توقعت المصادر المطلعة على اجتماعات رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ في ​باريس​ عبر صحيفة "الحياة" أن يعود الحريري إلى ​بيروت​ في الساعات المقبلة، من أجل متابعة جهوده، على أن يتوجه بلقاء رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ لتقويم المعطيات التي تجمعت لديه واتخاذ القرار المناسب في شأن الحكومة".

ولفتت مصادر متابعة للاجتماعات التي عقدها الحريري في بيروت، واجتماعه الأول مع رئيس "​التيار الوطني الحر​" وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال ​جبران باسيل​ في العاصمة الفرنسية إلى "إنها لم تسفر عن جديد، بل هي تدور في حلقة مفرغة تطرح فيها الأفكار القديمة التي كان طرحها باسيل، أي الأفكار الخمسة التي سبق أن أعلن أنه اقترحها على الرئيس المكلف، والتي باتت الأجوبة عليها معروفة ولم تلق تجاوباً حين طرحت قبل أسبوعين"، مشيرةً إلى أنه "لا يمكن الحديث عن حصول خرق في جدار الأزمة حتى مساء أمس طالما تطرح مجددا أفكار قديمة لم تنجح ويجب انتظار عودة الحريري".

ونفت "التسريبات عن أن الحريري أعاد طرح مسألة تبديل الحقائب خلال لقائيه مع كل من ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​ ورئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب السابق ​وليد جنبلاط​"، مؤكدةً أن "الحريري يعرف أجوبتهما على هذه الأفكار القديمة المتعلقة بتغيير الحقائب، أي بتحقيق مطلب باسيل الحصول على حقيبة ​البيئة​، الآيلة إلى كتلة بري، واستبدالها ب​الصناعة​ الآيلة إلى جنبلاط، وبإعطاء الإعلام لـ"القوات اللبنانية" أو "الاشتراكي" مقابل تخلي أي منهما عن الحقيبة التي اتفق على أن تكون من حصته".

وذكرت المصادر أن "الحريري ليس في وارد التسبب بخلاف بين بري وجنبلاط، وهو يدرك جيدا أن جنبلاط ليس في وارد التنازل عن حقيبة الصناعة، لا سيما في هذه الظروف بالذات التي يتعرض لهجوم عليه وعلى حزبه وعلى طائفته ولم تكن إشارة الحريري وهو يخرج من منزل جنبلاط عن عبث حين قال أن "هناك تهجما علينا وعلى وليد بك، ونحن نعمل على رص الصفوف في ما بيننا"، مشيرةً إلى أن "أي سياسي يكون في موقع جنبلاط يصعب الطلب منه التنازل لأنه قدم ما يكفي من تنازلات".

وشددت على أن "الحريري بدوره ليس في وارد أي تنازلات جديدة تطلب منه"، وسألت "عماذا يتنازل بعدما قدم تضحيات كثيرة؟"، معتبرةً أن "أي تنازل من قبل الحريري يعني أنه لم يعد رئيسا للحكومة".

وحصرت الجهود التي يقوم بها الحريري، بالقول إنه "لا يطرح أفكارا من النوع الذي تتناوله التسريبات، بل هو يتشاور مع القوى السياسية الرئيسة حول وجوب تسريع تأليف الحكومة وضرورة حسم ولادتها هذا الأسبوع وإلا يجب البحث عما يجب القيام به في حال عدم تأليفها" ولا تعطي "صورة عن توجهات الحريري في قرار الحسم الذي وعد به هذا الأسبوع"، قائلة: "الخيارات حول كيفية التعاطي مع الوضع الحكومي في ظل انسداد الأفق، يملكها صاحبها فقط".