أكد وزير الاشغال في حكومة تصريف الأعمال ​يوسف فنيانوس​ ان "العاصفة التي شهدناها الأسبوع الماضي كانت إستثنائية في نسبة المتساقطات، ولهذا يمكن القول إنّها مرّت من دون تسجيل أيّ حوادث بشرية باستثناء حالة وفاة الطفلة السورية التي حاولت عبورَ النهر. ولم تسجَّل حالاتُ محاصَرة في الثلج مع العلم أنّ شريحةً كبيرة من المواطنين لم تلتزم إرشاداتِ القوى الأمنية في تجهيز السيارات ما أدّى الى تعطّل عدد منها على الطرق وعرقلة حركة السير".

وأشار فنيانوس في حديث صحفي إلى أنّ "وزارة الأشغال العامة تملك نوعين من الآليات المجهّزة لإزالة الثلج وهي الجرافات العادية وتلك التي تعمل على نسف الثلج، ويبلغ عدد الأخيرة 20 يعود عمرُ أحدثها بين 15 و20 عاماً وتتعرض دوماً للأعطال، فيما لا تزال مناقصةُ شراء قافلة جديدة من هذه الآليات في مجلس الإنماء والإعمار. أما الجرافات التقليدية فيبلغ عددها أربعين وعادة نستأجر عدداً من الجرافات حسب الظروف المناخية، وحتى الآن إستأجرنا أكثرَ من 35 جرافة موزَّعة على المناطق اللبنانية، ولكن ليس في قدرة هذه الجرّافات أن تجرفَ الثلج حين يتخطى ارتفاعُه المتر ونصف المتر"، مؤكدا ان "الأهم من ذلك، هو أنّ هذه الآليات مخصصة للطرق الدولية والأوتوسترادات وفق صلاحيات الوزارة، فيما بقية الطرق هي من صلاحية البلديات، وبالتالي لا تتدخّل آلياتُ نسف الثلج في الطرق الداخلية إلّا بعد انتهاء عملها من الطرق الرئيسة".

وإزاء الشكاوي حول تقاعس عمال مراكز رفع الثلج، أشار فنيانوس الى أنّ "الوزارة تقدمت في 10 تشرين الأول 2018 من الأمانة العامة لمجلس الوزراء بطلبِ موافقةٍ إستثنائية لتسمية هؤلاء العمال المياومين، كما يحصل كل عام، مع أنّ اعتمادَهم موجود. لكن حتى اللحظة لم تحصل الموافقة الاستثنائية، ما اضطرنا الى إعادة تسمية العمال الذين تعاقدنا معهم العامَ الماضي، على مسؤوليتي، على أساس تسوية رواتبهم بعد وصول الموافقة. وبالتالي هذه المجموعة تعمل اليوم مجاناً في انتظار ورود الموافقة، مع الاحتفاظ بحقوقهم كاملة".

وجزم فنيانوس في أنّ "كل مراكز الثلج مؤمّنة بالمازوت على عكس الشائعات المتداوَلة، وأطلب من كل مواطن لديه شكوى في حق أيّ عامل مقصّر التقدم بشكواه إلى المدير العام وأتعهّد بتوقيف أيّ مخالف عن العمل".

أما بالنسبة الى الساحل، فأوضح فنيانوس أنّه "وفقاً لمناقصات عمومية علنية مفتوحة أجرتها إدارةُ المناقصات في آذار 2018، فقد تمّ تلزيمُ تنظيف مجاري وأقنية الطرق الدولية والأوتوسترادات، على ما يجري كل عام، وبعد توزيع الملفات على المتعهدين أُرسِلت إلى ديوان المحاسبة الذي أعطى موافقته شرط أن يصار الى تلزيم الأشغال بعد الهطول المطري الأول، لكنّ رئيس الديوان عاد وطلب منا شفوياً عدمَ الأخذ بتوصية الديوان لأنها غيرُ منطقية وغيرُ عملية". وأضاف: "بالفعل تمّ تنظيف الأقنية مرات لا تعد ولا تحصى بدءاً من أيلول الماضي، وتحديداً في منطقتي نهر الغدير وأوتوستراد الكرنتينا- كازينو لبنان. في ما يخصّ نهر الغدير شهد اتحادُ بلديات الضاحية أنّ الوزارة قامت للمرة الأولى بتنظيف المجرى الذي تقلّص عرضُه من أربعين متراً إلى ثلاثة أمتار ونصف المتر بفعل التعدّيات، وهذه ليست مسؤوليّتي. أما في شأن قناة تصريف المياه على الأوتوستراد الساحلي، وتحديداً في أنطلياس ـ الضبيه فلا يتعدى قطرُها الستين سنتم وهي تستقبل مجارير المنطقة السىكنية المقابلة لها وصولاً الى عوكر بكل مخلّفات ورش البناء من حجارة وبحص".

وروى فنيانوس أنّ "في تلك الليلة عملت الوزارة بواسطة المتعهّد على إحداث حفرة كبيرة لتصريف المياه وهذه معالجة موقتة يُفترض أن تساعدنا خلال الأيام القليلة المقبلة ولكنها في حاجة الى معالجة دائمة، خصوصاً وأنّ هذه الطريق تشهد مرورَ أكثر من مليون ونصف مليون سيارة، وبالتالي فإنّ الحلّ الوحيد هو في حفر نفق صغير تحت الأوتستراد لاستيعاب أقنية المنطقة التي سيتزايد حجمُها إذا ما سُكن مشروع الفطيم البحري".

ولمواجهة العواصف المقبلة أكد فنيانوس انه "ثمّة اقتراحات للدرس منها مثلاً أن تمنع القوى الأمنية السيارات غير المجهّزة من العبور الى منطقة فاريا وكفرذبيان أو ضهر البيدر وغيرها من المناطق الثلجية، ولا بدّ من التنويه بدور قوى الأمن الداخلي والدفاع المدني والصليب الأحمر في مساعدتنا على مواجهة أضرار العواصف".

وعن الشأن الحكومي المعلّق فلفت فنيانوس إلى أنّ "كل لحظة هي فرصة أمل في عملية التأليف. ولكن على بعض طابخي الحكومة التواضع قليلاً، لأنّ هذا البعض يعاني من جشع فظيع". وينفي وجود أيّ علاقة للتطورات السورية بالموضوع الحكومي، مشيراً إلى أنها "ليست عودة سوريا الى الجامعة العربية وإنما عودة الجامعة الى سوريا التي لا تزال على حالها في مواقفها". وختم قائلاً: "أنا أجزم أنّ سوريا لا تتدخل في الشأن اللبناني ولا حتى إيران ولا حتى روسيا. المسألة محصورة بخلافات حول الحصص، وإذا ما تواضع البعض تتألف الحكومة اليوم قبل الغد".