حفلت الايام الماضية وعلى هامش القمة العربية الاقتصادية، ببعض اللقاءات الحكومية والنيابية لنواب ووزراء من مختلف التوجهات السياسية والحزبية وببعض "الكلام" الحكومي ولم تخلُ هذه اللقاءات من همز ولمز وغمز ورسائل متبادلة بين المعنيين بالملف الحكومي وفق ما يؤكد مصدر نيابي في تحالف ​حركة امل​ و​حزب الله​. ويقول المصدر ان ما سمعناه من بعض "المتحمسين" في ​التيار الوطني الحر​ وما نقلوه عن رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ ليس "مشجعاً" ولا يخدم عملية التأليف برمتها. ويشير المصدر الى انه ينقل عن عون انه "سحب" يده من كل المبادرات الحكومية وانه سيكون له "كلام حاسم" في الايام المقبلة. ويضيف المصدر اننا تبلغنا ايضاً ان رئيس التيار الوطني الحر والوزير ​جبران باسيل​ يقول ان المشكلة سنية- سنية وهي اليوم بين الرئيس المكلف ​سعد الحريري​ و"​اللقاء التشاوري​" وليحلاها بينهما ولا دخل ل​بعبدا​ في هذا الامر. ويقول المصدر ان منذ اللحظة الاولى للتكليف نصحنا كتحالف حركة امل وحزب الله الرئيس المكلف بالتحاور مع النواب السنة خارج كتلته لكنه لم يأخذ الامر على محمل الجد اسوة بالوزير باسيل الذي اعترف باحقية التمثيل بعد كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله منذ شهرين تقريباً والذي تبنى فيه مطلب اللقاء التشاوري بالكامل وأكد ان لا حكومة بلا تمثيل للنواب للسنة خارج المستقبل. ويشير المصدر الى ان اعتراف باسيل "الشكلي" لم يترجم تسهيلاً للمبادرة التي اطلقها عون وكلف بتنفيذها المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الا ان باسيل التف عليها وافشلها مرتين. ويقول المصدر ان خروج اللواء ابراهيم من عين التينة اخيراً، ليؤكد سحب يده من اية مبادرة حكومية يؤكد ان رئيس مجلس النواب نبيه بري وابراهيم شعرا بـ"الغدر" من وراء ما جرى حيث طرح اسم جواد عدرا على الرئيس بري كإسم للحل فكلف النائب قاسم هاشم بتسويق الاسم عند التشاوري وتبنيه على انه من حصة التشاوري ويصوت معه وان يتولى ابراهيم اخراج هذا السيناريو لكن ما تبين لاحقاً ان باسيل انقلب على مسألة تصويت الوزير السني السادس فهذا الامر دفع اخيراً بري وابراهيم الى اخراج "ايديهما" من المبادرة بعد الانقلاب عليهما وعليها.

ويؤكد المصدر اننا ما سمعناه اخيراً من بعض الاوساط في كتلتي الحريري وباسيل عن توجه لاعادة الامور الى المربع الاول اي اعادة التفاوض الحكومي الى اليوم الاول من التكليف وحيث ستخلط الاوراق ويعود كل فريق الى المطالبة بغير الحصة المعطاة له وخصوصاً الثنائي الشيعي والقوات اللبنانية امر غير مفيد ومضر بالنسبة الى عون والحريري وباسيل ويخدم الثنائي الشيعي والذي يملك 45 نائباً وعندها سيطالب بـ10 وزراء ولن يقبل بـ8 وزراء فقط او بسبعة اذا ما استثنينا الوزير السني السادس. ويشير المصدر الى ان الرئيس بري والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يريدان للحريري ان ينجح في تأليف الحكومة ويريدان ان ينجح عهد الرئيس عون في الاقلاع ويريدان ان تتشكل الحكومة في اسرع وقت لكي تبدأ النظر في الملفات الملحة ولا يريدان الا الاستقرار في ظل ما يحضر للبنان من سيناريوهات مقلقة وخبيثة وخطيرة من الاميركيين والاسرائيليين وما يحدث على الحدود الجنوبية وفي ملف النفط وافشال القمة العربية شواهد. وفي الاطار نفسه يضيف المصدر ان فريقنا لن يقبل بأن يكون شاهد زور او تكملة عدد للحكومة وبالتالي فمن مسؤولية عون والحريري الدستورية والوطنية ان يجدا حلاً لمسألة تمثيل اللقاء التشاوري ومن ضمن حقه الطبيعي في التمثيل والذي اعطته اياه الانتخابات النيابية الاخيرة فتخلي عون والحريري عن هذه المسؤولية لا يخدم الحكومة ولا البلد والمطلوب اليوم وبعد انتهاء القمة البدء بمقاربة جديدة ومبادرة جدية وجديدة وبلا "تذاكي" تنطلق من المربع الاخير حيث اجهضت مبادرة اللواء ابراهيم الاخيرة وغير ذلك ستكون كلفة التعطيل كبيرة على الجميع.