أكدت مصادر فلسطينية لـ"النشرة"، عن بدء حراك سياسي فلسطيني لتفعيل وتنشيط العمل المشترك بين المكونات السياسية الفلسطينيّة في لبنان، وفق "وثيقة العمل الفلسطيني المشترك" الذي جرى توقيعها برعاية رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​(3 ايلول 2018) في عين التينة، وذلك بهدف توحيد الموقف لمواجهة المخاطر والتحدّيات التي تحدق بالقضية الفلسطينية، على ضوء اسرار القرارات الاميركية، وآخرها منذ ايام وقف كل المنح التي تقدمها للتلامذة الفلسطينيين الذين يكملون دراستهم في الجامعة الأميركية وجامعة "LAU" في لبنان.

وتنص "وثيقة العمل المشترك" التي وقّع عليها ممثلو "القوى الفلسطينية" في لبنان، أن الأطر الفلسطينية الأربعة: فصائل "منظمة التحرير الفلسطينية"، "تحالف القوى الفلسطينية"، "القوى الاسلامية"، و"انصار الله"، هي اساس العمل المشترك في لبنان، يتولى أمين سر "المنظمة" أمانة سر "الهيئة" ويكون أمين سر "التحالف" نائبا له، ينبثق عن "الهيئة" لجنة صياغة من أعضائها لتحرير المحاضر والبيانات، يحضر إجتماعات "الهيئة" المسؤول الاول لكل فصيل فلسطيني حصرا، تجتمع "الهيئة" دوريا مرة كل شهر ويحق لامين سر الهيئة الدعوة الى اجتماع طارىء عند الضرورة، تؤخذ القرارات داخل الهيئة بالاكثريّة، ينبثق عن الهيئة "لجنة مصغرة" لمتابعة العمل اليومي، عدم تفرد أي فصيل بالقيام بأعمال تقع ضمن مجالات العمل الفلسطيني المشترك، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية.

وأوضحت المصادر، ان الحراك السياسي يقوده عضوا القيادة السياسية لـ"منظمة التحرير الفلسطينية" عضو المكتب السياسي لـ"حزب الشعب الفلسطيني" غسان أيوب وعضو المكتب السياسي لـ"جبهة التحرير الفلسطينية" صلاح اليوسف، اللذان باشرا زيارات على مختلف القوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية بهدف التوافق على عقد اجتماع لـ"القيادة السياسية الموحدة" في لبنان )الهيئة القيادية الفلسطينية العليا( خلال الأيّام القليلة المقبلة بعد استكمال كافة اللقاءات.

وقد التقى أيوب واليوسف، أمين سر فصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" وحركة "فتح" في لبنان، فتحي أبو العردات، عضو المكتب السياسي لـ"الجبهة الديمقراطية" ومسؤولها في لبنان علي فيصل، وعضو المكتب السياسي عدنان حسين "ابو النايف"، مسؤول "الجبهة الشعبية" في لبنان مروان عبد العال ومسؤول العلاقات السياسية سمير لوباني "أبو جابر"، مسؤول "القيادة العامة" في لبنان غازي دبور، مسؤول "منظمة الصاعقة" في لبنان غازي حسن "ابو حسن"، ممثل "حركة الجهاد الاسلامي" إحسان عطايا، مسؤول حركة "فتح-الانتفاضة"، أمين سر "تحالف القوى الفلسطينية" في لبنان رفيق رميض، على أن تستكمل الجولة في مخيّم عين الحلوة مع ممثلي القوى الفلسطينية ومنها "الاسلامية" فيه وتحديدا "عصبة الانصار" و"الحركة الاسلاميّة المجاهدة" و"أنصار الله" وباقي القوى.

وفق المشاركين، فان اللقاءات كانت ايجابيّة، وسادها روح التفاهم على أهمية إعادة تفعيل وتنشيط العمل الفلسطيني المشترك بين جميع المكوّنات السياسية الوطنية والاسلامية الفلسطينية في لبنان، في ظل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني للنيل من قضيته وحقوقه المشروعة وفي مقدّمتها حق العودة، من قبل اسرائيل والادارة الاميركية، عبر محاولتهم الدؤوبة بكل الطرق والوسائل الترهيبية والترغيبية لتمرير ما يسمى "صفقة القرن".

