أكد رئيس ​المجلس الوطني للاعلام​ المرئي والمسموع ​عبد الهادي محفوظ​ أن "الإعلام المسموع والذي يشمل حاليا الإعلام المرئي والإلكتروني يصنع الرأي العام أو يوجهه على الأقل. وحتى يستطيع أن يلعب دورا في ثقافة الإعتدال لا بد من توفر عناصر كثيرة منها: الإلتزام بالموضوعية والإستقلالية والأمانة والتنوع، صحة المعلومة ودقتها ونسبها إلى مصدر موثوق، الإبتعاد عن المبالغة وتقديم صورة حقيقية واضحة، تعزيز روح التسامح والألفة والتشجيع على ثقافة الحوار لا الخلاف، الإعتراف بالخطأ لدى وقوعه والمبادرة إلى تصويبه وتفادي تكراره والتمييز بين النقد والتجريح".

وخلال مشاركته في لقاء فنجان قهوة 4 بعنوان "اثير - الارز" دور الاعلام المسموع في تعزيز ثقافة الاعتدال، بدعوة من السفير السعودي وليد بخاري، لفت الى أنه " يجب عدم بث كل ما من شأنه إثارة النعرات الطائفية أو التعرض للنظام العام ومقتضيات المصلحة الوطنية أو التحريض على ​العنف​ في المجتمع، الترويج لحوار الثقافات والأديان بديلا من مقولة حرب الحضارات، إغناء المشاهد والمستمع والقارئ بالمعارف والثقافات وتعريفه بحرياته وحقوقه الأساسية وواجباته تجاه عائلته وشعبه"، مشددا على "ضرورة احترام الشخصية الإنسانية وحرية الغير والطابع التعددي في التعبير عن الأفكار والآراء, والتركيز على دور التنمية في تعزيز وربط الأطراف والأرياف بفكرة الدولة كما العمل على تعزيز الطبقة المتوسطة التي هي الأساس لتوازن اجتماعي ولإنتاح النخب، أن يكون للشباب وقضايا ​المرأة​ وحقوقها مكانا أساسيا في الإعلام، الإلتزام بمعادلة لا للتفلت الإعلامي والإعلاني ولا للتزمت الإعلامي والإعلاني، التزام الحرية الإعلامية على قاعدة احترام القوانين وعدم الإساءة للآخر، تعزيز المشترك اللبناني والعربي وحل الخلافات العربية بالحوار".

ودعا الى "الإلتزام بالمبادرة العربية للسلام لحل النزاع العربي الاسرائيلي على قاعدة السلام العادل والشامل والكامل استنادا للقرارين 242 و 338، المساهمة في إعادة إحياء معادلة ​الرياض​ – ​القاهرة​ – دمشق لأنه من دونها لا دور فاعل للعالم العربي"، مشيرا الى أن "هناك أكثر من 400 شركة إعلامية أولى في العالم هي مصدر المعلومات في زمن العولمة ليس بينها شركة عربية أو إسلامية. ما يقتضي أن يكون على الأقل مؤسسة إعلامية مرئية عربية مشتركة تتوجه للعالم الغربي لتطرح قضايانا والترويج لسوق عربية موحدة باتجاه حماية ​الإقتصاد​ العربي من العولمة واعتبار المسيحيين المشرقيين أحد نوافذ الحوار الأساسية على الغرب"، مشددا على أن "العصبيات لا تبني وطنا على حد قول ابن خلدون. وهذه هي حال التطرف الديني ولذا لا بديل من إسلام معتدل يجمع ولا يفرِّق. وهنا ثمة دور أساسي للإعلام".