أشاد رئيس الجمهورية ​ميشال عون​، خلال لقائه في قصر بعبدا، رئيس مصلحة الأبحاث العلمية والزراعية الدكتور ​ميشال افرام​ على رأس وفد من المصلحة، يحضور وزير ​الزراعة​ في حكومة تصريف الأعمال ​غازي زعيتر​، بـ"ما تقوم به الوزارة ومصلحة الأبحاث من أجل مواكبة التطور في معاينة وتحليل المواد وفق طرق حديثة وفاعلة، خصوصًَا وأنّ ​القطاع الزراعي​ مهمّ بالنسبة إلينا، على عكس ما كان سائدًا من قبل لجهة الاعتماد على ​السياحة​ والخدمات، وإهمال الزراعة والصناعة لأنّهما لا يدرّان الأموال".

وأوضح أنّ "الأحداث الأمنية الّتي شهدها ​لبنان​ انعكست سلبًا على القطاعَين السياحي والخدماتي، في ظلّ الاعتماد على الاقتصاد الريعي الّذي أدّى إلى إهمال قطاعات الإنتاج، ومنها الزراعي، وأوصلنا إلى الحال الّتي نعاني منها اليوم"، مبيّنًا أنّ "نحو 20 في المئة من اللبنانيين يعتمدون على القطاع الزراعي بشكل تام لتأمين معيشتهم، فيما يعتمد عدد مماثل منهم على هذا القطاع بشكل جزئي، وبالتالي لا يمكن القول إنّ الزراعة في لبنان غير منتجة". ونوّه إلى "أنّنا أنجزنا دراسة للقطاعات المنتجة كافّة، من أجل تحسينها وتفعيلها، وسيكون دوركم أساسيًّا في هذا المجال".

وأثار الرئيس عون، مسألة أشجار الصنوبر، مستفسرًا عن مسار تشجيرها، فردّ زعيتر بأنّ "الوزارة طلبت آلة حديثة لرشّ الأشجار بالمبيدات اللازمة بعد اكتشاف بعض الحشرات المؤذية للصنوبر، وانّه بالتعاون مع ​قيادة الجيش اللبناني​ يتمّ حاليًّا معالجة هذه الأشجار في انتظار شراء الآلة الحديثة".

كما أشاد زعيتر بـ"ما يقوم به افرام والتنويهات الّتي حصل عليها من جهات زراعية محلية ودولية"، مشدّدًا على "أهمية المصلحة ودورها في تعزيز الزراعة اللبنانية، وحرص الإدارة على الاستمرار في العمل لما فيه مصلحة لبنان واللبنانيين واعلاء الشأن الزراعي".

وأعلن "السعي إلى إنشاء مراكز حدودية (​مرفأ بيروت​ و​مرفأ طرابلس​، ومعبر المصنع، وفي الشمال...) من أجل تسهيل أمور المواطنين الراغبين في استيراد وتصدير السلع الزراعية، كي لا يضطرّوا إلى قطع مسافة طويلة للتوجّه إلى مقرّ المصلحة"، مشيرًا إلى "قدرة المصلحة على إنشاء نسل لبذور ​القمح​ بما يكفي للبنان والتصدير للمنطقة أيضًا، ولكنّه أمر يحتاج الى الدعم اللازم".

أمّا افرام فلفت إلى "سعي المصلحة للتوسّع جغرافيًّا في الأراضي اللبنانية كافّة من الشمال إلى الجنوب، علمًا أنّ لها حاليًّا أكثر من 120 فرعًا ومختبرًا"، مؤكّدًا أنّه "لم يعد هناك من أمر يتعلّق بالبيئة وبالزراعة لا يمكن لمختبرات المصلحة معاينته وتحليله بواسطة أجهزة متطوّرة وتقنية عالية وبمستوى علمي يقارع المستوى العالمي، وهو مصدر فخر واعتزاز لنا".

وركّز على أنّ "من خلال عملنا، نساهم في محاربة التلوّث و​الفساد​، وبالتالي نقف خلفكم في معركتكم ضدّهما"، مفيدًا بأنّ "مصلحة الأبحاث العلمية والزراعية هي الّتي تصدر كلّ تقارير ​التلوث​ منذ نحو 15 سنة، وهي مستعدّة للقيام بكلّ ما يلزم والتقيّد بتوجيهات الرئيس عون، من أجل مواصلة العمل وتحسين أوضاع الزراعة والحفاظ على البيئة في لبنان".

كما أوضح افرام أنّ "لبنان ينتج بذور قمح بمقدار 8 آلاف طن، وهو من الصنف الجيد المقاوم للتغيرات المناخية، ويصدّرها إلى الخارج، كما ننتج بذور الكينوا"، كاشفاً عن "احتفاظ المصلحة بعيّنات من بذور نباتات لبنان كافّة".

كذلك، التقى الرئيس عون رئيس "حركة الاستقلال" النائب ​ميشال معوض​، وأجرى معه جولة أفق تناولت التطوّرات السياسية الراهنة ومسار الاتصالات الحكومية.

ورأى أنّه "لا بدّ من تضافر الجهود من أجل تشكيل حكومة منتجة تشكّل مدخلًا للقيام بالإصلاحات وتواجه التحديات"، مبيّنًا أنّ "في هذه المرحلة الدقيقة، لا بدّ من الالتفاف حول الرئيس عون الّذي هو رمز لاستعادة التوازن والحفاظ على الشراكة الوطنية التي تعتبر مفتاح الاستقرار السياسي في لبنان".

كما التقى المديرة الجديدة للمركز الدولي لعلوم الإنسان في جبيل التابع لمنظمة "​الأونيسكو​"، الدكتورة دارينا صليبا أبي شديد، لمناسبة تسلّمها مهامها الجديدة. وقد اطلعت أبي شديد، عون على الاوضاع الحالية في المركز وخطة عملها للمرحلة المقبلة، لاسيما وأنّ ثمة تحضيرات لعقد مؤتمر عنوانه" العيش معًا"، إضافة لما للمركز من دور ثقافي وحضاري يتلاقى وتوجهات الرئيس عون في حوار الحضارات والثقافات.