لفت رئيس أساقفة أبرشيّة ​البرازيل​ المارونيّة المطران إدغار ماضي خلال منح ​جامعة الروح القدس​ – ​الكسليك​ دكتوراه فخرية للكاردينال أوديلو بيدرو شيرير، رئيس أساقفة ساو باولو في البرازيل الى أن "هجرة ال​لبنان​يين الأولى إلى البرازيل التي بدأت في العام 1860 وصولًا للعام 1914، حتى بات عدد اللبنانيين اليوم يلامس التسعة ملايين"، متحدثا أيضا عن "وصول أوائل المبشرين اللبنانيين إلى البرازيل في العام 1904، من ثم وصول ​الرهبانية اللبنانية المارونية​ في العام 1950، وبعدها جماعة أخوات القربان المقدس التبشيرية في 2015... لافتًا إلى "أن أبرشيتنا أصبحت مستقلة في العام 1972 وهي تضم اليوم 13 رعية و18 كاهنًا ".

وتوجه الى اللاهوتيين بالقول:"إذا دعاكم الرب يسوع، فلا تدعوا أبواب قلوبكم مقفلة، ولا تخافوا من أن تكونوا من أتباعه".

بعدها كانت كلمة لرئيس ​جامعة الكسليك​ الاب ​جورج حبيقة​ رحب فيها باسم رئيس ​الرهبانية المارونية​ ​نعمة الله الهاشم​ بالبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، واشار فيها الى أننا "نكنّ لكم كل التقدير والاحترام لالتزامكم الكامل بخدمة البشرى السارة وتكرسكم العنيد لقضية مسيحيي الشرق الذين يتوجعون في كيانهم وذاكرتهم. إننا نتعلم من حكمتكم وصبركم كيف أنّ الرجاء المسيحي يتضاعف قوة وزخمًا في المحن والنكسات، كي نكمل مسيرتنا، بكل شجاعة وعزم، قائدين سفينة لبنان في بحرٍ هذا الشرق الهائج حيث تلطم أمواج الإيديولوجيات القاتلة، من دون رحمة، ما تبقّى من القيم وحقوق الإنسان".

ثم قدّم الأب حبيقة لمحة عن حياة الكاردينال شيرير (Scherer)، "فقد شاءت الصدف أن يولد الكاردينال شيرير في اليوم الذي أصبح فيما بعد يوم السلام ​العالم​ي القائم على تضامن البشرية الفكري والأخلاقي، أي 21 أيلول، وأن يكون تاريخ منحه دكتوراه فخرية من جامعة الروح القدس الكسليك هو التاريخ ذاته من العام 2012 عندما ناهض تشريع المحكمة البرازيلية العليا إجهاض الجنين المشوّه، وتصدى بدون مواربة لزواج المثليين وتشدّد في القضايا التي تُعنى بأخلاقيات علم الأحياء".

كما تطرّق الأب حبيقة إلى "التحصيل العلمي المدرسي والجامعي للكاردينال شيرير ومسيرته الكنسية والأكاديمية منذ أن كان كاهناً إلى حين أن أصبح كاردينالاً، فقد انكبّ على العمل الرعوي وكرّس رسالته لهدي شعب الله إلى طريق الخلاص، مستحضرا تراثات الكنيسة الكاثوليكية الغنيّة والمتشعّبة ومخزونها التربوي لإعداد أفضل للمؤمنين".

ثم كانت كلمة لرئيس أساقف ساو باولو في البرازيل الكاردينال أوديلو بيدرو شيرير الذي "شكر الجامعة على منحه الدكتوراه الفخرية، مشيراً إلى العلاقة الوطيدة والقديمة مع اللبنانيين المغتربين في البرازيل، وتحديداً في ساو باولو، على اختلاف انتماءاتهم الدينية"، معتبرا أن "هذه الجالية التي هي الأكبر خارج لبنان تتميز بديناميكيتها ومشاركتها الفاعلة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية في البرازيل. من هنا، يعكس هذا الاحتفال العلاقة الأخوية بين ساو باولو وبيروت، من جهة، وبين الكنيسة في لبنان والكنيسة في ساو باولو من جهة أخرىK كما يشكل فرصة لتبادل الغنى الإنساني والديني المشترك".

ثم تطرّق الكاردينال شيرير إلى "سينودس حوض ​الأمازون​ الذي سيعقد في روما خلال شهر تشرين الأول من العام الحالي، وهو لا يخص الكنيسة في البرازيل و​أميركا اللاتينية​ فحسب بل الكنيسة في لبنان وفي العالم أجمع أيضاً"، لافتا الى أنّ "الكنيسة في حوض الأمازون تواجه مجموعة من التحديات إضافة إلى التحديات البيئية والأنثروبولوجية، حيث إنّ الكنيسة الكاثوليكية تحتاج إلى مساعدة دينية كبيرة للسكان المتناثرين في المساحات الشاسعة في حوض الأمازون مع ما يتضمّن ذلك من مشاكل في التواصل"، مشددا على أن "الكنيسة تعاني الكنيسة من نقص في عدد كهنتها والمرسلين لديها. ويضاف على ذلك مشكلة ​الفقر​ في المصادر في الرعايا هناك، فهي ليست قادرة وحدها على القيام بنشاط تبشيري ولا إعداد إكليروس ومدنيين للمشاركة في مختلف أنشطة الكنيسة".

بدوره البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي اشار في كلمته الى أننا "نفرح ونفتخر بانضمامكم الى العائلة الأكاديمية لهذه الجامعة الكاثوليكية العريقة ونهنئ أيضًا زملاءكم وما نيلكم لهذه الدكتوراه، سوى علامة لانتمائكم ليس إلى عائلة هذه الجامعة العظيمة وحسب، وإنما انتمائكم أيضًا إلى الكنيسة المارونية وإلى المجتمع اللبناني. فالجامعة موجودة في لبنان وهي كاثوليكية، ما يعني أنها من كنيسة لبنان، لذلك أنتم عضو كريم في كنيسة لبنان وبحسب توجيهات قداسة البابا فرنسيس الذي ردّد منذ اليوم الأول لانتخابه أنه على الكنيسة أن تبقى منفتحة دائمًا وهكذا هو رئيس جامعة الروح القدس منفتح دائما يحمل شباكه ويلقيها شرقًا وغربًا، فوجد سمكة كبيرة من ساو باولو".