شدّد رئيس المركز الاسلامي للدراسات والإعلام القاضي الشيخ ​خلدون عريمط​، على أنّ "ظاهرة التعرّض للمقدسات والرموز الدينية بدأت مع بداية هذا القرن في إسرائيل عندما انتهكت العصابات الصهيونية كلّ ما يتعلّق بالأديان سواء كانت إسلامية أو مسيحية، انطلاقًا من مقولة وهميه انّهم شعب الله المختار، في حين أن ​الإسلام​ يحترم ويتكامل مع من سبقه من الأديان السماوية، بل ويلزم المسلمين الإيمان بالكتب الّتي أنزلها الله وبالرسل والأنبياء الّذين بلّغوها".

ولفت خلال مشاركته في ندوة عُقدت في ​المركز الكاثوليكي للإعلام​، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، تحت عنوان "ظاهرة التعرّض للمقدّسات والرموز الدينيّة"، إلى أنّ "انطلاقًا من هذا الإيمان الحق، أكّد ​القرآن الكريم​ أنّ ​الديانات​ الحقه يصدق بعضها بعضًا، والإسلام يؤمن بمن جاء قبله من الشرائع الّتي أنزلها الله"، مركّزًا على أنّ "الإسلام والمسلمين الصادقين يتلاقون ويتعارفون ويتعاونون ويتكاملون مع أتباع الشرائع والأديان الّتي سبقت الإسلام بالنزول لعبادة الله وهداية الناس".

وأكّد عريمط أنّ "التعرّض للمقدّسات والرموز الدينية هي إساءة مباشرة لأتباع التوراة و​الإنجيل​ والقرآن، وأنّ المشكلة الّتي نعاني منها في عالمنا المعاصر أنّ اتباع التلمود المناقض في حقيقته للتوراة والإنجيل والقرآن لا يعترفون ب​المسيحية​ ولا بالإسلام، وهم يعملون أحيانًا باسم ​الماسونية​ العالمية أو شهود يهوى، فيتعرّضون للمقدّسات والرموز المسيحية والإسلامية، كما حصل ويحصل في "فلسطين المحتلة" ضدّ المقدسات الإسلامية والمسيحية معًا أو ما يعرض من أفلام مشوّهة تسيء إلى مقام السيد المسيح أو رسومًا وصورًا تشوّه حقيقة النبي و​الرسول محمد​، لزرع الفتن بين أتباع الديانات؛ وهذا ما يسعى إليه المشروع الصهيوني المعادي للإسلام والمسيحية معًا".

ورأى أنّ "​لبنان​ الّذي هو ملتقى أتباع المسيحية والإسلام، هو الأقدر ليكون المثل والمثال في الحفاظ على المقدسات والرموز الدينية لأتباع الديانات الّتي أنزلها الله"، مشدّدًا على أنّ "لبنان هذا، هو رسالة رحمة ومحبة لكلّ المجتمعات الّتي تسعى للحفاظ على حقوق الإنسان الّذي من أجله كانت الأرض والسماء، ولأجل تكريمه وهدايته كانت التوراة والإنجيل والقرآن".

وسأل عريمط "هل يعي اللبنانيون حقيقة دورهم في هذا الشرق؟ وهل تدرك القيادات اللبنانية على تنوّعها بأنّ لبنان هو أكبر من مصالحهم وحصصهم ونزواتهم؟". وركّز على أنّ "لبنان هو وطن الإيمان ورسالة المحبة والرحمة لأبنائه ولكلّ الناس، وهو وحده القادر على رفع الصوت بمسلميه ومسيحيه لأن يقول كفى التعرّض للمقدسات والرموز الدينية في أيّ مكان، فلا قيمة للإنسان بدون دين أو عقيدة تصوّب مساره وتصحّح مسيرة حياته".