اعتبرت صحيفة "الخليج" الاماراتية أنه "لعلها صدفة أن يتساقط المطر على دولة ​الإمارات​ مع وصول ​البابا​ فرنسيس، مستهلاً زيارة تستغرق ثلاثة أيام، هي الأولى لدولة خليجية، والصدفة خير من ألف ميعاد كما يقال، لكنها فأل خير، وبشرى لخير الإنسانية من زيارة تؤكد الوحدة الإنسانية، مع افتتاح المؤتمر العلمي للأخوة الإنسانية في ​أبو ظبي​ والذي سيشارك فيه جنباً إلى جنب مع الإمام الأكبر شيخ ​الأزهر​ الدكتور ​أحمد الطيب​، البابا الذي كان في طريقه إلى أبو ظبي علم بأن السماء أمطرت فقال للصحفيين المرافقين إن المطر هو علامة بركة بالنسبة للمنطقة، معرباً عن أمله بأن تسير الأمور في هذا الاتجاه".

ولفتت إلى ان "مثل هذه الزيارة لا بد أن تؤسس لمرحلة جديدة كلها خير وبركة، فدولة الإمارات التي تستضيفه مع نخبة من رجال الدين المسلمين والمسيحيين، وينعقد على أرضها مؤتمر الأخوة الإنسانية، تضع الإنسان هدفاً ومبتغى، وترى في العمل الإنساني محوراً لعملها، وتجهد من أجل ترسيخ مبادئ التسامح والحوار والاعتراف بالآخر كي يتحول إلى صيرورة بشرية، وبالتالي لا بد أنها سوف تهيئ كل مستلزمات النجاح كي تخرج زيارة البابا والمؤتمر بكل الخير للمنطقة و​العالم​"، مشيرةً إلى أن "من هذا المنطلق جاءت تأكيدات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد ​أبوظبي​، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن لقاء القطبين الدينيين الكبيرين في أبوظبي يعكس رسالة تعايش وسلام بين شعوب العالم لبناء مستقبل قائم على الاحترام المتبادل والتعاون لضمان مستقبل مشرق للأجيال المقبلة".

وأضافت: "اعتبر محمد بن زايد أن المبادئ السامية التي تأسست عليها الإمارات والقوانين والأنظمة التي تم إصدارها والروح الإيجابية التي تسود الدولة عوامل رئيسية أسهمت في جعل الإمارات نقطة جذب للعيش والعمل لأكثر من 200 جنسية من مختلف أرجاء العالم وهذه هي الإمارات إذاً، ولهذا قصد البابا زيارتها، تعزيزاً للحوار بين الأديان، وتأكيداً لإنسانية الإنسان وحقه في ​الحياة​ والحرية والتفكير والإيمان والمعتقد".

وتابعت الصحيفة: "لا غل ولا حقد ولا كراهية، ولا تطرف ولا تكفير ولا إرهاب، هذه الأوصاف لا مكان لها في دولة الإمارات، بل هي الهدف الذي تعمل الإمارات ليل نهار لمقاومته ووأده و​القضاء​ عليه بالتعاون مع كل الخيرين في العالم، وعلى رأسهم بالطبع بابا الفاتيكان الذي حل أمس ضيفاً كريماً على أرضها وإذ تفتح دولة الإمارات ذراعيها وقلبها ترحيباً بالبابا وبكل ضيوفها، فإنها ترى بوجودهم كل الخير والبركة، وتأمل أن تكون نتائج الزيارة بادرة طيبة على طريق ​الأمن​ والسلام العالميين في هذه الأجواء العالمية المعقدة والمتوترة التي تهدد بني البشر نتيجة أفكار جهنمية شريرة تسعى للهيمنة والاستئثار والتسلط على بني البشر".