول عمل وكالات الإغاثة خلال العاصفة "نورما"، ولا سيما لمساعدة المتضرّرين من اللاجئين، أنّ "المفوضية و"​اليونيسيف​" ومنظمات إنسانية أخرى، مع السلطات اللبنانية، سارعت إلى تلبية احتياجات كلّ من المتضرّرين اللبنانيين واللاجئين".

وبيّنت أنّ "​وزارة الشؤون الاجتماعية​ والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تولّت تنسيق الاستجابة الطارئة، للتصدّي للظروف المناخية القاسية، من خلال آلية التنسيق المشتركة بين الوكالات"، منوّهةً إلى أنّ "وكالات الإغاثة انتشرت لضخّ وسحب ​المياه​ من المواقع الّتي غمرتها المياه وتزويد اللاجئين المتضررين بمواد الإغاثة، مثل الفرش والبطانيات والملابس الشتاء للأطفال والمجموعات الصحية ورزم الكرامة وقسائم ​الوقود​ والأغطية البلاستيكية والألواح الخشبية.

وركّزت المفوضية على أنّ "نظرًا لحجم التحديات، أعطت المنظمات أولوية توزيع المساعدات للاجئين الأكثر تأثّرًا أوّلًا. حتّى هذا التاريخ، تمّ إيصال التوزيعات العاجلة إلى حوالي 10,000 لاجئ. وستواصل وكالات الإغاثة العمل على مدار الساعة، للوصول إلى جميع اللاجئين المتضررين والمواقع المتضررة".

كما أفادت بـ"أنّها و"​اليونيسف​" والمنظمات الشريكة، كانت قد عمدت قبل أكثر من شهرين إلى تجهيز مخزونات ومنح احتياطية خاصّة بفصل الشتاء، للمساعدة على توزيع مواد الإغاثة بسرعة على اللاجئين المعرّضين للخطر خلال ​الأحوال الجوية​ القاسية"، مشدّدةً على أنّ "العاصفة قد ألحقت أضرارًا جسيمة باللاجئين. فالمخيمات العشوائية في لبنان مصنوعة من مواد الإيواء المؤقت، ولا يمكن لمساكن من هذا النوع مقاومة الظروف الجوية القاسية لمدةّ طويلة، وذلك على الرغم من الجهود المبذولة كافّة، من قبل الجهات الفاعلة الإنسانية".

وذكرت المفوضية أنّ "في حادثة مأساوية، حصدت هذه العاصفة العنيفة حياة فاطمة، وهي فتاة سورية لاجئة في الثامنة من العمر، جرفتها ​السيول​ في ​المنية​، في ​شمال لبنان​"، مشيرةً إلى أنّ "​الدفاع المدني​ و​الصليب الأحمر اللبناني​ هرعوا في جميع أنحاء البلاد لإخلاء اللاجئين المنكوبين، الّذين كانوا عالقين في الملاجئ بسبب ​الفيضانات​ أو الثلوج. كما حشدت البلديات مواردها لضمان إمكانية الوصول إلى الطرق المؤدية، إلى المخيمات العشوائية وإمكانية نقل أولئك الّذين دمّرت ملاجئهم، إلى مواقع بديلة بشكل مؤقت حيث يمكنهم الشعور بالدفء والجفاف".

وكشفت أنّ "في ​منطقة البقاع​ وحدها، اضطر ما لا يقلّ عن 847 نازحًا سوريًّا إلى مغادرة مساكنهم، بسبب السيول والفيضانات، أو الأضرار الجسيمة الّتي لحقت بملاجئهم. وفي ​الشمال​، تمّت الإفادة عن أكثر من 700 عملية نقل حتى هذا التاريخ". وأعلنت أنّ "بحسب تقديرات وكالات الإغاثة، هناك حوالي 850 مخيّمًا عشوائيًّا معرّضًا للخطر، جراء الأحوال الجوية القاسية، علمًا أنّ هذه المخيمات تأوي أكثر من 70,000 لاجئ".

ولفتت المفوضية إلى أنّ "المنظمات تستعدّ للتصدّي لعاصفة أخرى، يتوقّع أن تبدأ غدًا. فقد تمّ تجديد مخزونات الطوارئ، وتمّ تسليم مخصّصات ​الصرف الصحي​. كما تراقب الفرق عن كثب ​حالات​ انفصال الأسرة للتأكد من حماية الأطفال أثناء عمليات الإخلاء المحتملة".

وناشدت "جميع الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية، فضلا عن المجتمعات، إلى البقاء على أهبة الاستعداد، والعمل بشكل مشترك لحماية الفئات الأكثر عرضة للخطر من المزيد من الظروف المناخية القاسية".