لفت رئيس حزب القوات اللبنانية ​سمير جعجع​ الى انه عندما التقى برئيس الحكومة ​سعد الحريري​ في باريس قال لي إن مسألة تشكيل الحكومة يتم حلحلتها ومن الممكن أن نحتاج إلى تبديل إحدى حقائب "القوات" وهي الثقافة بالتنمية الإدارية فقلت له أنا مستعد للقتال داخل الهيئة التنفيذيّة في "القوات" من أجل الموافقة تحت شرط واحد أن تكون العقبة الأخيرة أمام التأليف، ولم يكن مطروحاً بأي شكل من الأشكال تأليف الحكومة من دون القوات، ويجب على السيادي أن يكون لديه الحد الأدنى من الكرم ولكن عندما تكون بيتك صافية يساعدك الله، وبعد استعراضنا لوزارة الثقافة ووزارة التنميّة تبين معنا ان الاخيرة أهم من الأولى لسببين أن فيها الحكومة الإلكترونيّة كما ان معظم مساعدات المنظمات الدوليّة تمرّ عبر هذه الوزارة.

اضاف جعجع في حديث تلفزيوني، "عرضوا علينا الإعلام والتنمية الإداريّة إلا أننا رفضنا الإعلام تبعاً لتجربتنا فيها واليوم يمكن أن أتكلم عن المسألة فجوهر هذه الوزارة هو "​تلفزيون لبنان​"، فبدلاً أن يتصرّف الوزير السابق ​ملحم الرياشي​ كباقي وزراء عبر الإتيان بأحد المقربين منا ذهب باتجاه اجراء مباراة أشرف عليها مجلس الخدمة المدنيّة ووزارة التنمية الإداريّة وشكّل بعدها لجنة قامت باجراء المقابلات مع الناجحين، وتم اختيار ثلاثة مرشحين إلا ان من أوقف التعيين في مجلس النواب هو الوزير ​جبران باسيل​ فيما الثلاثة الناجحين لا ينتمون الى حزب القوّات اللبنانيّة. اضاف "الإعلام وزارة كبيرة إلا أننا إذا أخذناها لكنا وقعنا بنفس المشكلة. نحن واجهنا قدر الإمكان وتم ممارسة الكثير من الضغط على الوزير الرياشي إلا أنه لم يرض بذلك وأصرّ على أن يتم الإختيار من ضمن المرشحين الثلاثة الذين رفعت أسماءهم إلى مجلس الوزراء".

وتابع "الكلام عن مشكلة بيني وبين الوزير الرياشي كالكلام عن أنني مريض لا صحّة له، إلا ان جل ما حصل هو انني رأيت أن تأليف الحكومة ليس قريب وكنا بحاجة لعطلة ولدينا بعض الأعمال أنا وزوجتي النائب ​ستريدا جعجع​ لذا سافرنا إلى الخارج، في الحكومة السابقة كان للأحزاب الأخرى عدد كبير من الوزراء إلا أن الحزب الذي خرج "بريحة طيبّة" لدى الناس هو حزب "القوّات" وفقط بثلاثة وزراء ووزير صديق من دون أي حقيبة سياديّة". اضاف عين الوزير جبران باسيل ليست فقط بوزير لدى القوّات، وإنما بكل الوزراء والنواب وما تحتهم وفوقهم وصولاً إلى آخر أجير في الدولة، ولكن لا تظنن أنني أتكلم عن طمع وإنما طموح لست معه صراحةً. ولفت الى ان التمسّك بالحقائب وهذه الطريقة بالتصرّف هي واحدة من الأسباب التي أوصلت البلاد إلى ما هي عليه وبالتالي أوصلت جورج إلى إحراق نفسه. عندما طرح التداور في الحقائب لم يرفض رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ ذلك إلا ان هناك فرقاء آخرون رفضوا ذلك.

