رأى رئيس المجلس التنفيذي في ​حزب الله​ السيد ​هاشم صفي الدين​ أنه حينما تعلن أميركا الانسحاب من ​سوريا​ بهذه الطريقة المذلة والمفاجئة والمهينة، فيعني ذلك أنها ضعيفة وليست قوية، وبالتالي بات على العرب أن يفهموا جيداً كما بعض اللبنانيين، أن أميركا التي تخلت عنهم في السابق، هي نفسها أميركا التي ستتخلى عنهم في هذه الأيام وفي اللاحق من الأيام، لا سيما وأن أميركا تستخدم هؤلاء كورقة أخيرة لكي تدخل إلى الساحة السورية بقوة، وتفاوض سوريا، وتصل إلى حل ربما مع ​إيران​ في الآتي من الأيام، دون أن يسبقها أدواتها في المنطقة إلى ذلك التفاهم مع ​روسيا​ أو سوريا أو إيران أو أي دولة أخرى، وهذه هي حقيقة الحال.

وأسف السيد صفي الدين خلال اللقاء الذي أقيم لأئمة ولجان المساجد في منطقة الجنوب الأولى في قاعة الاستشهادي أحمد قصير ب​مدينة صور​، على بعض العقل العربي العقيم والقاصر الذي يستند إلى خبث وحقد وقلة فهم ودراية، فهؤلاء لم يتعلموا ويبدو أنهم لن يتعلموا، أن أميركا باعتهم في المرة الأولى والثانية والثالثة، وهي جاهزة لأن تبيعهم في المرة الرابعة والخامسة، لا سيما وأن البعض يراهن أن أميركا سوف تدعمه، ولكن في الحقيقة هي تضحك على أدواتها في المنطقة كما ضحكت عليهم في الماضي من الأيام.

ولفت السيد صفي الدين إلى أنه ليست هذه المرة الأولى التي تعلن فيها أميركا عن لقاءات دولية بوجه المقاومة ومحورها، ففي العام 1982، كانت أميركا هنا في لبنان بغطرستها وأسلحتها وبوارجها، وكانت تتحدث عن تغيّر وجه منطقة الشرق الأوسط باحتلال لبنان ​إسرائيل​ياً، علماً أن إسرائيل كانت في ​بيروت​، ولكن لم تتمكن لا أميركا ولا إسرائيل ولا كل البوارج الأميركية أن يحرفوا مسار المقاومة التي تقدمت بشهدائها ومجاهديها وانتصرت عليهما.

وأضاف السيد صفي الدين إن أميركا جمعت كل قوتها في ​شرم الشيخ​ سنة 1996 لتوقف المقاومة، وكان معها الأوروبيون والروس وكل الدول العربية التي أصبح بعض رؤسائها اليوم إما أموات وإما في خبر كان، ولكنها لم تستطع أن توقفها، وكان الانتصار في العام 1996 بمواجهة عناقيد الغضب أكبر من انتصار عام 1993.

وتابع السيد صفي الدين إن أميركا التي شحذت كل قوتها للقضاء على المقاومة بعد العام 2000 عبر الإغراءات والأموال وال​سياسة​ والضغط، لم تستطع أن تحقق شيئاً، وما فعلته خلال العام 2006 وأخيراً في سوريا من أجل القضاء المقاومة، ذهب هباءً منثورا، وبقيت المقاومة. اضاف إن أميركا ستجمع بعضاً من أدواتها في مؤتمر وارسو في ​بولندا​، ولكن سينتهي هذا المؤتمر، وسيكون ما بعده انتصار جديد للمقاومة ومحورها، لأن أميركا أصبحت أضعف من أي وقت مضى في لبنان والمنطقة كلها، وهذه حقيقة بات يعرفها الجميع، ولذلك فعلى صغار السياسة في لبنان والمنطقة، أن لا يجعلوا أميركا تضحك عليهم مرة أخرى، وأن يثبتوا أنهم أصبحوا غير أدوات.