وقال اليوسف لـ"النشرة"، ان الحراك يهدف الى جمع الكل الفلسطيني، لدينا قناعة راسخة ان القضية الفلسطينية تمر بأخطر مراحلها، ما يستوجب علينا التلاقي والتوافق على ضرورة أن تتقدم المصلحة الوطنيّة العليا على جميع المصالح الفصائلية الفئويّة الضيّقة، وأن يسار إلى اعادة الإعتبار للسياسة التي أجمع عليها كافة الفصائل والقوى الوطنيّة والاسلاميّة الفلسطينيّة، والتي شكّلت مضمون وبنود المبادرة الفلسطينيّة لحفظ الوجود الفلسطيني في لبنان التي أطلقت في آذار 2014، أهم أعمدتها.

بينما شدّد أيّوب، "على ضرورة التلاقي الفلسطيني لانه يشكل مظلة حماية للمخيمات، فلا يجوز ان تترك الامور لردات الفعل، بل علينا ان نواجه تحديات كثيرة أبرزها حفظ أمن واستقرار المخيمات والعلاقة مع الجوار، الحفاظ على وكالة "الاونروا"، وتحسين خدماتها التي تقدم للاجئين الفلسطينيين بما يتناسب مع المعايير الانسانية الدولية التي تكفل العيش بكرامة، الى أن يتحقق حلم عودتهم الى ديارهم وأرضهم التي اقتلعوا منها على يد العصابات الصهيونية في العام 1948".

وما لم يقله اليوسف وأيوب، عبّرت عنه مصادر متابعة لـ"النشرة"، ان إعادة الحياة الى "القيادة الموحّدة" خطوة استباقية تمهد الطريق لبدء حوار لبناني فلسطيني بعد تشكيل الحكومة العتيدة، على قاعدة الحقوق والواجبات المتبادلة وتعديل القوانين والتشريعات التي تحرم اللاجئين الفلسطينين من حقوقهم المدنية والانسانية والاجتماعية وفي مقدّمتها حق العمل، فاقرار الحقوق وتفعيل العمل الفلسطيني المشترك بين جميع الفصائل والقوى الوطنية والاسلاميّة الفلسطينيّة، من شأنه ان يقطع الطريق على أيّ توتير ويسقط كافة المحاولات الخبيثة والتآمريّة التي دأبت لاستدراج ​المخيمات الفلسطينية​ للانزلاق الى أَتُون التجاذبات والصراعات اللبنانية الداخلية والإقليمية.

زيارة لافتة

الى جانب الحراك الفلسطيني، لفت الانتباه الزيارة التي قام بها وفد من ضباط "أمن الرئاسة" الفلسطينية برئاسة مدير العمليات العقيد رامي حجو والمقدم حاتم النملة، الى مخيم عين الحلوة، حيث التقى كبار ضباط "الامن الوطني الفلسطيني" وفي مقدمهم قائدهم في لبنان اللواء صبحي ابو عرب، وجالوا على مختلف المقرّات وصولا الى داخل "حي الطيرة" بهدف اعداد تقرير مفصل عن الواقع الميداني.

كذلك الجولة التفقدية التي قام بها مدير عام وكالة "الأونروا" في لبنان كلاوديو كوردوني، على حي الطيرة في مخيم عين الحلوة، حيث تفقد انتهاء أعمال مشروع ترميم المنازل، وزار بعضها المرمّم، والتقى بأهالي وممثلين عن لجنة الحي وبممثلي الفصائل واللجان الشعبية الفلسطينية، واستعرض معهم التحديات المالية والسياسية التي تواجه "الاونروا" حاليا والمرتقبة هذا العام واستمع الى مطالبهم وهواجسهم، مقدما شرحا مفصّلا حول الخطوات التي تقوم بها "الاونروا" للاستمرار في تقديم خدماتها رغم التحديات الماليّة والتزم بتحسين عملية التواصل مع المجتمع المحلّي عبر تكثيف اللقاءات المتخصّصة حول مواضيع محدّدة لا سيما الصحّة والتعليم والخدمات الاجتماعيّة.