أشار مدير ​المركز الكاثوليكي للاعلام​ الأب ​عبدو أبو كسم​ الى أن دعوة ​البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي​ للقادة والنواب والوزراء الموارنة لاجتماع في ​بكركي​ انطلقت من استشعاره بأن البلد يتجه نحو التأزم، وطالما أن البطريركيّة صرح لكل اللبنانيين ارتأى ان يبدأ التشاور للخروج من الأزمة بين أهل البيت لتبيان ما اذا كانوا يتحملون مسؤولياتهم فعليا، مشددا على انه ليس مؤتمرا مغلقا او يخص حصرا المسيحيين او قائم من منطلق طائفي او مذهبي، فهو ينطلق من اهتمامات وطنيّة تعني كل اللبنانيين دون استثناء.

وأوضح أبو كسم في حديث لـ"النشرة" ان اجتماع بكركي اليوم هو للتشاور والأرجح لن يخرج بمقرّرات، لافتا الى انه سيبحث بكيفية الخروج من الأزمة الحكوميّة كما الأزمات الاقتصاديّة والاجتماعيّة من خلال محاولة تحديد رؤية تكون منطلقا للحل. وقال: "لا شكّ ان كل فريق سياسي سيعرض تصوّره للخروج من الأزمة، على ان يتمّ في وقت لاحق تجميع هذه التصوّرات اذا أمكن في قالب موحد يقرّب وجهات النظر بين الفرقاء، ويضع حدًّا للجمود الذي تشهده المشاورات تمهيدا لوضع حد للأزمة التي نرزح تحتها".

وردا على سؤال، لفت أبو كسم الى ان البطريرك الراعي سيدعو دون أدنى شك لتشكيل حكومة مصغّرة من الأقطاب او الاختصاصيين وهو ما دعا اليه في عظاته أكثر من مرة، وما تبناه ​المطارنة الموارنة​ في اجتماعهم الشهري الاخير، مشيرا الى ان الراعي يعتبر ان المخرج الحقيقي للأزمة يبدأ من هنا، فاذا كانوا اليوم يختلفون على وزير واحد يعيق عملية التشكيل، فهل سيتّفقون غدا في حال نجحوا بانجاز عمليّة التأليف على عشرات الملفّات العالقة؟ وهل ستكون ​الحكومة​ التي سيشكّلونها منسجمة ام انها ستؤدي الى مزيد من كربجة البلد"؟.

وردًّا على من يعتبرون ان دعوة البطريرك ليست بمكانها، باعتبارها تصوّر المشكلة في البيت المسيحي، اعتبر أبو كسم أن هذا الحديث ليس بمكانه على الاطلاق، لافتًا الى انه لو قامت كل مرجعيّة بجمع نوابها ووزرائها من منطلق وطني بمحاولة لاجتراح المخارج للأزمة عندها يمكن التوصل للحل المنشود. واضاف: "هناك الكثير من الكلام عن مخاوف من المثالثة وغيرها، وهذا الكلام قد يكون لا أساس له من ​الصحة​، وقد يكون هناك حقيقة من يفكر في هذا الاتّجاه، لذلك من واجبنا الاتفاق على الاسس الوطنيّة الكبيرة من خلال تعزيز الالتزام بالميثاق الوطني اللبناني الذي وحده يحفظ البلد والعيش المشترك". ورأى وجود اكثر من علامة استفهام تُطرح اليوم حول ​اتفاق الطائف​، ما نُفّذَ من بنوده، وما لا يزال معلّقًا، وتساءل: "هل يصحّ أنْ نبدّل دستورنا ونظامنا كل 20 عاما"؟.