يتعاطى ​التيار الوطني الحر​ بإيجابية مع الحراك الحكومي الاخير للرئيس المكلف ​سعد الحريري​ لكنه يبقى "حذراً" في الجزم في ان هذه الجهود التي تبذل بين ​بيروت​ و​باريس​ ستفضي الى نتيجة نهائية هذا الاسبوع.

وتؤكد اوساط التيار ان لقاءات باريس ايجابية وتم طرح افكار عناوين عدة للحل ويجري التشاور حولها وخصوصاً لجهة حسم امر ممثل "​اللقاء التشاوري​" والذي سيكون من حصة ​الرئيس ميشال عون​ لكنه لن يحضر لقاءات تكتل "​لبنان القوي​" ولن يصوت ضد الرئيس عون في ​مجلس الوزراء​ في القرارات الهامة. كما طرح مبدأ تداول بعض الحقائب المطروحة وخصوصاً ان حصة التيار والرئيس عون تتضمن حقائب سيادية وازنة لكنها لا تتضمن حقائب خدماتية "دسمة".

وتقول الاوساط ان نتائج اتصالات باريس ستظهر قريباً وسيكون للرئيس الحريري لقاءات اخرى في بيروت بعد عودته خلال ايام من باريس وعلى الارجح منتصف الاسبوع. وتشير الى ان الرئيس المكلف يصر على انهاء ​الحكومة​ خلال هذا الاسبوع إما سلباً او ايجاباً وانه سيضع الرئيس عون في نهاية الاسبوع المقبل في صورة مداولاته النهائية.

وتلمح الاوساط الى ان كل الخيارات مفتوحة بعد هذا الاسبوع ونسعى لان تكون الامور ايجابية وان تتشكل الحكومة وان تنتهي مشاكلنا المالية والاقتصادية وخصوصاً اقرار ​الموازنة​ وان نتخطى مازق عقد حكومة تصريف الاعمال اجتماعات عادية كحكومة اصيلة لبت امر الموازنة وهذا امر غير دستوري ولا يحبذه الرئيس عون ومعرض للطعن.

وتنفي الاوساط ما يتردد عن تراجع النائب السابق ​وليد جنبلاط​ عما سمي بحل ​العقدة الدرزية​ والمخرج المتمثل بتوزير مقرب من الوزير ​طلال ارسلان​ في المقعد الدرزي الثالث. وتؤكد ان لا قطيعة مع جنبلاط بعد دعوة ​بعبدا​ لشيخ العقل الثاني ​نصرالدين الغريب​ الى القمة الاقتصادية العربية ولما لهذه الخطوة من حساسيات عند جنبلاط و​التقدمي الاشتراكي​ ولجهة تعزيزها الانقسام الدرزي الكبير بين جنبلاط وارسلان والوزير السابق ​وئام وهاب​.

وتقول الاوساط ان قنوات الاتصال مفتوحة بين بعبدا و​المختارة​ وتم توضيح ما جرى بالبيان الرئاسي ومن ثم جرت اتصالات "تهدئة" بين الجانبين لاحتواء اي تصعيد اعلامي او سياسي بين الطرفين.

وتؤكد الاوساط ان اللجنة المشتركة المؤلفة بين الجانبين منذ اربعة اشهر تجتمع دورياً وكلما دعت الحاجة وهي مستمرة في احتواء التوتر بين الجانبين في ​الشوف​ و​عاليه​ وبعبدا و​اقليم الخروب​. وتشير الى ان التيار لم يطرح مع جنبلاط مسألة تبادل الحقائب والامر جرى بينه وبين الرئيس المكلف. وتؤكد ان العلاقة مع جنبلاط مستمرة وثابتة ولا مشكلة سياسية او حكومية معه.

وتشير الاوساط من جهة ثانية الى ان مقابلة الامين العام ل​حزب الله​ ​السيد حسن نصرالله​ كانت ممتازة ولا سيما المواقف التي أكد فيها ثبات العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر والرئيس عون والوزير باسيل وكنا في اجواء هذه المواقف في اتصالات جرت اخيراً مع قيادة الحزب. وتؤكد الاوساط ان التيار من جانبه حريص على هذه العلاقة رغم الاختلاف الطبيعي في مقاربة الامور السياسية. وفي ملف الحكومي تؤكد الاوساط ان لا مشكلة مع حزب الله وان نقاط الاختلاف والعقد المتبقية في عهدة الرئيس المكلف وقد تفضي ​الاتصالات​ الى حلها خصوصاً مع ايجابية وحرص السيد نصرالله على ولادة الحكومة وكلامه في هذا السياق مشجع نرجو ان يتوج بحلول لولادة الحكومة العتيدة خلال هذا الاسبوع.