كما كان متوقعاً وكما نصح رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ وتحالف ​8 آذار​ بتأجيل ​القمة العربية الاقتصادية​ والتنموية في بيروت الى ما بعد قمة تونس العربية في آذار المقبل وفي انتظار عودة ​سوريا​ الى موقعها الطبيعي في ​الجامعة العربية​، حصل أسوأ السيناريوهات والتي تمثلت بغياب معظم رؤساء وامراء ​الدول العربية​ الخليجية الذين كانوا اكدوا حضورهم وخصوصاً اميرا الكويت وقطر وقبلهما مصر وتونس وفي رسالة بالغة الدلالة من العرب والخليجيين وخصوصاً السعوديين بـ"معاقبة" اللبنانيين على مواقفهم "المتحفظة" عربياً وخليجياً و"اميركياً" و"المتواطئة" مع ​حزب الله​ و​ايران​ داخلياً وعدم القدرة على وضع حد لـ"سطوة" حزب الله لبنانياً ومنع سيطرته على مقدرات الدولة و​تشكيل الحكومة​ وقبلهما النتائج الانتخابية النيابية الاخيرة على حد وصف اوساط سياسية بارزة في 8 آذار. وتقول الاوساط ان لبنان كان بالغنى عن عقد قمة لم يكتب لها النجاح بفعل الرغبة الاميركية والقرار الواضح بتفشيلها كعقاب للبنان كدولة ولعدم الانصياع للاملاءات الاميركية. وتكشف الاوساط عن وجود معلومات وردت الى فريقنا ومرجعياته السياسية عن وجود استياء اميركي من المواقف الحازمة التي سمعها الموفد الاميركي ​ديفيد هيل​ في بيروت من الرؤساء الثلاثة وخصوصاً مواقف الرئيسين ​ميشال عون​ ونبيه بري والاصرار على وقف ​الخروقات الاسرائيلية​ وضمان حقوق لبنان في الحدود البرية والبحرية قبل الحديث عن اي ترسيم او ترتيبات امنية مع العدو. وتؤكد الاوساط ان الملابسات التي رافقت القمة والمقاطعات والمواقف العربية والدولية والخليجية نوقشت امس الاول في نقاش حصل بين قيادات بارزة ومحددة في 8 آذار وتم التداول بالمعلومات التي وردت من قنوات دبلوماسية وسياسية عدة في بيروت حول الاسباب الحقيقية لاعتذار معظم القيادات العربية والخليجية عن الحضور بعد ان سبق لها ان اكدت الحضور. وتقول الاوساط ان القرار الاميركي بخفض التمثيل اتى في سياق الجولة التي يقوم بها وزير الخارجية الاميركي ​مايك بومبيو​ وفي إطار تسخين المواجهة مع ايران وحزب الله في المنطقة ولبنان وفي إطار فشل زيارة ديفيد هيل في محاصرة حزب الله لبنانياً ومنع "استفادته" عبر عقد قمة عربية اقتصادية قد تعطي اندفاعة سياسية لحليفه الرئيس عون وللبنان بشكل عام والذي لا يريد الخروج من فلك "السيطرة" الايرانية. وتشير الاوساط الى ان غياب اميرا الكويت وقطر يدخل في سياق الضغط السعودي لمنع إضفاء اي طابع خليجي على القمة واظهارها بمستوى هزيل من التمثيل بما يمنع خروجها بنتائج ايجابية سياسياً واقتصادياً كما يدخل غياب رؤساء مصر وتونس في الإطار نفسه.

وتؤكد الاوساط ان المجتمعين تبلغوا مقاطعة الرئيس نبيه بري للقمة من منطلق الالتزام التام بالمواقف التي سبق واعلنها الرئيس بري وهي عدم التزام العرب بقضية الامام المغيب ​موسى الصدر​ ورفيقيه وتجاهلهم هذه القضية طيلة اربعة عقود فبدل ان تصدر الادانة ل​ليبيا​ والجهات المتولية للسلطة اليوم بعدم التعاون لحل القضية بعد سقوط نظام القذافي صدرت الادانة لصدور مواقف لبنانية من ضرورة منع ليبيا من حضور القمة واتخاذ ليبيا القرار بالمقاطعة شماعة لتبرير الاعتذارات في اللحظات الاخيرة عن الحضور وخفض مستوى التمثيل بما "يعطب" صورة لبنان شكلاً ومضموناً واظهاره عاجزاً سياسياً وامنياً ودستورياً عن ادارة بلده داخلياً وحماية امن زواره ثانياً.

وتؤكد الاوساط ان مواقف الرئيس بري وتحريكها قضية الامام الصدر على اعلى المستويات اخيراً قد تدفع السلطات الليبية الجديدة الى مقاربة مختلفة وتعاون بناء لحل القضية.

وعن تفسير خطوة الرئيس بري بمقاطعة القمة تضامناً مع عدم دعوة سوريا واعتذار السفير السوري في لبنان ​علي عبد الكريم علي​ عن حضور القمة بروتوكولياً بعد عدم دعوة بلاده، تؤكد الاوساط ان الرئيس بري وفريقنا يلتزمون بمواقفهم ولا يخجلون بدعم سوريا الحليفة والعلاقة معها واذا اراد البعض تفسير مقاطعة بري ضمناً تضامناً مع سوريا فليكن وهذا يؤكد مرة جديدة المصدقية والوفاء مع الحلفاء.

وعن تداعيات التباينات السياسية بين الرؤساء وخصوصاً الرئاستين الاولى والثانية، تؤكد الاوساط ان كل المعلومات تشير الى انها تباينات "على القطعة" ومحصورة في شكل ومضمون الدعوة الى القمة والنصيحة بتأجيلها لافادة اكبر مع وجود سوريا. وهذه التباينات وفق الاتصالات التي اجريت تؤكد ان التباينات حول القمة ستنتهي مساء الاحد مع انتهاء اعلان التوصيات النهائية للقمة ومغادرة الوفود العربية الى بلادها والاثنين سيكون يوماً جديداً.