عشية البدء بمناقشة نيل الحكومة ثقة مجلس النواب ، بدأ تهافت المسؤولين الإقليميين والعرب الى بيروت من دول صديقة ليس فقط لتقديم التهنئة بل ايضا لمناقشة ما يمكن تقديمه من دعم لما يحتاجه لبنان من اجل ا عادة نهوضه الاقتصادي الذي يمر في حالة انهيار في الوقت الحاضر باعتراف المسؤولين والخبراء . اول الواصلين امس الى بيروت كان وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف الذي ابدى استعداد بلاده لتقديم كل ما يحتاج اليه لبنان سواء في مجال الكهرباء او السلاح او معالجة أزمة السير وسوى ذلك . ويزور بيروت اليوم الاثنين الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط ليس فقط للتهنئة بالحكومة الجديدة بل لمتابعة تنفيد مقررات القمة العربية الاقتصادية بل التحادث حول القمة العربية - الاوروبية التي ستعقد في شرم الشيخ أواخر الشهر الحالي . وغدا الثلاثاء يزور بيروت الموفد السعودي نزار العلولا ليس فقط للتهنئة بولادة الحكومة بل ايضا لبحث تعاطي بلادهم مع حكومة الرئيس سعد الحريري وعن اتفاقات ستوقع في اكثر من مجال كان السفير السعودي لدى لبنان وليد البخاري قد توقع ذلك بعد ولادة تشكيل الحكومة .

اما على المستوى الدولي ،فقد رحّب مجلس الامن بتأليف الحكومة ايضا وهذا ليس بأمر جديد لا سيما عندما يستغرق ذلك اشهرا وصعوبات ودرج على انتهاج هذا الترحيب منذ سنوات طويلة.

الا ان النواب والوزراء انقسموا حول مضمونه ومدى تأثيره ، الى مؤيد له والى متحفظ لبعض ما ورد فيه. بالنسبة للفريق المؤيد له فقد رأى تأييدا دوليا لتوزير اربعةً نساء وإسناد حقيبة الداخلية الى امرأة والى ان تشكيل حكومة وحدة وطنية يحافظ ويحصّن هذه الوحدة ويرى المجلس ان هذه الحكومة يمكنها ان تعالج " الاوضاع الضاغطة الامنية منها والاقتصادية والاجتماعية كما التحديات الانسانية ." وأيد المجلس الاستقرار الامني الذي ينعم به لبنان . وأكدوا على سيادته واستقلاله وتحرير قراره السياسي وفقا للقرارات الصادرة عن مجلس الامن 1701 و1680 و1559 و2433 كما قرارات مجلس الامن ذات الصِّلة وبيانات الامين العام للمجلس المتعلقة بلبنان .

اما الفريق المتحفظ على بعض ما ورد في البيان فيسجل المآخذ على قضايا لا تزال هي هي وفشلت الحكومات اللبنانية في تنفيذها كسياسة النأي بالنفس تجاه المحاور المتصارعة في المنطقة وعلى سبيل المثال لا الحصر ففي الحكومة الحريرية السابقة فوزراء الثامن من آذار لم يلتزموا بقرار الحريري الامتناع عن زيارةدمشق بل على العكس لبوا دعوات واجروا محادثات ومنهم من شارك في مؤتمر دمشق الدولي والوزراء مثلوا الحزب وحركة امل وتيار المردة .

والتمني الاخر الذي يدعو المجلس الحكومة الى تنفيذه نزع سلاح الجماعات المسلحة اي سلاح حزب الله المشارك في الحكومة وله تمثيل واسع في مجلس النواب يرفض الحزب مثل هذا الطلب طالما ان هناك أراض لبنانية في. الجنوب لا تزال محتلة من الاسرائيلي . ويبدي استعداده الى مناقشة الاستراتيجية الدفاعية ولكن من التوصل الى اي جدوى ايجابية في كل مرة ويصرف النظر عن ذلك .

كما ان مجلس الامن يعلم ان حزب الله رفض تنفيذ 'اعلان بعبدا" ومع ذلك يدعو المجلس الى الالتزام به .

ورأى الفريق المعترض ان المجلس يلتقي مع ما دعا اليه المجلس الحكومة بانها تلتزم مقررات مؤتمر "سيدر" وفي كل ما يتعلق بمحاربة الفساد وتفعيل المحاسبة التي تشمل الاموال العامة والى دعم مؤتمر" روما 2 "الرامي الى مده بالسلاح وبالذخيرة والى توفير وتدريبات الجيش اللبناني .

ولفت الى ان الاعتراض لاي فريق على بيان المجلس غير ملزم وهو يحظى بموافقة جميع اعضاء مجلس الامن .