اشار دبلوماسي روسي رفيع المستوى، لصحيفة "الجمهورية" إلى أن "اسرائيل تحاول من خلال تكثيف غاراتها على سوريا أخيراً أن تفرض إرادتها ومعادلاتها على الوضع، في سياق النزاع بينها وبين محور ​المقاومة​"، ملاحظاً أنّ "اسرائيل عمدت الى تصعيد وتيرة استهدافها للوجود الايراني في سوريا بعد القرار الاميركي بالانسحاب من هناك، أما الى أين يمكن ان يصل هذا الضغط المتزايد، وهل هو قابل للتدحرج نحو مواجهة واسعة، فهذا متوقف على طبيعة التطورات في المرحلة المقبلة، علماً أننا نريد أن نتجنّب وقوع ايّ صدام واسع، وقد سبق لنا أن بذلنا جهداً لترتيب الامور على الجبهة الجنوبية - الغربية بطريقة تتوافق مع مصالح الجميع"، مؤكدا أنّ "الوجود الايراني يندرج في سياق الحق السيادي لسوريا، ونحن لا نتدخل في هذا الامر"، لافتاً الى أنّ "الطرف الآخر يحاول أن يزرع الشكوك بين الحلفاء، خصوصاً بين ​موسكو​ وطهران، لكن لا يوجد شيء من هذا القبيل عملياً".

ولاحظ الدبلوماسي أنّ "الطرف الآخر يحاول التركيز على وجود تباينات روسية - ايرانية بالترافق مع التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر وارسو الذي يهدف الى تأسيس جبهة معادية لطهران"، مشيراً الى أنّ فكرته أميركية المنشأ، ونحن نرفض كلياً الفكرة والاجتماع والحضور، لأننا نعتبره مؤتمراً معادياً، مشيرا الى أنّ "هناك حراكاً لكل القوى الموجودة في الميدان السوري والجوار لتحسين مواقعها وشروطها، مشدداً على انّ الاستراتيجية الروسية في سوريا خلال هذه المرحلة تستند الى الركائز الآتية: القضاء على الارهاب، تحسين الأوضاع الانسانية، الإعمار وإعادة النازحين، الدفع نحو تحقيق تسوية سياسية"، مؤكدا "ضرورة وصول الجيش السوري الى الحدود مع تركيا، موضحاً انّ تواصلاً يتمّ بين الجهات الموجودة شرق الفرات لهذا الغرض".

وأكد أن "موسكو عارضت منذ البداية قرار ​الجامعة العربية​ بتعليق عضوية سوريا فيها وبالتالي نعتبر ان من الضروري ومن الطبيعي، ان تستعيد دمشق مقعدها في الجامعة"، مضيفا:"لا يجوز للعرب أن يناقشوا مسألة عودة سوريا الى الجامعة العربية من زاوية العفو عنها او فرض الشروط عليها، إذ إنّ دمشق المنتصرة في الحرب ضد الارهاب هي المعنية بأن تحدّد ما هو المطلوب من ​الدول العربية​ التي علّقت عضويتها وليس العكس، وأيّ قرار لتصحيح الخلل يجب أن يُتخذ بطريقة ترضي سوريا"، مضيفا:" مشاركة ​أمير قطر​ في قمة ​بيروت​ جيدة، وتعكس تمايز سياسات ​الدوحة​، متمنّياً لو كان هناك حضور أكبر للقادة العرب في تلك القمة، لافتاً الى أن "التصريحات الرسمية الاميركية في اكثر من مناسبة توحي أن ضغوطاً مورست على بعضهم لدفعهم الى الامتناع عن الحضور".

وراى الدبلوماسي الروسي أن "مواقف وكيل ​وزارة الخارجية الاميركية​ ​ديفيد هيل​ كانت غير معقولة، وهي انطوت على تدخّل سافر في الشؤون اللبنانية، سواءٌ لجهة التحريض على حزب الله أو لجهة التشجيع على تفعيل حكومة تصريف الاعمال والإشارة الى أنّ نوع الحكومة المقبلة يهم واشنطن. من جهتنا لا نريد أن نتصرف مثله، وبالتالي نرفض ممارسة ايّ ضغط على هذا الطرف او ذاك في ما خصّ مسار العلاقة مع سوريا. اننا نحترم خصوصية اللبنانيين ونترك لهم أن يتخذوا القرار المناسب".