دعا المفتي الجعفري الممتاز ​الشيخ أحمد قبلان​ في خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين(ع) في برج البراجنة "الحكومة إلى تحمل مسؤولياتها في مقاربة الملفات والأزمات، والتعاطي معها بكل هدوء وتعقّل، بعيداً عن السلبيات والسجالات ولعبة المصالح الطائفية والغايات الشخصية والتنظيرات الجوفاء، فالبلد على المحك، والتلهّي بالمماحكات والمكايدات وتوتير المناخات بتحريض من هنا وتهويل من هناك بذرائع وعناوين واهية، سيوقع الهيكل على رؤوس الجميع. فلنحذر المخاطر، ولنشبك الأيدي على الوئام والخير العام. فالمأساة كبيرة أيها الإخوة، واللبنانيون بكل طوائفهم وانتماءاتهم ينتظرون الأعمال لا الأقوال، ينتظرون من كل الوزراء والوزارات أن يكونوا عاملين من أجل لبنان واللبنانيين، غير تابعين لهذه الطائفة أو تلك، فهذه الذهنية رخيصة ويجب الخروج منها، والانكباب على بناء وطن ودولة ومؤسسات وهيئات رقابية وقضائية، تكون في خدمة المواطن الذي يطالب بالطبابة والتعليم وفرصة العمل ولقمة العيش، يطالب بالماء و​الكهرباء​ وببيئة نظيفة، إذ يكفي صراعات وسجالات وصفقات والمواطن يدفع الثمن، يكفي نهباً وهدراً، والمواطن يعيش الفاقة والفقر، يكفي نزاعات سياسية وانقسامات ومناكفات على الحصص، والشباب اللبناني يبحث عن تأشيرة أمام السفارات".

وأكّد "أن اللبنانيين يريدون أن يعيشوا بكرامة في بلدهم، فاليوم يوم العمل، وغداً حساب بلا عمل، فاحذروا أيها السياسيون، الناس ينتظرونكم في الشوارع، فلا تضيّعوا الفرصة، وقد تكون الأخيرة، واعملوا معاً وبشراكة كاملة وصدق مطلق على تحقيق طموحات وآمال الناس، حاربوا الفساد بلا هوادة، لاحقوا المفسدين، حاسبوا ناهبي المال العام، إياكم وفرض ​الضرائب​ أو المس بحقوق المواطنين، فهذا خط أحمر، فتّشوا عن حيتان المال وعن السماسرة، كونوا مع الفقراء ولا تكونوا عليهم، افضحوا الفاسدين، لأن الساكت عن الفساد فاسد. كونوا معاً كي نتمكّن جميعاً من تخطي هذا الواقع والتغلّب على كل هذه الأزمات التي نعيشها بعيداً عن الغايات والأهداف الرخيصة، لأن بقاء الوطن وحفظ المواطن يبقى أنبل وأشرف من كل المناصب والمكاسب".