أكّد رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" ​سمير جعجع​ أن "جميع الأفرقاء الذين حضروا اجتماعات ​بكركي​ اتفقوا على أن أنسب حل لمسألة الدرجات الست بعد مراجعتهم الأساتذة والمدارس هو إعطاء هذه الدرجات للأساتذة الثانويين فقط إلا أنه للأسف تنكّر أصحاب الإقتراح لإقتراحهم ورموا المسؤولية علينا في الوقت الذي كان موقفنا واضح منه بإن لا مانع لدينا بالسير به في حال توافق عليه الجميع". وأشار إلى أن "باقي الأفرقاء يريدون التنصل من المسؤوليّة وجل ما يسعون وراءه هو لعب دور البطولة أمام الأساتذة وبكركي والأهل والمدارس في آن معاً ويُسمعون كل طرف من هذه الأطراف ما يطيب له من مواقف".

وخلال لقائه وفداً من مصلحة المعلمين في "القوّات اللبنانيّة" أوضح جعجع أن "بكركي دعت جميع الأحزاب المسيحيّة إلى اجتماعات متتالية من أجل معالجة المشكلة التي تعاني منها المدارس الكاثوليكيّة خصوصاً في مناطق الأطراف محاولة البحث عن طريقة مجدية من أجل التوفيق ما بين مطالب الأساتذة ووضع المدارس وأدرك تماماً أن هناك من لديه حساسيّة إزاء بعض هذه المدارس إلا أنها في نهاية المطاف مؤسسسات مهمة جداً في مجتمعنا وبالتالي علينا المحافظة عليها".

وتوجه جعجع إلى الأساتذة بالقول: "من حقّكم التفكير بالطريقة التي تفكرون فيها إلا أن عليكم أن تعوا أننا من حقنا أيضاً أن نرى المشكلة من جميع جوانبها وليس من منظار واحد إذ علينا أن نراها من منظار الأساتذة والمدارس والأهل لأنه كما أن هناك أساتذة في حزب "القوّات" هناك أيضاً أهل وإدارات مدارس وبالإضافة إلى ذلك يجب دائماً أن يكون لدينا نظرة عامة للمسائل وإحساس بالصالح العام فنحن لا نتخذ المواقف في مسائل مماثلة من دون التشاور مع الجميع وبالطبع أنتم باعتبار أنكم جزء أساسي من هذه المشكلة".

وأضاف: "بعد اجتماع التكتل والهيئة التنفيذيّة كلّفنا النائبين ​شوقي الدكاش​ و​أنطوان حبشي​ متابعة هذه القضيّة وحضور اجتماعات بكركي حيث توصل جميع الأفرقاء بعد العديد من النقاشات إلى حل إعطاء الدرجات الست للأساذة الثانويين فقط وذلك بعد مراجعة الأساتذة والمدارس فما كان من الدكاش وحبشي إلا ان أكدا خلال الإجتماعات أنه إذا كان هذا هو الحل الذي يوافق عليه الجميع فنحن لا مانع لدينا ولكننا سنكون آخر من يوافق عليه باعتبار أن شرطنا الأساس هو توافق الجميع عليه".

وأشار جعجع إلى اننا "بعد ما حصل من تنصل من قبل الأفرقاء الآخرين لما كانوا هم اقترحوه أساساً فنحن لم نعد متحمسين للمشاركة في اجتماعات بكركي وسيبلغ النائب دكاش غبطة البطريرك ​مار بشارة بطرس الراعي​ أنه ليس بهذه الطريقة تحل القضايا فنحن لا يمكننا حضور هذه الإجتماعات إذا كان هناك من يحوّر وجهات النظر ويطرحها بالشكل الذي يتناسب مع مصالحه السياسي من أجل المزايدات لا أكثر في حين أننا جل ما نريده نحن هو التوصل إلى ما فيه مصلحة الجميع".

وشدد جعجع على أن "التاريخ يمهل قليلاً إلا أنه لا يهمل أبداً لذا أقصى طموحاتنا أن نبقى صادقين مع أنفسنا قبل أي شيء آخر وليس السعي وراء كسب النقاط الآنية إذ جل ما يهمني هو أن ممارسة قناعاتي والقيام بما أراه صواباً ويقع في الصالح العام وليس اعتماد نهج المسايرة باعتبار أنه لو حصلنا كل ما أمكننا تحصيله من مطالب في هذه الدنيا وأصبحنا غرباء في وطننا فهذا لن يفيدنا في شيء".

وأوضح جعجع أن "ما نراه اليوم ليس بدولة فقرار السلم والحرب و​الأمن​ والإستراتيجيّة ليس بيدها، الأمر الذي يحوّلها إلى بلديّة كبيرة في مكان ما"، لافتاً إلى أن "هناك من يتهمنا جراء موقفنا هذا بأننا مع العدو الصهيوني إلا أنه في الحقيقة طريقة تصرّف هذا البعض هي ما أوصلت العدو الصهيوني إلى ما هو عليه اليوم فيما أكثر ما أزعج وأرعب هذا العدو ليس تلك الخربشات التي يقومون بها وإنما ما قامت به دولة ​الإمارات​ العربيّة المتحدة منذ أسبوعين باستقبالها ​البابا فرنسيس​ والمظاهرة التي شهدناها، وإذا هناك من أمر يرعب ​إسرائيل​ فعلياً فهو هذا الحدث وبعض التصرفات العربيّة هي التي تضايقها بشكل مباشر وليس تلك الخنفشاريات والمزايدات والشعبويات فالجميع يعرف أن إسرائيل من دون غطاء ​المجتمع الدولي​ ليست بالشيء المهم وإنما هي على قدر ما هي عليه لا أكثر في حين أنهم يدعون مواجهتها وينقضون بشكل يومي على المجتمع الدولي لذا فإن كل ما نسمعه في هذا الإطار لا يعدو كونه للإسهلاك الداخلي لا أكثر".