نَجح وَزير الاقْتِصاد والتِّجارة رائِد خوري نِسْبيًّا، وتِبْعًا للمَناطِق اللُّبنانيَّة المُخْتَلِفَة، في كَبْح جَماح الطَّامِعين مِن أَصْحاب المُوِلِّدات الكَهْربائيَّة العامِلة على امْتِداد الوطَن... كما ونَجَح في فَرْز هَؤُلاء بَيْن أَكْثريَّةٍ رَضَخَت –مُجْبَرَةً أَوْ طَوْعًا لا هَمَّ– لسُلْطَة القانون فَبَقِيَت تَحْته، وأَقَليَّةٍ ما زالَت مُزْمِعةً على التَّغْريد خارِج سِرْبِها...

كما وأَثْبت خوري أَنَّه مُزْمِعٌ على المضيِّ بِهذا المَوْضوع حتَّى النِّهاية، مُنْذ أَعْلن في 6 حُزَيران 2018، بَعْد اجْتِماعاتٍ عِدَّة مع وزير الطَّاقة والمِياه سيزار أَبي خَليل، وأَصْحاب المُوَلِّدات، تَعْديلاً للقَرار 1/135/أ.ت. الصَّادر في 28 تمّوز 2017، ويَتَضَمَّن تمديدًا للمهْلة المُعْطاة إِلى أَصْحاب المُوَلِّدات، للالْتِزام بِتَركيب عدَّاداتٍ إِلكتروميكانيكيَّةٍ، مُطابِقةٍ للمُواصَفاتِ المُعْتَمَدة مِن "شَرِكة كَهْرباء لُبْنان"، لغاية الأوّل من تشرين الأوّل 2018، على أَنْ يُكَلَّف صاحِب المُولِّد بِكِلْفة العدَّادات... ويَتَعرَّضُ كُلُّ مُخالِفٍ للعُقوبات المَنْصوص علَيْها في "قانونِ حِماية المُسْتَهْلك" و"قانون العُقوبات".

ونَقول نِسْبيًّا، لأَنَّ الوَزير قَد يَكونُ غَير عالِمٍ، أَنْ ثَمَّةَ مَن يُخالِف القانُون والقَراراتِ الوزاريَّة مِن أَصْحابِ المُولِّدات الكَهْربائيَّة الفاسِدين، مُسْتَفيدًا مِن انْتِمائِه السِّياسيِّ، ومُتلطِّيًا خَلْف الرَّاية الحِزْبِيَّة في الرُّبوعِ الكِسِروانيَّة... وقَد أَعْلَن هَذا المَحْظيُّ بالدَّعم، رَفضَهُ تَركِيبَ العدَّادات بالمُطْلَق، مُبْقِيًا على الاسْتِنْسابيَّة في احْتِسابِ الفاتُورة، ومُخالِفًا كلَّ القَرارات الواضِحَة في هَذا الشَّأن، وضِمْنًا القَرارُ الوَزاريُّ رَقم 176/1/أ.ت المُلْحَق بالقَرار رقم 100/1/أ.ت تاريخ 6/6/2018 والمُتَعلِّق بآليَّة تَصْريح أَصْحاب المُوَلِّدات الكهربائيَّة الخاصَّة لدى وزارة الاقْتصاد والتِّجارة، سِعْر العدَّاد. وقد جاء في المادَّة الثَّانية من القرار: "إذا تكفَّل المُشْترك شراء العدَّاد... يَتَوجَّب على صاحِب المُوَلِّد حَسْم ثَمَنِه على دُفُعاتٍ مُتَساويةٍ، مِن فاتُورَة الاشْتِراك الشَّهْريّ، خِلال مُدَّةٍ لا تَتجاوَز السَّنَة، على أَلاَّ يَتَعدَّى ثَمَن العدَّاد 35000 ليرة لبنانيَّة".

أَحدُ أَصْحابِ المُوَلِّدات في البُوشريَّة–​المتن​، لَمْ يَلْتَزم قَرار تَرْكيب العَدَّادات، غَيْر أَنَّ المُشْتَرِكِينَ مَعَه لاحَظوا فَرْقًا في التَّسعيرَة في شَهْر كانون الأَوَّل 2018، قِياسًا لِما كان الأَمْر عَلَيه قَبْل ذَلِك التَّاريخ.

