الثلاثاء والأربعاء المقبلان تنعقد جلسات ​مجلس النواب​ لمناقشة ​البيان الوزاري​ للحكومة لأعطائها الثقة على أساسه.

هذا البيان أنجزته لجنة صياغة البيان الوزاري في ثلاث جلسات ثم أقرَّه ​مجلس الوزراء​ في جلسة واحدة، البعض يجد في ذلك سرعة لا بد منها، والبعض الآخر يجد في ذلك تسرعًا لا يجوز. المهم من كل ذلك ان الحكومة وُلدت والبيان الوزاري وُلِد والثقة بالحكومة ستُعطى وسيتم التصويت عليها مساء الأربعاء المقبل، لتعقد الحكومة أولى جلساتها بعد نيل الثقة الأسبوع الذي يلي بعد ان يتم إعداد جدول أعمال مجلس الوزراء وتوزيعه على الوزراء قبل ثمانٍ وأربعين ساعة.

***

قبل كل ذلك، ولئلا يُتخَذ المواطن في جريرة "التفاؤل المصطنع" فإن العودة الى البيان الوزاري تضع الأمور في نصابها الصحيح.

يرِد في البيان في الصفحة 3 منه: "تفعيل الجباية ومكافحة الهدر والتهرب الجمركي والضريبي".

كم من المرات وردت هذه الجملة في البيانات الوزارية للحكومات السابقة؟ كم من المرات وردت في بيانات مجلس الوزراء، لكن على قاعدة: "إقرأ تفرح جرِّب تحزن" فإن التهريب استمر من خلال منظومات تحظى بتغطيات ولا يجرؤ أحد من السلطات على الإقتراب منها.

***

ويرد في الصفحة ذاتها: "خفض النفقات الاستهلاكية في ​الموازنة​ العامة بما لا يقل عن 20 في المئة عن موازنة العام 2018.

سؤال: ما هي النفقات الإستهلاكية المقصودة؟ لماذا لا يتم تحديدها؟ ما هو حجمها في المناسبة؟ وكيف سيتم خفضها؟

هذا البند أقل ما يُقال فيه انه للمزايدة لأنه غامض، ولا بد من تفنيده وتفصيله في جلستي الثلاثاء والأربعاء في مجلس النواب، وإلا نكون في مرحلة غامضة.

***

ويرد في الصفحة 6 من البيان: "تلتزم الحكومة بالشراكة مع ​القطاع الخاص​ تأمين التغذية الكهربائية 24 ساعة على 24 في أسرع وقت ممكن".

سؤال: ما هو تحديد "أسرع وقت ممكن"؟ إن أصغر معمل توليد كهرباء يحتاج بناؤه إلى سنتين، هذا يعني ان الحكومة "ستُنفِّذ كلامها" إما باستجرار ​الطاقة الكهربائية​ من الخارج، وإما بتمديد جديد لبواخر التوليد، وفي الحالتين هناك هدر إضافي.

***

ويرد في الصفحة 6 من البيان الوزاري وتحت عنوان "​النفايات​ الصلبة" ما يلي:

"استكمال تنفيذ خطة إدارة ​النفايات الصلبة​ التي أقرتها الحكومات السابقة، وإصدار المراسيم التطبيقية لقانون الإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة".

ماذا يُفهَم من هذا البند؟

ما هي الخطة التي يُفترض استكمالها؟ هل هي تجميع النفايات كما يجري اليوم في ​برج حمود​ و​الكوستابرافا​ والتي تصل الروائح المنبعثة منها إلى مدى عشرات الكيلومترات؟ هل يتركون الناس يصلون إلى حدود اليأس

ليقولوا لهم: لا حل إلا ب​المحارق​؟ وهل يعرفون مدى خطورتها على صحة المواطنين؟

***

إنه غيض من فيض العيوب والعورات في البيان الوزاري والذي سنواكبه حتى بعد عبوره مجلس النواب.