أكّدت الهيئة التنفيذية للمجلس العام الماروني، عقب اجتماعها في المقر المركزي للمجلس في المدور، برئاسة رئيس المجلس الوزير السابق ​وديع الخازن​، "أهمية ​تشكيل الحكومة​ الجديدة"، متمنيةً لأعضائها "التوفيق في مهمّة إنقاذ البلد". وأعربت عن أملها أن "تكون انطلاقتها سريعة على صعيد إنجاز المشاريع الاقتصادية والتنموية، في ظلّ الأزمات المتلاحقة الّتي تحاصر المواطن من كلّ حدب وصوب".

وركّز المجتمعون في بيان، على أنّ "ما بين المأمول من حكومة وزراء مختصّين بوزاراتهم، وحكومة شعار الوحدة الوطنية الّتي إرتضت فيها غالبية القوى، نقول في مَثَلنا السائد: "الكحل أحلى من العمى""، سائلين "هل تنجح الحكومة في امتحان ثقة الناس بالآمال المنشودة والموعودة في حقائب الخدمات من ​محاربة الفساد​ ووقف الهدر الحاصل، فضلًا عن تأمين الكهرباء على مدار الساعة، وإيجاد حل ل​مشكلة النفايات​، وخطط نقل مشترك للتخفيف من حدة أزمة السير التي تستهلك طاقة الناس ووقتهم، وتستنفد جيوبهم في هدر المال؟".

ودعوا إلى "التحلّي بـ"حبل" العمل والإنصراف إلى ما هو أهمّ من التحاذق وتسجيل النقاط، بعدما أضعنا على الدولة والناس ما يقارب السنة من الإنتاج، ممّا رتّب أعباء ثقيلة على قدرة التحكّم والإستيعاب"، مشدّدين على أنّ "إنقاذ الدولة وإراحة المواطنين مسألة لا تحتمل اللعب، بل تستوجب بأن تمضي الحكومة الجديدة قدمًا وسريعًا في استنهاض المؤسسات، ومحاصرة التدهور على الصعيد السياسي والإداري والإقتصادي، فضلًا عن استرجاع المال العام بعيدًا عن الإنتقائية الّتي ميّزت تجارب إصلاحية في عهود سابقة".

وأوضح المجتمعون أنّ "هذا الأمر أكّده رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ في مواقفه الأخيرة، إذ عاد وأطلق الصرخة لإنقاذ دولة القانون والمؤسسات من الغرق، معتبرًا هذه القضية المفصلية معركة عهده مهما يكن الثمن، وهو يبدو ماضِ فيها حتى النهاية"، مشيرين إلى أنّه "إذا ما انتصرت فكرة الإصلاح، إنتصر ​لبنان​ وانتعش الناس بأمل العودة إلى الوطن الّذي باتوا في غربة عنه".

كما تطرّقوا إلى "الحدث التاريخي النادر المتمثّل بزيارة ​البابا فرنسيس​ إلى ​الإمارات​ العربية، وما تعنيه هذه الزيارة من أثر بالغ على العلاقات المسيحية الإسلامية في ظلّ تعاظم الإفتعال الطائفي والمذهبي على ذلك في دول المنطقة، وأهمية مشاركة ​الكنيسة المارونية​ بحضور البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في لقاءات الحضارات والنقاشات الدائرة، مِمّا يعزز قيمة الإنفتاح والتسامح على أسس السلام في المنطقة".

وثمّن المجتمعون "مواقف البطريرك الراعي، الّذي دعا في عظاته المتكرّرة إلى التخلّي عن المصالح الشخصية والحزبية والطائفية لصالح المصلحة العليا للبلاد، لأنّ الوطن هو الحاضن الضامن لكل الفئات والمكوّنات تحت سقف الدستور والحقوق والمواطنة الحقيقيّة".

وأكّدوا أيضًا "أهمية القداس الإحتفالي الرسمي الّذي ينظّمه ​المجلس العام الماروني​ في ​كنيسة مار مارون​ - الجميزة، ويترأسه رئيس أساقفة ​بيروت​ للموارنة المطران ​بولس مطر​، إحتفاءً بشفيع كنيسته القديس مارون لِما له من دلالة على الصعيد الوطني".

إلى ذلك، درس المجتمعون "شؤونًا إدارية في نطاق قطاعات المجلس الّتي تُعنى بتأمين الوضع المدرسي المتأزّم والصحّي المهم وسط ضائقة معيشية خانقة، فضلاً عمّا أمكن تأمينه على صعيد الإعانات العينية لتليبة الحاجات الملحة لمَن هم بحاجة ماسة إليها ضمن الإمكانات المتوفّرة".