يحتفل أمين سرّ دولة ​الفاتيكان​ الكاردينال بيترو بارولين في هذه الاثناء، بالسيّامة الأسقفيّة للبناني المونسنيور كريستوف زخيا القسّيس، ابن الكنيسة المارونيّة وأبرشيّة بيروت و​مدرسة الحكمة​، بعد تعيينه سفيرًا بابويًا في باكستان، وذلك في بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان.

يذكر ان المونسنيور كريستوف القسّيس نشأ في الأشرفية وهو من بلدة فيطرون كسروان، في عائلة مسيحيّة مؤمنة من 6 اشقاء وشقيقتين، رعاهم الوالدان عبدو وتيريز. وكان تلميذًا في مدرسة الحكمة الأم في بيروت، وخادمًا أمينًا في كنيسة مار يوسف- الحكمة وفي عدة رعايا.

دخل الإكليركيّة البطريركيّة المارونيّة في غزير لدى بلوغه الثامنة عشرة، كخطوة أولى في تحقيق حلمه الكهنوتي لخدمة ربّه والكنيسة وأبنائها، وتابع في الوقت عينه دروس الفلسفة واللاهوت في جامعة الروح القدس- الكسليك، وفقًا لما تقتضيه أصول التنشئة الإكليريكية.

وعندما كان ما زال شمّاسًا إختاره رئيس أساقفة بيروت آنذاك المثلث الرحمة المطران خليل ابي نادر أمين سّره، الى جانب اهتمامات كنسية ورعوية أخرى. وشبيبة "فرقة الصلاة" التي اهتم بانشائها في كنيسة مار يوسف-الحكمة تتذكره جيدًا، ولم تنسَ مرشدها. وفي مخيمات الشبيبة، كان دائما المنشّط النشيط.

في ايار العام 1994، سيم كاهنًا، وانتقل بعد عامين إلى روما ليتابع دروسه في الحقّ الكنسيّ والمدنيّ بتفوّق، وفي الوقت عينه اهتم في العمل الرعائي في إحدى رعايا روما، حيث كان مساعدا طوال اربعة أعوام.

كانت حصيلة الدراسة، دكتوراه بامتياز من جامعة اللاتران الحبرية العام 2000، وعنوانها "حماية حقوق الفرد البشري في اتفاقات ​الكرسي الرسولي​". وبفضل كفاءته وتميّزه، وبإذن من رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر، دخل العام ١٩٩٨ "الاكاديمية الكنسية الحبريّة" المتخصّصة في إعداد ديبلوماسيي الفاتيكان، وتخرّج منها بعد عامين ديبلوماسيًا بابويًا، يساعده في مهمته تلك حبّه للغات. فالى جانب العربية والفرنسية والإنكليزية والإيطالية، يتقن المونسينور اللغة الأندونيسيّة والتركيّة. كان المونسنيور القسيس من ضمن طاقم الديبلوماسيّين البابويّين، سكريتيرا أول في ​تركيا​ التي واكب فيها ميدانيًّا زيارة البابا بينيديكتوس السادس عشر لها في العام 2006. ثم كانت العودة الى الفاتيكان، حيث ضُمَّ، العام 2007 الى أمانة سرّ دولة الفاتيكان، لاسيما قسمها الذي يعادل وزارة خارجية.

كُلِّف بمسؤوليات عدة، أبرزها ملف حقوق الإنسان في العالم، وخصوصًا في منظمة الأمم المتحدة. وهو اللبناني الوحيد في دولة الفاتيكان إنه فخر لبنان والكنيسة المارونيّة وابرشيّة بيروت ومدرسة الحكمة.