أثمرت زيارة عضو اللجنتين التنفيذية لـ"منظّمة التحرير الفلسطينية" والمركزية لحركة "فتح" ​عزام الأحمد​ إلى لبنان وسوريا، تطابقاً للرؤى الفلسطينية مع المسؤولين في لبنان وسوريا، وحقّقت النتائج المرجوّة منها، من خلال اللقاءات الرسمية والسياسية والحزبية والداخلية.

الزيارة استمرت 10 أيام، وتعدّدت محطّاتها ونشاطاتها المكثّفة، في مرحلة دقيقة وحسّاسة تمر بها ​القضية الفلسطينية​، وتتطلّب توحيد الصف الداخلي والعلاقات مع الجانبين اللبناني والسوري، لمواجهة متطلّبات المرحلة في ظل ارتفاع وتيرة العدوان الإسرائيلي ضد أبناء ​الشعب الفلسطيني​ في الداخل، واستهداف قضية ​اللاجئين​ في محاولة لشطبها، والانعكاسات السلبية لذلك على الفلسطينيين، وفي الطليعة لبنان وسوريا.

وأيضاً مع ارتفاع وتيرة الضغوطات الأميركية ضد الرئيس الفلسطيني ​محمود عباس​ والقيادة الفلسطينية، الرافضة لـ"صفقة القرن"، التي يسعى الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ إلى الإعلان عنها وتسويقها مع بدء السنة الثالثة لدخوله ​البيت الأبيض​.

انطلاقاً من هذه المعطيات، تمَّ خلال هذه اللقاءات، التأكيد على الثوابت الفلسطينية، بعدم التدخّل في الشؤون الداخلية لأي بلد، ورفض التدخّل في الشأن الداخلي الفلسطيني، كما رفض استخدام المخيّمات الفلسطينية في أي تجاذبات لتوتير الأوضاع الأمنية وزعزعة الأمن والاستقرار في لبنان وسوريا، خاصة أنّ البلدين واجها الخلايا والمجموعات الإرهابية، التي حقّقت أهداف الإحتلال الإسرائيلي.

وفي زيارة الأحمد إلى سوريا، على رأس وفد "فتح"، الذي ضمَّ: عضو "اللجنة

المركزية" للحركة الدكتور سمير الرفاعي وعضو "المجلس الثوري" سفير فلسطين في لبنان ​أشرف دبور​، توزّعت على المستويين السوري والفلسطيني:

في سوريا

* فلسطينياً، شملت لقاءات الأحمد اجتماعات مع وفود من "​الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين​" برئاسة نائب الأمين العام أبو أحمد فؤاد، "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة" برئاسة الأمين العام المساعد الدكتور ​طلال ناجي​، "منظّمة الصاعقة" برئاسة مسؤولها فرحان أبو الهيجا والفصائل الـ14 المتواجدة في سوريا.

لكن الاجتماع الأبرز، كان مع أمين عام "​الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين​" ​نايف حواتمة​، في مقر الجبهة في دمشق، والذي خرج بتوافق على التمسّك بـ"منظّمة التحرير الفلسطينية" وضرورة تطوير وتفعيل مؤسّساتها ورفض الحلول البديلة و"صفقة القرن".

وهذا اللقاء المركزي، يُتوقّع أنْ تكون له نتائج إيجابية تنسحب على المرحلة المقبلة.

* وسورياً، شارك في عدد من اللقاءات إلى الأحمد والرفاعي ودبور، عضو اللجنة التنفيذية للمنظّمة أمين عام "​جبهة التحرير الفلسطينية​" الدكتور واصل أبو يوسف، السفير الفلسطيني في سوريا محمود الخالدي ومدير عام الدائرة السياسية للمنظّمة السفير أنور عبد الهادي.

وعُقِدَ لقاء مع نائب وزير الخارجية السورية الدكتور ​فيصل المقداد​، وآخر مع عضو القيادة القطرية لـ"حزب البعث العربي الاشتراكي" مسؤول مكتب التعليم العالي الدكتور محسن بلال، حيث تم التأكيد على أهمية العلاقات الفلسطينية - السورية.

وسمع الأحمد إشادة من المسؤولين السوريين، بمواقف الرئيس "أبو مازن" والقيادة الفلسطينية، والتي تجلّت بمكافحة الإرهاب، والتصدّي له، وعدم التدخّل في الشأن الداخلي السوري.

وكانت المناسبة أيضاً للتأكيد بشكل واضح وصريح، على أنّ العلاقات الفلسطينية - السورية في أوجها، بتكريس التعامل مع الدولة الفلسطينية و"منظّمة التحرير الفلسطينية"، الممثّل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، وقد تجلّى ذلك بتأكيد القيادة السورية عزمها على إعادة إعمار المخيّمات الفلسطينية في سوريا، وفي طليعتها مخيّم اليرموك، بعدما أمَّنَ الرئيس "أبو مازن" مبلغ 2 مليون دولار أميركي، كلفة إزالة الركام والأنقاض من مخيّم اليرموك تمهيداً لمباشرة إعادة الإعمار فيه.

وأيضاً المشاركة السورية الرسمية في المهرجان المركزي، الذي أقامته حركة "فتح" - إقليم سوريا، لمناسبة ذكرى انطلاقتها الـ54 في "صالة الجلاء" وسط العاصمة السورية، دمشق، وإلقاء أمين فرع جامعة دمشق لـ"حزب البعث العربي الإشتراكي" خالد حلبوني كلمة بالمناسبة، مع كلمتي الأحمد وأبو يوسف.