اضاف "انا كنت أفضّل ألا تؤول وزارة الصحة لـ"حزب الله" والسبب هو أننا نريد مشكلة بالناقص إلا أن اختيار الوزير جميل جبق كان قد سهّل الموضوع وفي النهاية علمت أنه يملك جنسيّة أميركيّة". واشار الى انه صراحة قد وفقنا في أن نعبّر عن نفسنا بشكل مقبول من خلال مشاركتنا في الحكومات المتعاقبة، والشخص يقوم بالعديد من الخطوات السياسيّة الصائبة إلا أنه من القليل أن يقوم بخطوة يحقق من خلالها ذاته يعطي من خلالها فكرة للأجيال اللاحقة عن ماهيّة نضاله لذا وجود ​مي شدياق​ أساسي وحيوي جداً.

اضاف "انا لا اتخوّف على اتفاق الطائف في المجال الذي طرحه الوزير السابق وليد جنبلاط، وإذا ما كان هناك تخوّف على هذا الإتفاق فهو من حرمان الدولة من القرار الإستراتيجي، وجل ما في الأمر هو أن جنبلاط شعر بمحاولة لتطويقه، البعض في الحزب التقدمي الإشتراكي شعر بأن هناك محاولة لتطويقهم والحريري لم يحرّك ساكناً في هذا الأمر إلا أنه عادت لتتوضح الأمور". واكد ان مصالحة الجبل مقدّسة بالنسبة لنا وهو جوهرة لبنان ولا يمكن اللعب في هذه المسألة وإن كان نظام الرئيس السوري بشار الأسد يحاول تطويق جنبلاط فنحن سنقوم بكل ما يمكن القيام به من اجل الحؤول دون ذلك، وسنقف إلى جانبهم في ال​سياسة​ في مجلس النواب ومجلس الوزراء ونحن لن نسمح بتطويق جنبلاط فهو كان رأس حربة في "14 آذار" ولن نسمح لأحد بتطويقه.

واشار الى انه لا ينزعج من علاقة الحريري – باسيل إذا كانت لا تزعج البلاد، وإذا كانت القضيّة من وراء الثلث الضامن هي لرئيس الجمهوريّة فهو لديه هذا الثلث 9 وزراء في التيار الوطني الحر و4 في حزب "القوّات اللبنانيّة"، فنحن في جميع المواقف السياديّة وما يرتبط بالتوازنات في البلاد فنحن دائماً إلى جانب رئيس الجمهوريّة. واكد انه "على مستوى رئاسة الجمهوريّة الرئيس عون لديه 13 وزيراً وإنما على مستوى الحرتقات وخذ موظف وأعطيني موظفاً آخر فلا".

واشار الى ان التقارب مع "حزب الله" في مسألة العمل الحكومة هو ما حصل في الحكومة السابقة كمسألة بواخر الكهرباء مثلاً، وهذا ما يمكن أن يحصل في هذه الحكومة نلتقي حيث نلتقي ونختلف حيث نختلف. واوةضح انه يمكن أن نلتقي تكتياً في مسألة محاربة الفساد مع "حزب الله" ولكن ليس على الصعيد الإستراتيجي فيها لأن لا صوت يعلو فوق صوت المعركة عنده فهو إن رأى من فساد لدى أحد الحلفاء الذين يرتكز عليهم في المنطقة فهل يمكن أن يذهب حتى النهاية؟ واكد انه "في التصويت داخل مجلس الوزراء لا نراعي أحداً وأبرز دليل هو تصويتنا في ملف الكهرباء، وبالنسبة لنا المعركة الوحيدة التي نخوضها هي الفساد أما بالنسبة لحزب الله فهذه المعركة صغيرة أمام المعركة الكبرى لذلك يمكن أن يساوم في مسألة مكافحة الفساد". واوضح ان الجميع في الحكومة يريدون محاربة الفساد عندها نسأل من هو الفاسد؟ هذا أمر لغريب على كل فرد لديه وإن علاقة قليلة في ملف بواخر الكهرباء عليه أن يسكت وعدم التطرّق إلى الفساد ومعروف من أتى بهذه البواخر.

