اشار حاكم مصرف لبنان ​رياض سلامة​ الى ان "منطقة الشرق الأوسط تعيش عموما ولبنان تحديدا أوضاعا صعبة، لا سيما أن ​الربيع العربي​ لم يسجل تطورات إيجابية وأن مختلف الصراعات التاريخية عادت لتظهر مجددا في المنطقة فالأوضاع السياسية في الشرق الأوسط معقدة، والحكومات في معظم البلدان غير مستقرة، والمنطقة تعاني من حروب عديدة. فضلا عن ذلك، إنخفضت أسعار النفط ما أسفر عن تراجع النمو في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا".

وفي كلمة له في غرفة التجارة العربية البلجيكية في ​بروكسل​ لفت سلامة الى انه "إستنادا إلى ​صندوق النقد الدولي​، ستشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نموا نسبته 2%، ما مفاده أن هذه المنطقة التي هي بحاجة إلى خلق فرص عمل، لربما أكثر من أية منطقة أخرى في ​العالم​، ستعجز عن تحقيق ذلك. ​الشباب​ يشكلون الفئة العمرية الأوسع في منطقة الشرق الأوسط. وبالتالي، يمثل انعدام النمو الاقتصادي عقبة أمام استتباب السلام والأمن في المنطقة"، مشيرا الى ان "لبنان يواجه تحديات جمة، أولها كيفية معالجة مسألة وجود ​النازحين السوريين​ الذين يكبدون لبنان، بحسب البنك الدولي، تكاليف مباشرة تناهز المليار دولار وغير مباشرة بحوالي ملياري دولار. كذلك أفادت الأمم المتحدة أن كلفة الحرب السورية على لبنان تبلغ نحو 14 مليار دولار".وأكد سلامة أن "لبنان يسعى جاهدا للحصول على المساعدة والدعم الماليين اللازمين. والواقع أنه استفاد حتى الآن من دعم ​الاتحاد الأوروبي​ والمنظمات الدولية والمجتمع الدولي، مما ساهم في حماية استقراره".

وأعلن سلامة في كلمته أنه "تشرفت اليوم بلقاء حاكم البنك المركزي البلجيكي بيار وونش وتبادلنا الأفكار وعرضت عليه الأوضاع في لبنان، آملا تعزيز التعاون مع بلجيكا في مجالي التجارة والمال. كما اجتمعت بمفوض الاتحاد الاوروبي للشؤون الاقتصادية والمالية والضريبية والجمركية بيار موسكوفيتشي، الذي أكد على دعم الاتحاد الأوروبي والتزامه بتأمين التمويل المخصص للبنان في سياق مؤتمر سيدر. إنما لبنان يواجه تحديات أخرى، بعضها داخلي ناجم عن مشاكل سياسية تحول دون تشكيل الحكومة التي نحن بأمس الحاجة إليها لتطبيق الإصلاحات الاقتصادية"، مضيفا :"كان من المفترض أن تبصر الحكومة النور بسرعة بعد الانتخابات البرلمانية في أيار لكن أشهرا عديدة مرت دون أن تتشكل هذه الحكومة، ما أثار الشكوك حول مستقبل لبنان وعرض الاستقرار الاقتصادي اللبناني لحملات عدائية، فتم استغلال هذا الواقع سياسيا لممارسة ضغوطات على بلدنا. صحيح أن لبنان يواجه تحديات داخلية، لكنني أؤكد لكم أن اقتصاده بخير".

وكشف سلامة انه في "سنة 2018، سجل لبنان نموا تتراوح نسبته بين 1 و1.5 في المئة، وهذه النسبة منطقية نظرا للأحداث الراهنة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. التدفقات الواردة إلى لبنان مستمرة، ولا يزال نمو الودائع المصرفية كافيا لتمويل البلد، سواء على مستوى القطاع الخاص أو القطاع العام. وتجدر الإشارة إلى أن أوروبا تحتل المرتبة الأولى من حيث حجم التبادلات التجارية للبنان، إذ إن وارداتنا من البلدان الأوروبية مجتمعة لا تقل عن 4 مليارات دولار ونحن نسعى إلى تعزيز علاقاتنا مع بلجيكا حيث تعيش جالية لبنانية كبيرة ومميزة. كما نأمل أن تتعزز وتزدهر علاقات البلدان العربية الأخرى مع بلجيكا".