رأى رئيس التيار الوطني الحر الوزير ​جبران باسيل​ في لقاء في ذكرى توقيع وثيقة التفاهم في ​مار مخايل​ الشياح، ان شبابنا تربّوا على ثقافة التفاهم وتقبّل الاختلاف وليس الخلاف والتفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله صنع السلام الداخلي وأوصل لبنان الى النصر في الحرب الخارجية ضد العدو الاسرائيلي في تموز 2006 ، مشيرا الى ان التفاهم لم يأتِ على حساب احد بل اسس لتفاهمات وطنية وفيه بنود سيادية تحققت وبعض البنود الاصلاحية لم تتحق، موضحا ان في البنود السيادية حصن التفاهم الوحدة الداخلية بوجه العدو الاسرائيلي والتكفيري وهما عدوان بوجه واحد، لافتا الى ان الشراكة مع حزب الله تحمي الوحدة الوطنية وتحمي الوطن وهي مهمة ولذلك نعود اليها دائما، سائلا: لولا تفاهم مار مخايل اين كان اصبح لبنان؟

وأكّد باسيل ان قوة لبنان تكمن في انه لم يعتد ولا مرة على احد وشرعية موقفه قائمة على اساس الدفاع عن النفس والمقاومة مشروعة لانها تواجه احتلال الارض وشرعية المقاومة قائمة على عدم شرعية الاحتلال ونحن استولدنا منذ 2005 الاستراتيجية الدفاعية والتي حين نتفق عليها تنخرط فيها المقاومة بحسب التفاهم الوطني ولكنها ترسم بحوار داخلي وليس بأمر عمليات خارجي، وقد جاءت الوثيقة حين كان هناك محاولة لعزل جهة داخلية بمؤامرة خارجية، واستندت على 3 نقاط: الاستراتيجية الدفاعية والديمقراطية التوافقية والاصلاحات الداخلية. وشرح باسيل ان الركيزة الاولى موجهة الى الخارج وهي تؤمن مناعة للداخل فيما فشلنا بالاصلاحات الداخلية حتى الان، وهي في حال فشلنا في تحقيقها، ستضرب المناعة الداخلية والقوة الداخلية وسنخسر الاثنين في حال لم نحقق الركيزة الثالثة من تفاهم مار مخايل، وهي الاصلاحات الداخلية، مشددا على ان قوة الوثيقة انها نزلت من القيادة الى القاعدة ونحن في الحرب تقاسمنا كل شيئ وعشنا الشراكة الحقيقية مع بعضنا البعض، وطمأن باسيل الى الا خوف على التفاهم ونحن نكن كل المحبة ونثق بصاحب الوعد الصادق، السيد حسن نصر الله ولكن ما يشغل بالنا هي عوامل الخلخلة والتي تدفعنا الى رفع الصوت احيانا وهذا القلق عندنا يأتي من عاملين هما: فائض الفساد ومن فائض القوة، فالفساد يعالج من خلال استئصاله ولا تعايش مع الفساد والمقاومة لا يمكن ان تتعايش معه، اما فائض القوة فلا يعالج بانقاصه بل بالمحافظة عليه، على الا نزيد الخلل بين القوة والضعف ونحن الذين غيّرنا بالتفاهم، مقولة قوة لبنان بضعفه واكدنا في بنود الوثيقة ان قوة لبنان تكمن بقوة اللبنانيين، كل اللبنانيين، ونسعى من خلاها لمعادلة التوازن بالقوة، فاللبنانيون يجب ان يكونوا اقوياء كل في موقعه، واعتبر ان اليوم بات من الضروري مراجعة الـ 13 سنة على التفاهم، لنرى اين اخفقنا وللحفاظ على هذا التفاهم الذي يتعزز من خلال بناء الدولة وتعميق التفهّم لبعضنا البعض، لافتا الى ان الوعد الصادق للسيد حسن نصر الله هو بالتزام محاربة الفساد، ونحن كلنا ثقة به ولكن، حين نرى ان هناك محميات في الدولة حتى اليوم وهناك ناس محميون بالفساد تحت حجج كثيرة، يحق لنا ان نقلق، فنحن لا يمكن ان نقبل بالمحميات تحت اي حجة، وتوجه الى التيار الوطني الحر بالقول لمحازبيه ومناصريه: