لاحظت أوساط سياسية لصحيفة "الأنباء" الكويتية أن "حملة سياسية تستهدف منذ فترة رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب السابق ​وليد جنبلاط​، وهي تأتي من مصادر مختلفة، من هذه المصادر ما هو مرتبط بالخارج، ومنها على علاقة بالحسابات ال​لبنان​ية الداخلية".

وأوضحت أنه "لناحية العوامل الداخلية اللبنانية، جنبلاط لم يدخل في أي اتفاقات جانبية مع القوى النافذة لناحية تقاسم الفوائد السياسية والمادية، وتتضايق من تصريحاته بعض القوى المؤثرة، لأنه يكشف ما لا يريد الآخرون كشفه، لاسيما في الملفات التي تدور حولها شبهات مالية، أو سياسية".

ولفتت إلى أن "أوساط القوى النافذة تعتبر أن جنبلاط يشكل سندا سياسيا لقوى مستهدفة، فموقفه يعزز دور رئيس ​الحكومة​ ​سعد الحريري​ ويمنع عنه الانكشاف أمام هجمة قوى محلية وإقليمية تريد أن تتخلص من الحريرية السياسية نهائيا، وجنبلاط يشكل دعامة لموقف رئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​ المتوازن في العديد من الملفات الداخلية، لأن قوى متعددة تريد لبري أن يكون رأس حربة في مشاريع إقليمية، أو محلية ليست في مصلحة لبنان". وبحسب الأوساط فإن "جنبلاط يعتبر حليفا لرئيس حزب "القوات اللبنانية" ​سمير جعجع​، وهذا الأخير مستهدف أيضا كونه منافساً جدياً على موقع ​رئاسة الجمهورية​ في المستقبل".

ولفتت المصادر إلى أنه "لناحية العوامل الإقليمية والدولية، فإن جنبلاط يقف عائقا أمام الخطط التي تهدف إلى إقامة حلف لما يسمى "الأقليات" في منطقة الهلال الخصيب بقيادة من يطلقون على أنفسهم "قوى الممانعة" وبالتالي لاستخدام هذا الحلف في بازار التجاذبات الدولية، ولكي تصبح المنطقة برمتها ضمن مربعات نفوذهم، بعد التطورات التي حصلت في ​سوريا​. ومن أسباب استهداف جنبلاط في هذا السياق، التشفي منه لناحية موقفه الداعم للشعب السورية، ومناداته الدائمة لتحييد ​الدروز​ عن مواجهة إخوانهم في الوطن، وهذا بطبيعة الحال يزعج النظام الذي يحاول استخدام كل الوسائل لتحجيم دور جنبلاط، كونه يمون على الأغلبية الساحقة من الدروز في المنطقة برمتها".

واعتبرت الأوساط أنه "إذا كان جنبلاط قد هادن العهد في الفترة الأخيرة، فهذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن الأمر جاء من خلفية ضعف إطلاقا، بل لأنه حريص على التعاون أكثر مع العهد ومع غيره في أي من الملفات التي تعني الاستقرار السياسي والاقتصادي في لبنان".