أكد رئيس ​الرابطة السريانية​ حبيب أفرام أنه "في أخطر الأزمنة، كم نحن بحاجة الى الحقيقة والضمير والكرامة الى كلمة العقل والفكر والقضية والنضال، بدل الجنون و​الهذيان​ في زمن يكاد يحتلنا العمر والتفاهة والسطحية والتبعية وشهوة المال".

وفي كلمة له خلال إقامت الرابطة بمناسبة ​عيد مار مارون​ ندوة فكرية مع رئيس ​جامعة الروح القدس​ ​الكسليك​ الاب البرفسور ​جورج حبيقة​ بعنوان "مستقبل ​لبنان​ بين الثوابت والهواجس" في مقر الرابطة في ​الجديدة​، أشار أفرام الى "أننا أردنا في عيد مار مارون، ابننا الذي نعتز به، أن نساهم في العودة الى الجذور في طرح عميق حول مستقبل لبنان، الوطن الذي بيته الخطر، بين الثوابت والهواجس".

ولفت الى "أننا سئمنا من ببغاءات الاعلام وتأليه الزعامات. الوطن بحاجة الى ثورة ما، الى تغيير في كل نظرتنا الى أنفسنا ودورنا وحضورنا ومثقفينا ونخبنا"، مؤكداً "اننا نحن مسؤولون عن غدنا".

وبدوره أكد الأب حبيقة أن "ثوابتِ لبنان أنّه لم يكن يوماً بلداً عادياً. وتقوم معجزة استمراريته على انه لم يخرج قط من دائرة المخاطر عبر كل حقبات تاريخه الطويل والضارب في عُمق الزمنِ الإنساني. قدرُه أن يعيشَ في دائرةِ المخاطر عبرَ كلِّ حقباتِ ذلك أنه كان على .(Vivre c’est risquer) خطر، لأنه بلد ​الحياة​. والحياة لا تنمو إلا في المخاطر الدوام، حتى الآن أقلّه، تلك المساحة الحرّة والفريدة لبشريّةٍ متألّمة، هاربةٍ من عذابات ماضيها تائهة في حاضرٍ متقلّب وغامضٍ ومتوجّسةٍ من غدٍ أفجع وأهول، في شرقٍ ميّال، حضاراته وثقافاته وتقاطعِها الغني، إلى نوعٍ من الأحاديّة اللغويّة والدينية والسياسيّة واﻟﻤﺠتمعيّة. من أنَّ الوحدة التي يسعى إليها كمدخلٍ إلى القوّةِ المنشودة، مصائب هذا الشرق الكبرى أنه يتوهّم أحياناً الناس نسنَ حتى المرضِ والهزال على وقعِ حُرّ تولَدُ من رَحم الانصهار".