رأى مدير "المركز الكاثوليكي للإعلام" الأب ​عبدو أبو كسم​ أن "الوثيقة التي وقّعها ​البابا فرنسيس​ وشيخ ​الأزهر​ في ​الإمارات​ تمثّل الجميع، لا سيّما أنها ثمرة لقاء جمع أكبر مرجعيّتَيْن مسيحية وإسلامية في العالم. والمسيحيون، على اختلاف طقوسهم، يجمعهم ​الإنجيل​ المقدّس، ويقفون صفّاً واحداً وراء الخطوة التي قام بها البابا فرنسيس في أبو ظبي، ويعتبرون أنها تمثّلهم جميعهم".

وشدّد في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" على أن "التحدّي الكبير حالياً يكمن في عدم إقحام ال​سياسة​ بالوثيقة التي وُقّعت في الإمارات، لا شرقاً ولا غرباً. كما أن التحدي الكبير هو أن نقتنع كلّنا، كمسيحيين ومسلمين، أن لا خيار أمامنا إلا العيش بسلام. وهذا الأمر لا يمكن أن يبقى على الورق"، معتبرا أن "التحدي الكبير أيضاً في هذا الإطار ليس في ​لبنان​، لأن لبنان تخطّى الكثير من المعوقات في ملف التعايش، بل إنه يكمن في ​الدول العربية​، خصوصاً أن توقيع شيخ الأزهر على "وثيقة أبو ظبي" تمّ عن قناعة. ولكن في النهاية، تبقى العبرة في التنفيذ، وفي كيفية ترجمة هذه الوثيقة في حياتنا اليومية وفي علاقاتنا مع بعضنا البعض. فعلى صعيد الرؤساء تمّ الإتفاق، ويبقى على الناس أن يقتنعوا بهذا الإتفاق، وأن يعيشوا الأخوة في ما بينهم".

وحول إمكانية أن يدعو ​البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي​ الى لقاء في بكركي لوضع خريطة عمل بعد "وثيقة أبو ظبي"، أوضح أبو كسم أن "الموضوع الأساسي هو أن هذه الوثيقة ستُدرَس بدقّة في لبنان، ومن جوانبها كافّة، بهدف معرفة كيفية تطبيقها"، مشيرا الى أنه "لا كلام الى الآن على أي اجتماع في بكركي بهذا الخصوص، وهو أمر متروك لغبطة أبينا البطريرك الراعي، كما للأساقفة".

وشدد على أن "مكانة لبنان ثابتة لدى ​الفاتيكان​. والبابا يوحنا بولس الثاني قال لنا إن لبنان هو أكثر من بلد، إنه رسالة. فلبنان هو البلد الوحيد الذي يحوي 18 طائفة، تعيش بانسجام وتناغم، الى حدود كبيرة. ويتمّ التعويل عليه لبنان في أن يساعد على تنفيذ "وثيقة أبو ظبي"، وفي أن يساعد في ترجمتها على أرض الواقع".