ولفت الى انه في أيام اغتيال رمزي عيراني انا كنت تحت سابع أرض وزوجتي في الإقامة الجبريّة فكيف يتم سؤالنا عن القضية، وهناك بعض الأمور التي لا يمكن تحملها ومن يتحمّل المسؤوليّة الأولى والأخيرة هي الأجهزة الأمنيّة التي كانت مسؤولة وأقله تعرف من ولا تزال صامتة. ودعا النيابة العامة التمييزيّة اتخاذ الكلام الصادر عن قضية اغتيال رمزي عيراني بمثابة إخبار والتحقيق في القضيّة.

واشار الى اننا "نسمع عن عودة سوريا إلى الجامعة العربيّة فيما السؤال أي دولة؟ في العام 2011 انفرط عقد الدولة في سوريا ونحن في انتظار تشكيل دولة جديدة. ليس هناك من بحث في مسألة تخص سوريا ويكون النظام فيه فيما يجتمع الدول الكبرى، والمبعوث الأممي يُشكل لجنة لتشكيل الدستور في سوريا منقسمة ثلث للموالات وثلث للمعارضة وثلث للمنظامات الدوليّة، فأي كلام عن جمهوريّة ورئيس جمهوريّة في سوريا؟ ولو كان هناك من دولة في سوريا أين هي من المباحثات واللجنة الدستوريّة التي تشكلها لجنة أمميّة؟" واعتبر ان هناك عمليّة غش للشعب اللبنانيّ كبيرة في مسألة النازحين فالبعض الذي يريد تعويم الرئيس الأسد يقول إن حل هذه المشكلة بالكلام معه فيما السؤال هل هؤلاء أتوا إلى هنا بطلب منه كي يعيدهم؟ واكد ان الوضع السوري اليوم غير خافٍ عن المكونات الحكوميّة إلا أن هناك من يريد تعويم بشار الأسد والآخرون يهمهم سوريا كسوريا، لذا نستمر بالتنسيق الذي يقوم به اللواء عباس ابراهيم وهذا كافٍ.

واكد ان حل مسألة النازحين هو إما عبر الكلام مع تركيا أو الولايات المتحدة الاميركية لتأمين عودتهم إلى مناطق آمنة، فالنازحون يريدون العودة إلا أنهم يخافون من نظام الأسد. اضاف "إذا أردنا الحل الأتراك يقومون بإنشاء منطقة عازلة ويمكن أن نتكلم مع أنقرة في هذه المسألة كما يجب علينا العمل بالدفع نحو الحل السياسي انطلاقاً من مؤتمر جنيف 2".

وردا على طرح امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بتقديم ايران انظمة الدفاع الجوي للجيش اللبناني قال جعجع: "لماذا لا يتم استعمال هذه الأنظمة في سوريا لرد الإعتداءات الإسرائيليّة التي بلغت في الأشهر السبعة الأخيرة العشرين غارة وتم ضرب مراكز لإيران وحزب الله؟"

وشدد على ان "باب لبنان مفتوح أمام الأدوية الإيرانية وعليها أن تمر في الأطر القانونية اللازمة للموافقة عليها، والمعامل اللبنانية لصناعة الأدوية من الاحدث تقنياً في العالم، ولكن المشكلة عدم توفر الأسواق، لذا إذا أراد السيد حسن إفادة لبنان ليعمل على فتح السوق الإيراني أمام الأدوية اللبنانية المتطورة جدا". واكد انه بالنسبة لتفاهم معراب يجب ان يعرف الجميع ان أكثر شخص يعرف "التيار الوطني الحر" هو أنا لذا كنت أتوقع الحد الأدنى والحد الأقصى، وكنت أعتقد أننا مع العماد ميشال عون ممكن أن نصل إلى الحد الأقصى باعتبار انني ظننت أنه في سنّه كان يريد أن يترك إسماً للتاريخ، إلا أن هذا الأمر لم يحصل واكتفينا بالحد الأدنى وهو إعادة قصر بعبدا والتوازن على المستوى الإنتخابي والحكومي.