ورُفِعَتْ في المهرجان، الذي شارك فيه الآلاف، وبهذا الحجم للمرّة الأولى، منذ اندحار الخلايا الإرهابية عن مخيّم اليرموك، صور الرئيسين ياسر عرفات ومحمود عباس، إلى جانب صور الرئيسين حافظ الأسد وبشار الأسد.

وكذلك افتتاح المقر المركزي لـ"الهيئة العامة للإذاعة والتفلزيون الفلسطينية" في دمشق، بحضور المشرف العام على الإعلام الرسمي الفلسطيني أحمد عسّاف، ووفد من ​وزارة الإعلام السورية​، مع ما يعنيه ذلك من دور هام للهيئة.

...ولبنان

* ولبنانياً، تنوّعت زيارات الأحمد بين لقاء مسؤولين رسميين وسياسيين وأمنيين وعسكريين وحزبيين، هذا فضلاً عن اللقاءات الفلسطينية، انطلاقاً من مسؤولية الأحمد كمشرف على الساحة الفلسطينية في لبنان.

ورافق الأحمد في الجولة، السفير دبور وعضو المجلس الثوري لحركة "فتح" أمين سر فصائل "منظّمة التحرير الفلسطينية" في لبنان ​فتحي أبو العردات​.

رسمياً التقى الأحمد، رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​، ونقل إليه رسالة من

الرئيس عباس أعلن فيها اعتذاره عن عدم تمكّنه من حضور "​القمة العربية​ التنموية الاقتصادية والاجتماعية" في بيروت، نظراً لوجوده في نيويورك لتسلّم فلسطين رئاسة "مجموعة 77 والصين"، وتكليف رئيس الحكومة الفلسطينية الدكتور رامي الحمد الله ترؤس وفد فلسطين إلى القمة.

كما زار رئيس مجلس النوّاب ​نبيه بري​، رئيس حكومة تصريف الأعمال الرئيس المكلف ​سعد الحريري​، وزير الداخلية والبلديات ​نهاد المشنوق​، قائد الجيش ​العماد جوزاف عون​، المدير العام للأمن العام ​اللواء عباس إبراهيم​، مدير ​مخابرات الجيش اللبناني​ العميد الركن أنطوان منصور ورئيس "لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني" الوزير السابق الدكتور ​حسن منيمنة​.

وحزبياً كان لقاء مع نائب الأمين العام لـ"حزب الله" ​الشيخ نعيم قاسم​.

ولعل أحد أبرز لقاءات الأحمد كان مع رئيس "الحزب التقدّمي الاشتراكي" ​وليد جنبلاط​ في دارته بكليمنصو، بحضور: السفير دبور، أبو العردات، الوزير السابق ​غازي العريضي​ وعضو مجلس قيادة الحزب ​بهاء أبو كروم​.

وتمَّ التأكيد خلاله على العلاقات التاريخية بين حركة "فتح" والثورة الفلسطينية و"الحزب التقدّمي"، التي رسّخها الشهيدان ياسر عرفات و​كمال جنبلاط​، وتُرجِمَتْ بقرار رئيس "التقدّمي" برفع صورهما في كافة مقرّات الحزب، مع التأكيد على استمرار العلاقات بين الرئيس "أبو مازن" وجنبلاط.

وشدّد الطرفان على "أهمية تعزيز ​المقاومة الشعبية​ في فلسطين، وقطع الطريق على حكومة ​اليمين الإسرائيلي​ المتطرّف لمحاولته فرض سياسة الأمر الواقع، والتصدّي لخطة ترامب المتنكّرة للحقوق الفلسطينية في ​القدس​ وقضية اللاجئين والحقوق السياسية التي ترعاها وكالة "​الأونروا​" من خلال عدم تنفيذ حق العودة، الذي نص عليه قرار تأسيس وكالة "الأونروا"، إثر نكبة فلسطين".

ودعا الطرفان إلى "أهمية توحيد الجهد العربي، وقطع الطريق على محاولات

ترامب تفتيت الأمة العربية والهيمنة على مقدراتها".

وكانت جولة صيداوية، التقى خلالها الأحمد ودبور وأبو العردات، رئيسة "​كتلة المستقبل​ النيابية" النائب ​بهية الحريري​، أمين عام "​التنظيم الشعبي الناصري​" النائب الدكتور ​أسامة سعد​ ورئيس ​بلدية صيدا​ السابق الدكتور ​عبد الرحمن البزري​.

* وفلسطينياً، كان لقاء مع وفد "الجبهة الديمقراطية" برئاسة نائب الأمين العام فهد سليمان، و"جبهة التحرير الفلسطينية" برئاسة أمينها العام الدكتور واصل أبو يوسف، ومشاركة في احتفال تأبين عضو المكتب السياسي للجبهة عباس دبوق (الجمعة).

هذا فضلاً عن لقاءات وترؤس اجتماعات لقيادة الساحة وإقليم حركة "فتح" وفصائل "منظّمة التحرير" والمشاركة في "العرس الجماعي اللبناني - الفلسطيني"، الذي أُقيم برعاية الرئيس عباس في "صالة لاسال" - صيدا، وزُف فيه 392 عريساً وعروساً (196 كوبل).