أكد وزير المال في حكومة ​تصريف الأعمال​ ​علي حسن خليل​ أن "السواد الأعظم من ال​لبنان​يين، قلق على حاضره ومستقبله، فالقلق يعم الجميع من المرحلة التي وصلنا إليها، والناس تصرخ على المستوى الاجتماعي وعلى مستوى الهذيان السياسي، الذي أدى بنا إلى أن نقف بعد ثمانية أشهر من انتخابات ​المجلس النيابي​ من دون تشكيل حكومة جديدة".

وخلال حفل تأبيني، لفت إلى "أننا أردنا أن لا نحول حكومة جدية وقادرة، إلى منصة لتبادل الشد السياسي الداخلي حول الحصص والمكاسب الصغيرة، كنا نريد منذ اللحظة الأولى أن لا نتحدث في التشكيل، بل أن نتحدث عن الخطط والبرامج، التي يجب أن تطرح على طاولة البحث لهذه ​الحكومة​"، مشيراً إلى "أننا أمام قضية مطروحة اليوم، هي ​القمة العربية​ الاقتصادية التي ستعقد في ​بيروت​. بصراحة نحن كنا وما زلنا مؤمنين بضرورة العمل العربي المشترك، ومع اجتماع العرب على مصالحهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومع تعزيز دور لبنان في هذا المجال، حتى لا يفهم بأي شكل من الأشكال أن هناك موقفا من القمة العربية أو لقاء العرب مع بعضهم بعضا، لكننا وحرصا على إنجاح هذا الاجتماع، نادينا بالتأجيل حتى يكتمل العقد العربي مع الشقيقة ​سوريا​ وحضورها في هذا المؤتمر، وهو أمر لا علاقة له بأي مزايدة سياسية، هو موقفنا المبدئي الذي أطلقناه يوم اتخذ قرار ​الجامعة العربية​، خلافا لنظامها وأصولها بإبعاد سوريا عنها، يومها كان الموقف خارج الإجماع العربي، تماما كما هو اليوم الموقف من تأجيل هذه العودة خارج الإجماع العربي، على هذا الأساس ومن منطلق المسؤولية والحرص على إنجاح هذه القمة نادينا بهذا الأمر، وهو أمر لا نختلف فيه مع أحد، وتحديدا مع فخامة ​رئيس الجمهورية​، وهو ليس موجها إلى أي طرف داخلي على الإطلاق، الأمر ينبع من إيماننا والتزامنا وتقديرنا العميق لحقيقة وطبيعة، أن أي قمة اقتصادية واجتماعية تتعلق بمستقبل العلاقات، على هذا الصعيد بين الدول العربية، لا يمكن أن تنجح ولا يمكن للبنان أن يستفيد منها بمعزل عن هذه المشاركة".

أما في ما يتعلق بحضور ​ليبيا​ والمشاركة الليبية، أوضح خليل أن "هذا الأمر ليس بوجه أحد في الداخل على الإطلاق، بل يجب على الداخل المجمع على إمامة وقيادة السيد ​موسى الصدر​ أن يكون موقفه موحدا من المشاركة الليبية، خصوصا مع إصرار السلطة الليبية الحالية على تجاوز كل الاتفاقات والنقاشات، التي دارت بعد سقوط نظام القذافي والتهرب من تنفيذ الالتزامات على هذا الصعيد. الإمام الصدر، لم يكن يوما إماما لطائفة أو مجموعة سياسية، بل كان إماما للوطن كله، بمسيحييه الذين آمنوا به ببداياتهم مخلصا، وصولا إلى آخر محروم على مساحة الوطن".

واعتبر "أننا بموقفنا هذا، نعبر عن الاحترام لأنفسنا وقياداتنا ورموزنا، ولذلك رفضنا منذ البداية حضور ليبيا، وهذا موقف ثابت ومبدئي بالنسبة لنا. نعم الإمام الصدر قدسيته لدينا بقدسية التزامنا الديني والوطني والأخلاقي، نحن الذين ندين لهذا العظيم كما اللبنانيين جميعا، بالكثير في حياتنا ووجودنا".