أشار سفير لبنان السابق في ​واشنطن​ ​رياض طبارة​ الى أن "التركيز على ملف ​أميركا الجنوبية​ في ​الولايات المتحدة​ الأميركية حالياً، ومن ضمنه ما يحصل في ​فنزويلا​، هو فكرة للرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​، والهدف الأساسي من جراء ذلك هو سياسي، فعندما يقول ترامب إنه يحارب في ​سوريا​، فإن الشارع الأميركي لا يتاثر كثيراً بهكذا حرب، كما أن الأميركيّين يتعاطفون مع انسحاب واشنطن من ​الشرق الأوسط​، خصوصاً أن ترامب يبرّر لهم هذه الخطوة بأننا تكبّدنا خسائر تتخطّى تريليونات الدولارات، فيما المردود على الولايات المتحدة ذاتها من جراء ذلك، هو في الواقع لا شيء".

ولفت في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أن "الأميركيّين يتجاوبون أكثر مع ملف ​أميركا اللاتينية​، ولا سيّما على الملف الفنزويلّي الذي بدأ يتفاعل منذ مدّة. ولكن، رغم ذلك، فإن معظم المراقبين يعتقدون بأن الذهاب الى أي مواجهة من قِبَل واشنطن في ما يتعلّق بملفّ منطقة أميركا الجنوبية أسبابه تكون سياسية أكثر ممّا هي استراتيجية".

وأوضح أن "الشارع الأميركي يتفهّم التركيز أكثر على الواقع في أميركا الجنوبية، لِكَوْنها بقعة جغرافية قريبة من الولايات المتحدة، فضلاً عن أنها المصدر الأساسي لتدفّق ​المهاجرين​ الى مناطق أميركا الشمالية، كما أنها منطقة لها علاقة بالسّجال الدائر في واشنطن حول بناء الجدار الذي يهدف الى تخفيض أعداد المهاجرين القادمين الى الولايات المتحدة".

وأضاف:"بعدما أعلن ترامب عزمه على الإنسحاب من سوريا، ورغم علامات الإستفهام الكثيرة حول تلك النقطة، بدأ يركّز على أميركا اللّاتينية التي يفهم شؤونها وملفاتها الشارع الأميركي، ويشعر بها أكثر من باقي الملفات في ​العالم​. ولكن أهداف ترامب تبقة سياسية تحديداً، إذ إن الرئيس الأميركي يأخذ دور الرجل القوي الذي يريد منع الأميركيين الجنوبيين من القدوم الى بلاده، وهذا الأمر يتماشى مع ذهنية الشعب الأميركي السياسية، أكثر من البقاء في التركيز على ملفات سوريا و​العراق​ وأماكن أخرى في العالم، بعيدة من واشنطن. وبالتالي، فإن الثمن السياسي الذي يُمكن لترامب أن يجنيه من التركيز على ملفات أميركا الجنوبية في الوقت الحالي، هو أكبر بكثير بالنسبة إليه من أثمان التركيز على ملفات العراق وسوريا و"داعش"، وغيرها".