مُقارَنَة بَيْن منطَقَتَين

ولكِن في المُقارَنة بَيْن مِنْطقتَي الجدَيْدَة والرَّبوَة المَتْنِيَّتَين، يُلحَظُ البَوْن الشَّاسِع فِي احْتِساب المَصْروف بِحَسَب العَدَّاد، ليَتَبيَّن لاحِقًا أَنَّ صاحِب المُوَلِّد في جدَيْدة المَتن، قَد تَحايَل على القانون، وجَعَل العدَّاد عِنْده لا يَتَوقَّف عَنِ احْتِسابِ الكَهْرباء طَوال الوَقْت، أَكانَ مَصْدَرها مُؤَسَّسة الكَهْرباء أَمْ المُوَلِّد الَّذي يَبْقى ضَوْؤُه شغَّالاً 24/24.

والجَدير ذِكْره أَنَّ العَيِّنة المَنْزِليَّة الَّتي تمَّ اختِيارُها مِن كُلٍّ مِن المنْطَقَتَين المُشار إِلَيْهما، تَتَشابَهان مِن حَيْث إِنَّ:

1–العائِلتَين لا تَتواجَدان في المَنْزل قَبْل الثَّالثة بَعْد الظُّهر، لِوجود الأَهْل في العَمَل، والأَبْناء في المَدارس والجامِعات.

2–الاشْتِراكَين كِلَيْهما 10 أُمْبير.

3–العدَّادين تَمَّ تَرْكيبُهما في الفَتْرة الزَّمَنيَّة نَفْسها، أَيْ قُبَيْل عيد المِيلاد في 25 كانون الأَوَّل الماضي.

4–الأَدَوات الكَهْربائيَّة في المَنْزِلين، مِن حَيْث النَّوْع والعَدَد مُتَشابِهَة.

5–مِساحَة المَنْزِلَين مُتَقارِبة (120 م. / 140م.)

وأَمَّا النَّتيجة حتَّى لَحْظة إِعداد هَذا التَّقْرير فَكانت على الشَّكْل الآتي:

1–في مَنْزل الرَّبوة حَيْث يُطْفأ المُوَلِّد فَوْر وَصْل كَهْرباء المُؤَسَّسة لَمْ يَتَعدَّ العدَّاد الرَّقم 120 كيلوواط.

2-في مَنْزل جدَيْدة المَتِن حَيْث يَبْقى ضَوْءُ مُولِّد الكَهْرباء شَغَّالاً، وكَذَلك لا يُفَرمَل العَدَّاد حتَّى ولو كانَتْ التَّغْذِية مِن "مُؤَسَّسة كَهْرباء لُبْنان"، فَقَد تَجاوَز المَصْروف الـ260 كيلوواط، أَيْ أَكْثر مِن الضُّعف.

3–حتَّى السَّاعة سُجِّلت ساعاتُ تَقْنين فِي الرَّبْوة أَكْثر مِن ساعاتِ التَّقنين في جدَيْدة المَتن.

4–أُبلغ صاحبُ مُولِّد الكَهْرباء في جدَيْدة المَتْن بِهذه التَّفاصيل فَنَكَر أَنْ يَكون العدَّاد يَعْمل خِلال التَّغْذية بالكَهْرباء من المُؤسَّسة. لذا يُنْتَظر صُدور الفاتُورة ليُبْنى على الشَّيْء مُقْتَضاه.

إِنَّ وزارة الاقْتِصاد حاوَلَت فِعْلاً حِماية اللُّبْنانيِّين مِن "مافيات" مُوَلِّدات الكَهْرباء الخاصَّة، عبر الالْتِزام بِتَسْعيرة الكيلووات، بِحَسب ما تُقرِّره وزارة الطَّاقَة. كما وراقَبَت وزارة الاقْتِصاد التِزام أَصْحاب المُوَلِّدات بِقرارها، مع تَسْجيل بَعْض المُخالَفات في هذا المَجال... فتِلْك الرَّقابَةُ يَخْرقُها بَعْضُ الشَّوائِب، الَّتي مِنْ شَأْنِها أَنْ تَزيدَ الوَضْع تَعْقيدًا مَع مُرور الوَقْت.

ويبقى أَهَمُّ تِلْك الشَّوائِب هِي العَدَّادات، فَمَن يُراقِب حُسْنَ عَمَلِها أَو عَدَمَه؟