لفت مدير ​المركز الكاثوليكي للإعلام​ الخوري ​عبده أبو كسم​، خلال مشاركته في ندوة عُقدت في المركز الكاثوليكي للإعلام، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، تحت عنوان "ظاهرة التعرّض للمقدّسات والرموز الدينيّة"، إلى "أنّنا نلتقي اليوم في ندوةٍ إعلامية مع مشايخ أجلاء، لنناقش موضوع التعرّض للرموز والمقدّسات الدينيّة، الّتي هي ظاهرة تشمل معظم دول العالم، وفي تواقيت مختلفة، ممّا يطرح علامات استفهام كثيرة، عن الأسباب والدوافع والنتائج".

وأوضح أنّ "الأسباب قد تكون وراءها أهداف سياسية تدفع إلى إثارة النعرات الطائفية، وتشجّع على الأصولية تحت ستار الدفاع عن الدين بضرب الدين الآخر"، منوّهًا إلى أنّه "قد تكون أيضًا وراءها أسباب تهكميّة تحقّر الدين من خلال تحقير الرموز المقدّسة، فيشكّل هذا الأمر إهانةً للمؤمنين وقد يكون الدافع أيضًا تحقيق مكاسب تجارية، فتسلّع الرموز الدينية، بمعنى أنّها تُسّخر لمنتجاتٍ كالملابس الداخلية والأحذية وحتّى الملابس الخارجية والألعاب، ممّا قد يشكّل انتهاكًا للمؤسسات وخرقًا للقوانين".

وشدّد أبو كسم، على أنّ "هذه الإنتهاكات تعزّز روح التعصّب الديني الأعمى وتدفع نحو تحريك الشارع، للتعبير عن رفض هذه الإنتهاكات، لأنّ البعض يعتبرها مسًّا بالكرامة، فتتغلّب لغة العاطفة على لغة العقل ممّا قد يسبّب مشاكل بين أبناء الوطن الواحد"، مؤكّدًا أنّ "المطلوب اليوم وضع خطة عملية لمواجهة هذه الإنتهاكات بلغة العقل، دون أن تنال من وحدتنا وكرامتنا وعزتنا".

وبيّن أنّ "هذه الخطة يجب أن تبدأ من العائلة والمدرسة، بحيث نُشجّع أولادنا على الإندماج مع بعضهم، ونفهمهم بأنّ التنوّع هو غنى، وقبول الأخر هو نعمة، وأنّ الأديان هي الطريق الّتي توصلنا إلى الله وأنّ ​المحبة​ هي الّتي تجمعنا"، معربًا عن أسفه الشديد "لأنّنا نفتقر إلى الآن لتعزيز هذه الروحيّة بين أبنائنا، فعند أوّل مفترق تتجدّد الإصطفافات وكلّ واحدٍ يشدّ على وتره الطائفي".

وركّز على "أنّنا نطلق اليوم صرخةً مشتركة من على هذا المنبر إلى كلّ الشباب ال​لبنان​ي: كونوا حكماء، فلا تنجرّوا وراء العصبيات والتشنجات، لا بل على العكس أنتم من يجب أن يكون الضمانة لهذا الوطن". وتوجّه إليهم بالقول: لا تكونوا سلعةً بأيدي أحدٍ بل كونوا أنتم القادة، فمستقبل لبنان بين أيديكم، أنتم القلب النابض في هذا الوطن. ونحن نراهن بفضلكم على لبنان أفضل مزدهر مبني على المحبة والتضامن".

وقد شارك في الندوة، رئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام القاضي الشيخ ​خلدون عريمط​، المفتي الجعفري الشيخ ​أحمد طالب​، بحضور لفيف من الإعلاميين والمهتمين.