لفت مدير ​المركز الكاثوليكي للإعلام​ الخوري ​عبده أبو كسم​، خلال ندوة عُقدت في المركز، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، بعنوان "الإعلام الرقمي والتحديات الّتي تواجه المجتمع"، حول كيفية استخدامه والإستفادة منه، إيجابياته وسلبياته، إلى أنّ "في هذا العصر، أصبح كلّ إنسان بمثابة مراسل لمجلة أو جريدة أو موقع. مع هذا ​الهاتف الذكي​، أصبح الإعلام الرقمي هو وسيلة لنقل الخبر بسرعة هائلة".

وأوضح أنّ "من هذا المنطلق، علينا القول إنّ الصحافة أو التلفزيون أو المجلة هم مسؤولية إجتماعية ورسالة وطنية وكنسية. علينا معرفة نقل الخبر، فهو مسؤولية ويجب وضع ضوابط ليكون هذا الخبر عنده حدّ أدنى من الحقيقة، فأنت تتعاطى مع الملايين من الناس".

ونوّه أبو كسم، إلى أنّه "إن كنت مسيحيًّا ملتزمًا، فهناك مسؤولية وطنية وكنسية، وإذا كنت مواطنًا عاديًّا فهناك مسوؤلية وطنية، وهذه ليست فكاهة"، مبيّنًا أنّ "كلّ فرد له الحق التعبير عن رأيه، لكن ​حرية التعبير​ لها ضوابط: أوّلًا أن يكون الخبر صحيح، وثانيًا عليك احترام القوانين واحترام معتقد وخصوصية الآخر وعدم المساس بكرامة أحد".

وأشار إلى "أنّنا نصادف للأسف بعض الناس عبر الإعلام الرقمي تشهّر بالآخرين وتهينم. لا هذه ليست حريتك، حرية الآخر ليست من ملكك ويجب أن تحاسَب، (مثال على ذلك: افتراء على رئيس الجمهورية، البطريرك، على المقامات، على شخص في عائلته)"، مشدّدًا على "وجوب أن يكون لديك حسّ المسؤولية الوطنية والإجتماعية الّتي تحترم القيم الأخلاق وتجاه الكنيسة وتعليمها، لك حق والتعبير بموضوعية دون المس بحرية الآخرين".

وأكّد أبو كسم أنّ "علينا الإلتزام بالموضوعية والدقة. كما أنّ كلّ عائلة لها خصوصيّتها على مواقع التواصل، وليس من حقك التشهير بها"، لافتًا إلى "أنّنا مدعوّون عند استعمال الإعلام الرقمي للإنتباه إلى عدم إثارة الطائفية، فنحن نعيش في وطن مختلط وعلينا احترام الأديان السماوية ومعتقدات الأخر. ويجب علينا أيضًا احترام حقوق المرأة والطفل من خلال وعدم المساس بها من خلال الدعايات ونشر الصور الإباحية".

كما أفاد بـ"أنّنا نسمع بالإبتزاز على مواقع التواصل. يُطلب منكم التعرّي والقيام بأمور غير لائقة وهنا يحدث الإبتزاز، و​قوى الأمن الداخلي​ مشكورة على تنبيها الدائم من مخاطر هذه الأحداث، وهناك حالات كثيرة تؤدي إلى الإنتحار. وأيضاً من خلال الألعاب (Games) كل يوم بعد يوم نسمع بشاب انتحر؛ لذا علينا الإنتباه لأولادنا".

وركّز على أنّ "الإدمان على التحدث على الهاتف وأخذ الصور أثناء ​القيادة​ يؤدّي إلى حوادث قاتلة"، طالبًا من وزيرة الداخلية ​ريا الحسن​ "تنظيم ظبط بكلّ من يستعمل الهاتف أثناء القيادة، لأنّه يؤدي إلى حوادث لا تحمد عقباها". وأكّد أنّ "مسؤوليتنا كبيرة كأهل كمربين كإعلاميين كمجتمع مدني، وعلينا الإستفادة من العالم الرقمي من إيجابياته، والإنتباه على أولادنا وعيالنا وأن لا يكون هناك إدمان على وسائل التواصل الإجتماعي والرقمي".