أشارت صحيفة "الخليج" الاماراتية الى أن "الحكومة ال​لبنان​ية ولدت بعد مخاض عسير؛ وعملية قيصرية شاقة، مع أن الشهور التسعة التي استغرقها التأليف كانت كافية لولادة طبيعية جداً"، معتبرة أن "الغريب أن لا المخاطر الاقتصادية ولا المالية ولا الاجتماعية، ولا الصراعات الدولية والإقليمية التي تتفجر في العالم، وعلى تخوم لبنان، ولا التهويل "الإسرائيلي"، الذي يستهدف لبنان، كانت قادرة على دفع الأطراف السياسية؛ لاستعجال تأليف الحكومة طوال الشهور التسعة الماضية في أعقاب تكليف ​سعد الحريري​ ​تشكيل الحكومة​ الجديدة، بعد ​الانتخابات​ البرلمانية، التي جرت في الخامس عشر من أيار الماضي".

ورأت أنه "لم يعكر صفو القوى اللبنانية المتصارعة على "الكعكة" ولا حتى الوضع الداخلي المثقل بأزمات معيشية صعبة، ولا الفساد الذي ينخر المؤسسات، ولا ​أزمة الكهرباء​ التاريخية، ولا المجاري التي تتفجر مع كل زخة مطر"، معتبرة أنها "كلها كانت بالنسبة للطبقة السياسية من الأمور البسيطة التي تستحق الانتظار، طالما هي الطبقة السياسية تنعم بالحياة، وترتع بالفساد، وتتسلى بالبلاد وبالعباد، وتستند إلى طائفية ومذهبية؛ توفر لها اطمئناناً على حاضرها ومستقبلها، وقادرة على تحويل الأسود إلى أبيض وبالعكس".

ولفتت الى أن "الغريب أن هذا الوقت القياسي الذي استغرقه تشكيل الحكومة كان يمكن اختصاره بأسبوع أو أسبوعين على الأكثر؛ لأن المساومات والمواقف المتصلبة والشروط والشروط المضادة تبددت في ساعات، وتم تقديم تنازلات كان يمكن تقديمها منذ زمن بعيد؛ لأن الحكومة التي ضمت كل الأطراف كانت عادية جداً، ولم يكن يحتاج الأمر إلى هذا العناء والانتظار والذرائع الواهية، وتكبير الرأس كما يقال باللبناني الدارج"، مشددة على أن "المهم أن الحكومة تشكلت في نهاية المطاف؛ لكن هل بإمكانها حل جبال من المشكلات التي تحاصر لبنان أو يرزح تحتها؟ طبعاً ليس المطلوب منها أن تحقق المعجزات، فهي أولاً قاصرة ولا تستطيع؛ لكن عليها العمل على حل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والمالية التي يعانيها لبنان؛ وهي مهمة تقتضي وضع خطة اقتصادية واجتماعية عاجلة؛ لتنفيذ ما اتفق عليه في "​مؤتمر سيدر​" في ​باريس​؛ حيث تم رصد 11 مليار دولار؛ لمساعدة لبنان".

واضافت: "كان الخلاف على الحصص والأوزان والتمثيل سبب كل هذا التأخير، ولا يجوز تحميل التدخلات الخارجية فقط وزر العقد والعقبات المفتعلة؛ إذ فجأة تم تقديم التنازلات، والتخلي عن الشروط التي كانت مستحيلة، وصار كل طرف يقدم نفسه على أنه ضحى، وكان له الفضل بتحقيق الإنجاز"، معتبرة أن "لا مجال للحديث عمن خسر أو ربح؛ لأن المهم أن تعمل هذه الحكومة التي تعقد اجتماعها الأول اليوم أي شيء، ولو كان يسيراً؛ لحل الأزمات التي تطحن لبنان وعليها قبل كل شيء الاتفاق على بيان وزاري يرضي كل الأطراف، وهي مهمة ليست هينة في ظل مواقف متنافرة إزاء القضايا الإقليمية، وخصوصاً العلاقة مع سوريا، ومسألة ​النازحين السوريين​، والموقف إزاء التهديدات الإسرائيلية".