ان اقول لهم ان حزب الله لا يشتغل عند التيار ويجب ان ننتهي من هذه النغمة فلكل تطلعاته وتأملاته ولا يحق لنا وضع اجندات للاخرين ويجب ان يكون لدينا شجاعة الاقراروالاعتراف مما قدمه حزب الله فلولا حزب الله لما كان الرئيس عون رئيسا للجمهورية ولم يكن لتستفيق الميثاقية الوطنية في نظامنا، كما في المقابل على جمهور حزب الله ان يعرفوا ان لولا التيار لما صمد حزب الله بوجه اسرائيل و الارهاب ومحاولات العزل، وعلى حزب الله الاستمرار معنا في حفظ هذه الميثاقية لان حزب الله يمثل ما يمثل والخيار الميثاقي يجب ان يحفظ مبدأ ان الاقوياء هم من يمثلون جماعاتهم وعلى حزب الله ان يعي ان التيار الوطني لا يملك نفس الخطاب ويمكن ان تحدث خيبات بسبب الفوارق ولكن لا يجوز ان تصل عند بيئة الجمهورية الى استسهال التخوين، حتى بالفكر، فحقيقة فكر التيار هي انه يريد في لبنان دولة مدنية لا مسيحية ولا اسلامية وعلى هذه الدولة ان تعيش بالاستقرار وقائمة على العدالة والالتزام بالقانون الدولي ولبنان يرغب دائما بالسلام ولكن في حال فرضت عليه الحرب فسيخوضها من دون تردد ونحن نفضل ان نخسر بكرامة لا ان نربح بذل، وكذلك يحق لنا التفكير كيف نعيش بسلام. فالحرب هي حالة استثنائية والانسان يفكر بالسلم بشكل طبيعي ولذلك نقول ان السلم يقوم على الحقوق المتبادلة وهذا جوهر مبادرة السلام في بيروت وهي تقول ان للعرب الحق بالارض ولفلسطين الحق بدولة ولاسرائيل الحق بالامن، ولا يجب تخوين من يطلق هذا الشعار، فتطبيق ال 1701 هو ليس الا الامان والسلام على الحدود ونتباهى اليوم اننا نعيش بهدوء في قرانا الحدودية ويعيش الجنوبيون بامان ونشتكي على اسرائيل حين تخرق حدودنا، فالتخوين لا يجوز لأن الكل اخطأ والكل تعامل كجماعات، فمن تعامل مع اسرائيل كانوا من المسيحيين والمسلمين، والاتهامات لا تنتهي اذا بدأنا باتهام بعضنا وعلى قيادتي حزب الله والتيار الوطني الحر وقف التخوين حين ينطلق من قاعدة الجمهورية، فنحن لا نتأثر ولكن الناس تتأثر وتسأل لماذا نتحمل ؟ وعلينا كقيادات معالجة هذا الامر، فحين نتكلم عن لوحة الجلاء في نهر الكلب فهذا تاريخنا ونضالنا ونحن لا يجب ان ننكر واقعة تاريخية واللوحة تعبر عن هذه الواقعة، كما الانتداب الفرنسي الذي كان برضى من اللبنانيين وحين انسحبت فرنسا وضعنا لوحة الجلاء، واليوم نقيم افضل العلاقات مع فرنسا وهذا ما نسعى اليه ليتحقق مع سوريا، فنحن لا نقبل بان تكون سوريا في لبنان ولكن نقف الى جانبها حتى ابعد الحدود وندافع عنها ضد الحروب الخارجية التي تشن عليها، فتاريخنا زاخر بالنضال، ونحن لا نتنكر ولا نستحي بتاريخنا بل نفتخر به، ولكن ننطلق منه الى المستقبل، والاصدقاء المستقلون هم اصدقاؤنا وليس التابعين، فالشهداء سقطوا للحفاظ على سيادة واستقلال لبنان وما زالوا حتى اليوم يسقطون من الجيش والمقاومة للحفاظ على الاستقلال".

وختم باسيل بالتأكيد ان نحن في ذكرى ورقة التفاهم، نجدد قناعتنا بتعزيز ثقافة التلاقي وحماية هذه الثقافة ونعتبر ان الوثيقة ما زالت تصلح للمستقبل وعلينا الاستمرار في هذا المشوار وان نسعى لضم الاخرين الى هذه الوثيقة ، ما يعززها ويحميها، فبالتفاهم نعزّز وحدتنا الوطنية ونحافظ على وطننا.