أكد وزير الثقافة ​محمد داوود​ أنه "من المعروف أن مصطلح "التراث الثقافي" تداولته المؤسسات الدولية، انطلاقا من منتصف القرن الماضي، تدليلا على أهمية ​الآثار​ عامة، ثم تطور المصطلح -نهاية القرن- ليضم التراث غير الملموس، كالمعارف والمهارات التقليدية والأمثال الشعبية والفولكلور وسائر الموروثات الشعبية، من جيل لآخر".

وخلال إطلاق ​اليونسكو​ ورشة تدريبية حول "تطبيق اتفاقية 2003 لصون التراث غير المادي"، لفت إلى "أننا نعرف جميعا أن الاتفاقية التي أقرها المؤتمر العام لليونسكو سنة 2003، للحفاظ على التراث الثقافي غير المادي، تعتبر أول وثيقة دولية ملزمة. على غرار اتفاقية العام 1972 للتراث العالمي الثقافي والطبيعي، والتي وقعها حوالي 160 دولة، دخلت حيز التنفيذ في ​لبنان​ العام 2006. كثيرة وفاعلة أهداف تطبيق هذه الاتفاقية. فهذا التراث العريق المهدد بالزوال والنسيان، يشكل بوتقة للتنوع الثقافي، ويعبر عن إرادة عالمية في تقارب شعوب الأرض والتفاهم، واحترام الخصائص والفرادات البشرية عبر التعاون الدولي. كما تحث هذه الاتفاقية، على ضرورة التوعية في الدول والمؤسسات والمجتمعات الأهلية والأفراد، على الحاجة الماسة لصون هذا الإرث البشري وإحيائه في يوميات حياة المجتمعات".

وأوضح داوود أنه "إذا كان نمط ​الحياة​ الصاخب، المتسارع، والتحديات من أنماط الحياة وتكنولوجيا التواصل الاجتماعي وبعض مساوىء العولمة، تنسينا فرادتنا وتغيب عن ممارساتنا اليومية خصوصيات مجتمعنا اللبناني في ضيعنا ومناطقنا وبيوتنا، وهي غنية متنوعة، هذه التحديات تدفعنا بالضرورة، الى السعي الحثيث لإعادة اكتشاف جذورنا وثقافاتنا الشعبية".

وشدد على أن "​وزارة الثقافة​ تولي اهتماما بالغا بضرورة المحافظة وصون هذا الإرث الجميل المتوارث من أجيال بعيدة، وإننا مدعوون كوزارات معنية ومؤسسات رسمية وأهلية للتعاون الوثيق، لتفعيل هذه الوثيقة، حماية لإرثنا واستحداث مؤسسات شعبية في المناطق اللبنانية، تنشط ​السياحة​ الثقافية - التراثية وتخلق فرص عمل جديدة، وتشكل عامل جذب إضافيا لتعريف أهلنا والسياح الأجانب بفرادتنا اللبنانية".

ودعا داوود لـ "نتشبث بجمالات وطننا وبقيم وعطاءات إنساننا اللبناني بالرغم من التحديات والصعوبات، وبالإرادة ننجح. قال يوما المؤرخ الكبير أرنولد توينبي "لا تقتل الأمم بل تنتحر". إننا محكومون بالأمل وببهاء الحياة".