أكد عضو تكتل "​لبنان القوي​" النائب ​آلان عون​ أن "اللبنانيين غير قادرين على كتابة كتاب تاريخ موحد لأنهم كانوا منقسمون خلال الحرب وجل ما فعلناه هو طي هذه الحرب وكل مرة يقوم أحد بفتح هذه الصفحة يعني أنه يفتح صداماً جديداً نحن بغنى غنه لأن هناك ما يكفي من المشاكل"، مشيراً إلى أن "الكلام الذي قاله اليوم رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب ​محمد رعد​ هو قمة المسؤولية والحس الوطني الحريص على العيش المشترك".

وخلال جلسة مناقشة ​البيان الوزاري​ للحكومة، لفت إلى "أنني أوجه كلامي لجماهير كل فريق لأن مسؤوليتنا هي أن نضبط كل كلمة إنفعالية وعندما ننظر إلى الحرب الأهلية الإفتراضية نعرف ماذا أعني"، موضحاً أن "جميعنا لديه مقدسات وشهداء وعلينا جميعاً ان لا نقترب من مقدسات بعضنا البعض وإلا سنكون قد مسسنا بالكرامات والأديان وعزة النفس حيث تتغلب الغرائز على العقلانية"، معتبراً أن "​بشير الجميل​ أحد رموز الشهداء في لبنان وهو رمز لشريحة كبيرة من اللبنانيين ورئيس سابق للجمهورية وأي تعرض له خارج إطار النقد السياسي هو مس بالوحدة الوطنية لأنه لا يوجد شيء إسمه وحدة وطنية في ظل عدم احترام كل المكونات لبعضها وإلا فإن الموضوع يتخطى إلى مجتمع يعتبر نفسه مستهدفاً".

وشدد على أن "الكلام حول وصول ​الرئيس ميشال عون​ ببندقية ​المقاومة​، كان من الممكن أن يترك هذا الكلام بإطاره المجازي، إنما النية الحسنة للزميل الذي قال هذا الكلام قابلتها إنطباعات خاطئة في بعض الرأي العام"، مشيراً إلى أن "​التيار الوطني الحر​ اعترف بفضل ​حزب الله​ بوصول الرئيس عون إلى الرئاسة إلى جانب "​القوات اللبنانية​" وتيار "المستقبل" والحزب "التقدمي الإشتراكي"، إنما الرئيس عون وصل بعملية سياسية لم يكن فيها أي دور لأي سلاح وأي بندقية وهو وصل أولا بفضل ماسه الذين أعطوه شرعية سياسية"، موضحاً أنه "لا يجب لأحد أن يذهب بتفسيراته بعيدا وان يدق الإسفين أو يحرض حول هذا الموضوع".

ورأى أن "هذه هي المرة الأولى التي أشعر بها بمرارة بسبب ما يعاني منه اللبنانيون ويكفي أن نرى تعليقات المواطنين لنكتشف حجم الحقد والكراهية التي تتراكم عند قسم من الشعب اللبناني علينا"، لافتاً إلى أنه "يجب الإعتراف بأن إستعادة الثقة عند ​الحكومة​ السابقة لم ينجح لكن يجب استخلاص الدروس منها"، مؤكداً "أننا رأينا في ​الإنتخابات النيابية​ نسبة الإقتراع المتدنية لدى الشعب اللبناني وسلوك خلال ​تشكيل الحكومة​ لم يشكل صدمة إيجابية بعد تشكيلها".

وأوضح أن "نصيحتي للوزراء الجدد والمتجددين منعاً لخيبات الأمل، بعض التوقع والتوقعات يفيد أكثر من عدم الواقعية فأسباب الفشل في المرحلة السابقة سبب من أسباب الفشل في المرحلة الحالية"، مشيراً إلى أنه "يجب على البعض أن يوقف تفسير ​اتفاق الطائف​، فالذي يدير شركة عليه أن يعرف طريقة عملها فكيف بالذي يريد أن يدير دولة، فمن قبل بالطائف ارتضى أن يذهب إلى هذا النظام الطائفي التوافقي الذي من الصعب التعامل معه".

وشدد على أنه "تم تركيب نظام لا يوجد لرئيس فيه إمرة على مؤسسته وهو نظام ينص بالشكل على الصلاحيات إنما يمارس وفق الميثاقية ما يعطي "فيتو" لكل مكون"، مشيراً إلى أن "كل هذا يضعنا أمام مفترق لإنجاز إستحقاقاتنا ويجب أن يكون لدينا قراءة واقعية لنظامنا، فالمواقع والرئاسات تبقى جزء من تقاسم الحصص بين الطوائف أما الدستور فهو عملية توزيع متساوية بين هذه المواقع، وهذا هو الطائف الذي أطاح بالجمهورية الأولى التي كان يحمها رأس لديه كل الصلاحيات ومن ارتضى بالطائف عليه أن يرضى بهذا النظام الذي صنعته يديه".

وأوضح عون أنه "لتشكيل تسريع حكومة بالمستقبل يجب أن يتم تحديد حجم الكتل النيابية وفق معيار موحد والآخر هو معيار تحفيزي وهي فكرة اقتراح لتعديل الدستور يقوم على حاجة الحكومة للنصف زائد واحد لتنال الثقة خلال شهرين ، وبين شهرين وأربهة أشهر تحتاج لثلثي ​مجلس النواب​ لنيل الثقة وبعد أكثر من ثلاثة أشهر تحتاج إلى ثلاثة أرباع مجلس النواب وهكذا لا نقوم بتأييد رئيس الحكومة بمهلة سياسية لكنه يشكل ضغطاً لتسريع تشكيل الحكومة"، لافتاً إلى أن "الوضع الإقتصادي هو التحدي الأكبر أمامنا ومهما نجحنا بتحقيق إنجازات سيبقى الوضع الإقتصادي هو المعيار للحكم علينا والبيان الوزاري أعطى أهمية للوضع الإقتصادي لكنه بقي بالإطار العام دون تفاصيل مطمئنة ومثلاً الإسكان أخذ جملة واحدة فقط".

وتمنى أن "يكون مشروع الأوتوستراد الدائري ل​بيروت​ من أولى الأولويات لتخفيف المعاناة على المواطنين"، مشيراً إلى أن "الناس أصبحت أسيرة صورة نمطية أن الطبقة السياسية فاسدة ومتواطئة مع بعضها البعض ولمواجهة الفساد هناك جبهة محاسبة الفساد وإدانته السابق وجيهة منع الفساد من جديد"، داعياً لتفعيل دور الرقابة النيابية.