رأى رئيس الجمهورية الأسبق ​ميشال سليمان​، أنّ "الحكومة ال​لبنان​ية الحالية تتّخذ طابع أغلب الحكومات اللبنانية، فهي عبارة عن أكثرية نيابية وتمثيل لأقلية نيابية أيضًا، ينقصها الجانب الثالث المستقل، حيث أنّ 55 بالمئة من ​الشعب اللبناني​ الّذي يحقّ له التصويت، لم يشاركوا في الإنتخابات اللبنانية الأخيرة"، لافتًا إلى أنّ "التمثيل الحكومي اقتصر على الكتلة النيابية الممثّلة للتيارات السياسية الكبرى في لبنان، دون تواجد جانب مستقل سياسيًّا، أو آخر يمثّل ​المجتمع المدني​".

وبيّن في حديث صحافي، أنّ "هذا يعني أنّ أكثر من نصف الشعب اللبناني لا يتواجد داخل المجلس النيابي أو حتّى الحكومة، وكان يجب تمثيل هذه الشريحة الأكبر من لبنان على الأقل بخمس وزارات. ولذلك أطلقت عليها حكومة التناقضات بين الأغلبية النيابية والأقلية النيابية، دون تمثيل أكثر من نصف الشعب اللبناني".

وركّز سليمان على أنّ "التحدّي الأبرز الّذي يواجه هذه الحكومة تَكلّم عنه ​مجلس الأمن​ في بيان منذ بضعة أيام، وهو تحييد لبنان عن ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط. أمّا التحدي الثاني فيتمثّل في السلاح غير الشرعي، وثالثًا تطبيق ما تمّ الاتفاق عليه في المجموعة الدولية لدعم لبنان، وأخيرًا إصلاح الفساد ومواجهته".

وشدّد على أنّه "لا يمكن للحكومة اللبنانية الجديدة المضي قدمًا للمستقبل دون التغلّب على التحديات الأربع المذكورة، وأيضًا لا يمكن للاقتصاد أن يأخذ مسارًا جادًّا في ظلّ ارتباطه بسياسات محور الممانعة مع ​إيران​ و​سوريا​، رغم ارتكاز ​الاقتصاد اللبناني​ على ​دول الخليج​ و​الولايات المتحدة الأميركية​ و​الاتحاد الأوروبي​".

من جهة ثانية، أوضح سليمان أنّه "عندما حرّرت المقاومة لبنان عام 2000، اعتبرت أنّ الواجب يلزمنا التوقّف عند هذه المقاومة، ولكن ما هدف المقاومة الحقيقي؟ التحرير من أجل التحرير، أم التحرير والبدء في بناء الدولة، والحفاظ على السيادة، هذا لم يحدث بعد عام 2000". ونوّه إلى "أنّني كنت داعمًا للمقاومة، ولازلت أدعمها في حالة كانت تحت سلطة الجيش، وتحت أمر رئيس الدولة في قراري السلم والحرب، لكنّ الآن "​حزب الله​" الّذي يشكل المقاومة اللبنانية موجود داخل سوريا في قتال مذهبي وربما ضدّ طرف إرهابي، ولكن تحت أي مسمّى هذه ليست مهمّة المقاومة اللبنانية".

وتمنّى على "حزب الله"، "الإلتزام بالتحييد الّذي وافق عليه في ​إعلان بعبدا​، وأن لا يذهب لبنان إلى محور الممانعة ولا حتّى للمحور الأخر، نريد فقط تحييد لبنان".