اضاف "إذا ما أردنا أن ننشئ معارضة جديّة في لبنان هناك خطر الوصول إلى حرب أهليّة فالخلاف ليس على الضرائب وإنما على مسائل سياديّة أساسيّة وهناك حزب مسلّح لن يرضى بالمعارضة والكل رأى ما حصل ما بين العامين 2005 والـ2009 وكم عمليّة إغتيال وقعت".

ولفت الى ان "تفاهم معراب" من الممكن أن يعود في أي وقت من الأوقات إلى حده الأقصى لذا يجب أن نبقيه حياً لأنه من الممكن أن يعود إلى مستوى أعلى في أي وقت من الأوقات، ونحن نتشارك مع تيار المستقبل في نظرة معيّنة للبنان، وبالنسبة لنا هم يمثلون الشريك المسلم الذي يمكن أن نضع اليد بيده إلا أن هناك القليل من التباينات التي ستبقى على جحمها، اما المصالحة مع تيار المردة ثقف عند حد المصالحة فنحن لدينا موقع سياسي وهم لديهم موقف واضح إلا أن هذا الأمر لا يلغي من أن تحصل المصالحة".

واعتبر انه "بالنسبة لي زيارة البابا إلى الإمارات هي أهم حدث رأيته في حياتي، فهو رسم خطاً بين ماضي وحاضر وختلف لذا أقدّر القيادة في الإمارات، وما من أحد كان ليتخيّل أن يأتي البابا فرنسيس إلى الإمارات ويقيم قداساً حضره قرابة الـ150 ألف مشارك واستقبله شيخ الأزهر لذا إلى جانب المشاكل التي عنا كان هناك أمر عظيم يحصل في الإمارات". واشار الى ان ما حصل ليس بالأمر السهل وهو بداية من أجل السلام وعلينا جميعاً العمل على تطبيق هذه الوثيقة فهذه المفاهيم التي من الممكن أن تنقذ البشريّة جمعاء وعلينا أيضاً إرسال هذه الوثيقة إلى أوروبا حيث يتم التعامل اليوم على أساس المصلحة وليس القيم الإنسانيّة التي هي الأساس.

وتابع قائلا"تفاجأنا اليوم بخبر وفاة النائب والوزير السابق ​روبير غانم​، فهو وإن كان من مدرسة تختلف عن مدرستنا إلّا أنّه إنسان قمّة بالإنسانيّة والإستقامة وليرحمه الله ويعطينا نعمته، ولا شك في أن أستاذ روبير غانم من المشرعين الذين انكبوا على عملهم وكانوا ينحتون نحتاً كل بحسب قناعاته". وتابع قائلا " أنا أقدّم كل التعازي لعائلة جورج زريق وهذا حادث مأساة بكل ما للمعنى من كلمة، وعلينا اعتبار جورج زريق شهيد الواقع الإقتصادي والإجتماعي الذي وصلنا اليه، ويجب ألا تغيب صورته عن ذهننا وهو استشهد ليقول لنا أين نحن اليوم لذلك علينا مسؤوليّة كبيرة ولهذا السبب لن نهادن أبداً في الحكومة". واعتبر ان الوضع الإقتصادي الإجتماعي بأسوأ حالاته وهذا ما دفع جورج زريق لحرق نفسه، وعلينا أخذ عبرة من هذا الأمر وخصوصاً المجموعة الوزاريّة الحاليّة. وعلى الحكومة ورئيس الجمهوريّة ومجلس النواب اتخاذ العبرة لأنهم هم المسؤولون عن إحراق جورج نفسه.