عندما أدى انهيار الاقتصاد ال​لبنان​ي السريع في التسعينيات إلى مشاكل اجتماعية ومظاهرات في مختلف المناطق اللبنانية بسبب ​البطالة​، أدى ذلك إلى شلل مظاهر ​الحياة​ في لبنان، صار هناك حاجة ماسة لرجل قوّي يقود البلد على مختلف الصعد وخصوصا الشق الاقتصادي، فاستلم الشهيد ​رفيق الحريري​ رئيس حكومة البلاد وقتذاك وانطلق بثقة وحماس غالبية اللبنانيين، خلال أيام من استلامه ​الحكومة​ شهدنا ارتفاع قيمة العملة اللبنانية بنسبة 15%، وركز في خطته على اعادة الإعمار وخصوصا خطة هورايزون 2000 التي تعمل على إعادة بناء ​بيروت​ عاصمة وواجهة لبنان.

خلال فترة رئاسته الأولى للحكومة (1992-1998) والثانية (2000-2004) ارتفعت نسبة النمو في لبنان إلى 8% عام 1994 وانخفض التضخم من 131% إلى 29% واستقرت أسعار صرف ​الليرة اللبنانية​.

إيمانه بإعادة الإعمار وخصوصاً ​البنى التحتية​ كانت كفيلة لوجود فرص العمل، لان كما تعلمون ان التحرك للتعلّم والعمل في ميادين المجتمع تحتاج بنية تحتيّة مريحة من شبكات اتصالات ومواصلات وأبنية ومراكز لتوليد الطاقة وغيرها، لانه كان التعليم قبلها يتمّ على الطريقة اللبنانيّة التقليديّة بمصطلح (تحت السنديانة).

هل يعلم ​اللبنانيون​ ان الشهيد الحريري اول من ادخل الانترنت الى ​العالم​ العربي! وهو أول من تمكّن من جلب القمة العربيّة الى لبنان، والفرنكفونيّة، ومؤتمر الأوبك، هل نسمع فيهم في هذه الأيام! وهو الذي أسّس البرامج التي نعتمدها حتى الان مثل “ايدال” و”كفالات” و​القروض​ المدعومة، وهو الذي أرسى الاستقرار النقدي والمالي، ووضع القواعد الاساسية، ونريد ايضًا ان نضيف بانه هو من وقّع مع الاتحاد الاروربي اتفاقية الشراكة الاوروبية.

هذا الشخص استطاع بفترة قليلة جداً رفع لبنان من بلد مدمر اقتصادياً وأمنياً ومؤسساتياً ووضعه بالتوازن مع دول المنطقة. ونؤكد أن ​الوضع الاقتصادي​ لكان اليوم اسوأ بكثير، لولا الثوابت الاقتصاديّة التي أرساها الشهيد الحريري في الفترة السابقة.

الشهيد الحريري بشخصه كان يمثل التعايش اللبناني بكل ألوانه، ولن ننس تعليمه للطلاب من كافة المذاهب والمناطق، ونحن عندنا ملء الثقة بان رئيس الحكومة الحالي الشيخ سعد الدين الحريري سيتبع خطى والده الشهيد وبالطبع سيكون على قدر المسؤولية .

للأسف الاغتيال طال طموح ​الشباب اللبناني​، وجعلنا نخسر رجل دولة واقتصاد وتحديات .