تؤكد اوساط بارزة في تحالف ​حركة امل​ و​حزب الله​ انه كان من الاجدى إعادة النظر بالقمة العربية الاقتصادية التي ستنعقد في الايام المقبلة في بيروت وتقييم الجدوى السياسية والاقتصادية والدبلوماسية منها.

وتقول الاوساط ان الثنائي الشيعي وتحالف 8 آذار ليس ضد انعقاد القمة او يقلل من اهميتها كتجمع عربي ودبلوماسي يمكن ان يخدم لبنان ومصالحه الوطنية ولكن المآخذ كانت على غياب دولة بارزة كسوريا وهي معنية بالقمة بالاضافة الى دعوة "فضفاضة" للجانب الليبي من دون تقدير عواقب امر كهذا وما له من حساسيات للجانب الشيعي وحركة امل وكل لبنان لان قضية الامام المغيب السيد ​موسى الصدر​ ورفيقيه قضية بحجم الوطن وليس الطائفة فقط.

وتشير الاوساط الى اننا نتفهم حاجة ​الرئيس ميشال عون​ الى انعقاد القمة كدليل على اصرار العهد على الانجازات رغم كل العثرات التي تجري واكبرها الفشل في تشكيل الحكومة والمكابرة من الرئيس ​سعد الحريري​ والاصرار على ربطها بالمحاور الاقليمية ورغبة اميركا والسعودية في التعطيل ومنع حصول حزب الله وحلفائه على حصة وازنة وحقائب هامة رغم ان في الاصل ما حصل عليه فريقنا هو لا يعبر عن حقيقة تمثيلنا وحجمنا.

وترى الاوساط ان العمل السياسي اليوم وفي الفترة الاخيرة تعتريه الشخصانية والذاتية والرغبة في تحصيل المكاسب والجنوح نحو "تدمير" الآخر او "تقزيمه" وهو امر يدل على سطحية صاحبه وهشاشة فكره وفهمه السياسي ففي لبنان لا يمكن تجاوز احد ولا يمكن لاحد ان يلغي احداً.

وتأسف الاوساط ان يأتي موظف في ​الخارجية الاميركية​ الى لبنان وهو ​ديفيد هيل​ ويملي على السلطات في لبنان بما يجب ان تقوم به بينما لم يخرج لا رئيس الحكومة المكلف والذي صدر بيان هيل من بيته بكلمة واحدة لادانة كلام هذا المسؤول السفيه وكلامه المتطاول على مكون اساسي ولبناني وهو حزب الله وعلى دولتين شقيقتين كسوريا وايران كما فيه المس بصلاحياته الدستورية في تشكيل الحكومة وكل الكلام الآخر الذي يمس بهيبة وسمعة وسيادة الدولة واغفاله اعتداءات العدو وتجاوزه كل الخطوط الحمر جنوباً.

في المقابل خرج الحريري وغيره من المسؤولين ليزايدوا ويأسفوا على مقاطعة ليبيا للقمة في بيروت على خلفية ازالة العلم الليبي من مكان المؤتمر وحرقه من قبل انصار حركة امل بالاضافة الى الحملة السياسية التي قادها رئيس الحركة ورئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​ وقادة امل ونوابها ووزراؤها.

وتضيف الاوساط يخرج البعض ليقول ان القمة مصلحة لبنانية وضرورة اقتصادية بينما في المقابل لا نرى الضرورة ومصلحة البلد المالية والاقتصادية في ملف تشكيل الحكومة والاصرار على تعطيلها لاسباب غير مفهومة ومستغربة. وتسجل الاوساط هنا مسألة اساسية وهي المؤتمر الاقليمي والدولي والذي عقد عن النفط والغاز في القاهرة ولم نسمع حرص هؤلاء على اقتصاد لبنان ونفطه ومصلحته. فلماذا لم يسع هؤلاء الى متابعة لبنان بأي شكل من الاشكال ما يجري من صفقات بين العدو الاسرائيلي وبعض الدول لاستخراج الغاز والنفط من البلوكات التي يدعي العدو النزاع حولها وهي للبنان. اليس ملف النفط والغاز والحفاظ على البلوكات اللبنانية امر سيادي ووطني واقتصادي لبناني؟

وتؤكد الاوساط ان الاتصالات التي جرت في الايام الماضية بين حزب الله وحركة امل و​التيار الوطني الحر​ والرئيس عون توجت بمساع رئاسية للتهدئة وتمرير القمة الاقتصادية بأقل الخسائر ووقف السجالات حولها. كما تجري مساع ليكون بيان القمة اقتصادياً وغير سياسي وان يترك للقمة في تونس في آذار الكلام السياسي ووقتها قد تكون سوريا حاضرة ولكل حادث حديث بعدها. اما عن قمة بيروت والتي سيكون رئيسها عون فهو لن يسمح بأي بيان ان يمس بحزب الله او بايران او بسوريا. وهو كرئيس للقمة سيكون المشرف الاولى على اختيار تعابير البيان بدقة ودوزنة وبما يراعي الهدف من القمة اي اقتصادي بالدرجة الاولى.