جزم عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب ​محمد نصرالله​، أنّ "العدو ال​إسرائيل​ي يبقى عدوًّا في جميع المقاسات والأعراف، انطلاقًا من المقولة الشهيرة والمبدأ العام والثابت للإمام المغيب موسى الصدر: "إسرائيل شرّ مطلق والتعامل معها حرام"، مبيّنًا أنّ "التكتيكات غير جائزة مع العدو الإسرائيلي، خصوصًا أنّ ​لبنان​ يشكّل التحدي الأكبر لوجودها في الوقت الحاضر".

ولفت في تصريح، إلى أنّ "بعد الولادة الحكومية الّتي استغرقت تسعة أشهر، تمّ ​تشكيل الحكومة​ الّتي أنجزت ​البيان الوزاري​ الّذي نحن بصدد مناقشته يومي الثلثاء والاربعاء"، معربًا عن أمله أن "لا تستغرق المناقشة أكثر، وتتفرّغ الحكومة للعمل الفعلي، على الرغم من الإيجابيات الكثيرة والواعدة التي تضمنها البيان الوزاري، لكن بلسان المواطن أتحدث".

ونوّه نصرالله إلى أنّ "في كلّ بيان وزاري كانت الوعود كثيرة، لكن تحقيقها قليل بالنسبة إلى حجمها، ونأمل أن تكون نسبة تحقيق الوعود في البيان الوزاري الحالي مرتفعة قياسًا على حجم الوعود الّتي تضمّنها، خصوصًا أنّ الأوضاع الإجتماعية والإقتصادية الّتي ترزح تحتها البلاد والعباد لا يمكن وصفها إلّا من خلال حادثة إحراق الشاب جورج زريق لنفسه".

وركّز على أنّ "صحيحًا أنّ السبب يعود إلى مشكلة القسط المدرسي، فالحادثة تشكّل رسالة للسلطة أوّلًا، لأنّ حالات اليأس الناجمة عن تردّي الوضع الإقتصادي المعيشي والاجتماعي ليست الأولى في لبنان، فسبق أن أوقف أحدهم على خلفية اتهامه بسرقة "ربطة الخبز". وهذا يذكرنا بسؤال هارون الرشيد للبهلول: ما حكم من سرق الخبز؟ أجابه البهلول: قطع يد الحاكم، لأنّ الحاكم بظلمه للناس أوصلهم إلى ​الانتحار​".

وشدّد على أنّ "ما حرق المواطن جورج زريق لنفسه، إلّا إحتراقًا وحرقًا للنظام السياسي الفاسد الّذي نعيش في ظلّه في لبنان، ورأس الفساد فيه هو الطائفية الّتي كبّلت عقولنا، جمّدت طاقاتنا وألغت قدرتنا على الحراك لتطوير النظام العام بطريقة نمنع اللصوص من السيطرة على واقع البلد". ورأى أنّ "الحكومة هي أمام هذا التحدي الكبير، وهو خلاصة لجملة تحديات تربوية واجتماعية صحية، وأزمات السير والمياه و​البيئة​ و​الكهرباء​، وكلّ ما يمّت إلى حياة المواطن الإجتماعية اليومية".

وسأل نصرالله: "هل ستكون الحكومة أمام هذا التحدي وتحمّل المسؤولية؟ فمن الظلم بمكان أن نقول مسبقًا "لا"، ومن غير المطلوب التفاؤل المطلق والمستعجل، لكن فلننتظر العمل بأمل كبير". وتوّجه إلى الوزراء قائلًا: "إذا لم يكن بإمكان الحكومة وضع خطة استراتيجية لعملها، كحكومة مجتمعة، فهذا لا يمنع أن يكون لدينا وزراء ناجحون، فيتصدّوا لوضع خطط استراتيجية واعدة لوزاراتهم، فهذا هو المنطق والآداء الّذي ينقل لبنان من عصر الارتجال في آداء وممارسة السلطة إلى عصر التخطيط العلمي، الّذي كان الوسيلة الوحيدة لنقل كلّ الأنظمة وقيامتها في هذه الدنيا".

كما وجد أنّ "الحلّ الوحيد هو السير بمنحى التخطيط الإستراتيجي لآداء وزراتنا"، معربًا عن اعتقاده أنّ "الحكومة ستحظى بالثقة من دون الخوض في تفاصيل الأرقام".