أكد وزير التربية في حكومة تصريف الاعمال أنه "عندما نفتتح ثانوية رسمية هبة من دولة عربية شقيقة وصديقة يعود إلينا الأمل بإسترجاع أيام ​لبنان​ الجميل المتواصل مع جميع اشقائة العرب في جو من الألفة و​المحبة​ والتقدير والتعاون، وعندما تكون هذه الدولة ​سلطنة عمان​ صاحبة التاريخ العريق والحضور الفاعل والمساعي المستمرة لوصل ما إنقطع بين الأشقاء، نفرح ونهلل ونعتز بالأصالة العربية وبالشهامة التي شاءت المؤامرات على عروبتنا أن تخنقها لكنها راسخة في النفوس وسوف تستعيد تألقها بإذن الله".

وفي كلمة له خلال حفل تدشين مبنى ثانوية عدنان الجسر الرسمية المختلطة ب​طرابلس​، والذي أنشىء بهبة من سلطنة عمان، ممثلا رئيس ​الحكومة​ المكلف ​سعد الحريري​، أوضح حمادة أنه "فعلا رموز العربية مجتمعة في لقائنا اليوم: المدينة أولا، طرابلس الفيحاء قلعة الوطنية على مر الأزمان، ثم التمثيل، حيث شرفني رئيس ​مجلس الوزراء​ سعد ​رفيق الحريري​ راعي هذا الحفل بالمثول أمامكم متشرفا بإلقاء كلمة نيابة عنه، أما الواهب وهي دولة شقيقة وسلطنة عريقة وحاكم مميز صاحب الفكر السليم والموقف الرصين الهادف، هبة مقدمة ضمن إطار إعادة الإعمار إثر ​حرب تموز 2006​"، مشيراً الى أن "أي مبنى لثانوية رسمية حديثة ومجهزة تنضم إلى بنية التعليم الرسمي اللبناني هو قلعة للعروبة أمام التشرذم الطائفي والمذهبي، هذا التعليم الرسمي الذي سعينا إلى تعزيز قدراته ووضعها في خدمة جيل مناضل في مجتمع ثائر على الجهل والتهميش".

وأكد أن "النقيب عدنان الجسر رحمه الله علم في الثقافة ومعلم في القانون ورائد في المبادرات الإجتماعية والإستشفائية والإنسانية، وإن نسيت لن أنسى أبدا رحلتنا المشتركة معه كرئيس للمستشفى الإسلامي وأنا كوزير الصحة إلى ساحات طرابلس وأزقتها إلى مشافيها وغرف العناية فيها والمستوصفات ودور العجزة، لا عجب إذن أن نلتقي اليوم حول اسمه في شأن تربوي بإمتياز، فالمدرسة التي ستتشرف بحمل إسم عدنان الجسر سليل وأب الدوحة العريقة في الإفتاء وال​سياسة​ والبنيان، معاصر عبد الحميد ورشيد كرامي، حبيب رفيق الحريري، استاذ الجميع من رؤساء ووزراء ونواب وأعيان المدينة نقابيا وبلديا وثقافيا وإجتماعيا، هذه المدرسة لم تبن أصلا من زاوية الخدمة السياسية هنا ولا كانت إختيارا عابرا لسلطنة عمان، ولا قرارا عشوائيا لوزارة التربية، إنما حظيت بتأييدكم جميعا وبرعاية ومتابعة مستمرة من دولة الرئيس الشيخ سعد الحريري راعي إحتفالنا".

وأشار حمادة الى أنه "زرتكم منذ نحو نصف قرن وزيرا للسياحة فسحرت بطرابلس وآثارها وقلاعها ومساجدها واسواقها وحماماتها، فطرابلس هي التاريخ العريق، وزرتكم وزيرا للصحة من أجل حملات التلقيح والرعاية الصحية وترميم المشافي وتحسين تشغيلها، وزرتكم وزيرا للمهجرين لتدشين مشروع طرابلس السكني في القبة، وزرتكم وزيرا للاقتصاد لإطلاق فعاليات معرض الرئيس الشهيد رشيد كرامي، والتنسيق مع غرفة التجارة والصناعة والزراعة وكوكبة رجال أعمالكم، وزرتكم وزيرا للاتصالات لإعادة وصل لبنان بالخارج من خلال محطة التواصل الأساسية التي أختيرت مدينتكم موقعا لها لأنها مدينة توحيدية في لبنان لا تقسيمية".

وأكد "أننا اليوم نطل معا على طرابلس المستقبل، طرابلس التطور العلمي والنهضة المهنية والتألق الجامعي، ففي عاصمة الشمال ندشن ثانوية عدنان الجسر الرسمية المختلطة، الثانوية الأولى المخصصة كاملة للتعليم باللغة الإنكليزية، مشعل نضيء به طريق التنمية في هذه المدينة الرائعة، وللمناسبة نشد على يد المديرة السيدة نبيلة بابتي والهيئتين الإدارية والتعليمية وأسرتي التعليم الرسمي والخاص في شمال لبنان، من هنا فإن الرهان على تطوير التعليم هو رهان على التنمية المستدامة وإن طرابلس في حاجة إلى هذه التنمية وفي تعطش إلى رفع عدد المؤسسات التربوية الرسمية وتجديدها وتجهيزها لكي تشكل ذراعا للتنمية لا سيما وأننا على أبواب تطوير مناهجنا وتجديد طاقاتنا التعليمية من خلال ضخ عناصر بشرية جديدة في ملاك التعليم الثانوي الرسمي، وقريبا في ملاك التعليم الأساسي الرسمي وفي المعلوماتية والفنون والرياضة والموسيقى، لأن الحاجات كبيرة لكنها تحتاج إلى عمل حكومي وعمل برلماني ناشط بعدما تدنت مقدرات البلاد وكادت الثقة المحلية والعالمية تتلاشى في ظل تعطيل لكل محاولات التشكيل وفي جو من اليأس القاتل والإحباط العام".

وأشار الى أنه "من العنوان طرابلس، أي أبي سمراء ، طلعة المنار، يعرف الكتاب، هذه المدرسة بما ترمز إليه هي مدرسة كل أبناء طرابلس دون إستثناء، رد بذلك على الإنحراف عن العروبة وعلى مشروع تمزيق الوطن اللبناني من خلال خرافة تحالف الأقليات، أنتم القلعة، أنتم الخزان، أنتم تحملون رسالة الحفاظ على وحدة لبنان، على عروبته على نظامه الديمقراطي على حرياته العامة، على إنمائه المتوازن على عناوين ومضمون وثيقة إتفاق الطائف، مدينة الشهداء الرئيس رفيق الحريري، الرئيس رشيد كرامي، وسام الحسن، وسام عيد، ولا أنسى شهداء مسجدي التقوى والسلام، شهداؤكم شهود على ذلك وأبناؤكم ضمانة لذلك".