أكد النائب اللواء ​جميل السيد​ وجود مساع واتصالات جدية ل​تشكيل الحكومة​ لافتا الى ضغط واضح يمارسه رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ لانجاز هذه المهمة هذا الأسبوع، خاصة بعد انتهاء القمّة الاقتصاديّة العربيّة ووقوف البلد على عتبة استحقاقات عديدة، لا سيما تلك المتعلقة بلملمة ​الوضع الاقتصادي​ والخدماتي الذي يؤثر مباشرة على أحوال الناس.

اللواء السيد وفي حديث لـ"النشرة" اعتبر بما ان الحكومة التي يُعمل على تشكيلها هي الحكومة الأولى بعد ​الانتخابات النيابية​، عليها أن تُجسّد نتيجة هذه الانتخابات بما في ذلك الاتجاهات السياسيّة في البلد، مشيرا الى أن "أعضاء "​اللقاء التشاوري​" يمثّلون شريحة من أبناء الطائفة السنّية الكريمة الذين لديهم تاريخيا توجه سياسي بتأييد ​المقاومة​ ضد ​اسرائيل​، سواء عندما كان اسم هذه المقاومة الرئيس ​جمال عبد الناصر​ ومن ثم ​منظمة التحرير الفلسطينية​ ومؤخرا ​حزب الله​ و​حركة حماس​".

وأوضح السيّد أن "موضوع تمثيل أعضاء "اللقاء التشاوري" لم يعد مشكلة جوهريّة، وهو يجد طريقه للحل، لتبقى مشكلة توزيع الحقائب الوزاريّة لا سيما البيئة والصناعة والثقافة، وهو ما يتداوله رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ مع رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير ​جبران باسيل​". وأشار الى أن من وسائل الضغط التي سيلجأ اليها الرئيس عون لتسريع عملية التشكيل، رفضه اجتماع ​مجلس الوزراء​ في ظل حكومة ​تصريف الأعمال​ وكذلك الاعتراض على عقد جلسات تشريعيّة في كنف هذه الحكومة.

وردا على سؤال عما اذا كان وسيطا بين الرئيس عون وحزب الله او بين عون وسوريا، نفى السيد ذلك تماما، وقال: "أنا لست وسيطا بين أيّ من الأطراف المذكورة، وان حصلت اجتماعات مع أيّ منهم فيكون من باب التداول وتبادل الافكار، ولا علاقة للموضوع بأي وساطة".

ورأى اللواء السيد أن زيارة الرئيس عون الى سوريا "مسألة يعود تقديرها لرئيس الجمهوريّة وحده"، نافيا علمه باستعداد الوزير باسيل لزيارة دمشق.

وأوضح أن طرحه مؤخرا سحب التكليف من الحريري ليس هدفا بحد ذاته، بل وسيلة لتحريك الجمود الحالي، موضحاً انه يقوم بذلك من منطلق أن "الأمور وصلت الى طريق مقفل واننا لا نزال امام حائط مسدود منذ اكثر من 8 أشهر، وبالتالي يتوجب كسر حالة المراوحة والتدهور التي يعيشها البلد في مختلف المجالات". وأضاف: "لذلك قلت ان عجزوا عن تشكيل حكومة خلال الاسبوع الماضي والاسبوع الحالي، فلا بد أن نطلب من رئيس المجلس النيابي ​نبيه بري​ المبادرة الى عقد جلسة نيابيّة يكون عنوانها الوحيد مناقشة الوضع الحكومي وأزمة التأليف، وان اقتضى الامر سحب التكليف من رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري، ودعوة الرئيس عون الى استشارات نيابيّة جديدة لاطلاق عجلة التأليف بمناخ مختلف، سواء أدّت هذه الاستشارات الى تكليف رئيس جديد او اعادة تكليف الحريري".

وأشار السيّد الى أننا حاليا في ظل حكومة مستقيلة وبالتالي لا يستطيع مجلس النوّاب أن يقيلها او يحاسبها أو يسحب الثّقة منها، من هنا يكون المنفذ الوحيد سحب التكليف والقيام باستشارات جديدة. وقال: "طالما الأزمة داخليّة ومبنيّة على طمع الفرقاء السياسيين وعدم شعورهم بالناس، فاذا لم تنفع المحاولات للخروج من المأزق عبر ​مجلس النواب​، لا بد من اللجوء الى الناس. فما يجمع الشعب حاليا هو الوجع نفسه، وهذا الوجع يتفاقم وقد يصل فيها الى درجة أن يوحّدهم للتحرُك وقلب الطاولة على الجميع اذا اقتضى الأمر. ولكن ما يؤمل به ان تؤدي الضغوط والاتصالات الجارية حاليا الى تأليف الحكومة قبل نهاية الأسبوع الحالي وهو امر ليس مستبعداً في ظل المعطيات والاتصالات الجارية".