رأى نائب رئيس "حزب الكتائب ال​لبنان​ية" الوزير السابق ​سليم الصايغ​، أنّ "الاعتراض على دعوة ​ليبيا​ إلى "القمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية" بالطريقة الّتي حصلت، أكّد أنّ المحور الإيراني الّذي كان يسعى لدعوة ​سوريا​ وطالب بتأجيل القمة، لا يزال ممسكًا بالسلطة والقرار في لبنان عبر الثنائي الشيعي، بعدما كرّس هذا الأمر في ​الإنتخابات النيابية​".

وأكّد في حديث صحافي، أنّ "على الرغم من استكبار البعض والقول إنّ القمة ناجحة، فالصورة الّتي ظهرت أعطت مؤشّرًا أنّ لبنان في طريق خسارته الاحتضان العربي الّذي لطالما شكّل قوّة معنوية ليبقى يقوم بدوره، وهذا الأمر هو أبعد وأخطر من أي عمل سياسي".

ولفت الصايغ إلى أنّ "في الوقت الّذي يبدو ​العالم العربي​ في مرحلة البحث عن حلول للمشكلات الّتي يعاني منها، بدا لبنان اليوم بمظهر دولة فاشلة باتت على المحكّ مع عدم القدرة على ​تشكيل الحكومة​ وسوء الأداء الدبلوماسي، ليأتي الحضور العربي، الّذي كان بالحد الأدنى، مؤكِّدًا أنّ لبنان دولة بالحد الأدنى".

وشدّد على أنّ "ما يحصل في الفترة الأخيرة عبر منطق الاستقواء بالسلاح غير الشرعي والارتباط بالمحاور الإقليمية وتحديدًا المحور الإيراني، هو لتأكيد أنّ دمشق لا تزال حاضرة في ​بيروت​ وأنّه لا يمكن أن يحصل أي أمر في لبنان إلّا بموافقة ​النظام السوري​"، مبيّنًا أنّ "نتيجة ​التسوية الرئاسية​ الأخيرة الّتي قايضت منطق الدولة بالسلطة كانت خسارة الدولة والسلطة معًا".

وأوضح أنّ "رسالة المؤتمرات الدولية الّتي عُقدت سابقًا، إلى لبنان كانت: فلتكن لديكم دولة لنقدم لكم المساعدات. وبالتالي إذا بقيت الثقة غائبة تجاه الدولة ومؤسساتها فلن تجد رؤوس الأموال طريقها إلينا، وحتّى إن وجدت لا يمكن ضمان الوصول إلى حلّ في ظلّ ​الوضع الاقتصادي​ والمالي الّذي لن يصمد أكثر من ستّة أشهر إذا لم يتمّ تدارك الأمر، والتوصّل إلى حلّ بتشكيل حكومة اختصاصيين تحدث صدمة إيجابية".