خطفت طفلة صغيرة لم تتجاوز من العمر عامها الثاني، أنظار وقلوب الجميع وهي تقوم بتسليم نفسها إلى ​الشرطة​، رافعة ذراعيها كما يفعل المجرمون تماماً في هذه المواقف. هذا المشهد الغريب، كان خلال قيام أفراد الشرطة في ولاية "فلوريدا" الأميركية، بإلقاء القبض على والد هذه الطفلة في موقف سيارات مزدحم، عقب الاشتباه به برفقة صديقه بسرقة أحد المتاجر.

وبدأت القصة عندما قام المسؤولون في أحد المتاجر في الولاية، ويدعى "بيالز Bealls"، بإبلاغ الشرطة عن حدوث سرقة في متجرهم، وخلال هذا البلاغ أوضحوا بأن اللصوص كان يمتلكون شيئاً أشبه بـ "المسدس"، لذلك، استخدم عناصر الشرطة الأسلحة أثناء إلقاء القبض على المشتبه بهم كإجراء احتياطي.

عملية القبض على الشخصين المشتبه بهما، جرى تصويرها من قِبل أحد الأشخاص الذين كانوا موجودين في مكان ووقت الحادثة، وأظهر مقطع الفيديو المصور، الرجل المشتبه به وهو يخرج من السيارة ويرفع يديه إلى الأعلى، إلا أن المفاجأة في ما حدث، كان ظهور الفتاة الصغيرة ذات العامين، وهي تخرج من السيارة أيضاً وتقلد والدها، بأن توجهت إلى الشرطة رافعة يديها مثله.

هذا المشهد المؤثر وغير الاعتيادي، خاصة بأنه حقيقي وليس فيديو لـ«مزحة» التقطه الأهل، جعل المقطع المصور ينتشر بشكل واسع جداً على مختلف وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في ​العالم​ وكان له تأثير كبير جداً على كل من شاهده. ويظهر الفيديو أيضاً، الصدمة التي كانت واضحة على وجوه رجال الشرطة، والتي جعلتهم يتأخرون بإزاحة أسلحتهم المصوبة نحو الطفلة الصغيرة، التي صدمهم مشهد خروجها واتجاهها نحوهم وهي ترفع يديها مستسلمة كما فعل والدها.

لكن ممثلي الشرطة في ​ولاية فلوريدا​ تحدثوا عن أن العناصر عالجوا الأمر بعناية تامة، لذلك قاموا بنشر الفيديو على ​الإنترنت​ لتأكيد ما حصل، وإيضاح مدى مهنية العناصر في التعامل مع الموقف، وتعاطفهم مع وجود الأطفال في المكان. حيث يظهر الفيديو الذي تم تصويره من قبل رجال الشرطة أنفسهم، كيف تعاملوا مع الطفلة الصغيرة، وحاولوا تهدئتها، ثم جعلوها تذهب إلى والدتها التي كانت في المكان حينها.