أفادت صحيفة "الراية" القطرية بأن "تمادِي الاحتلالِ الإسرائيليِّ فِي مُمارستِه القمعيّةِ والعُنجُهيّةِ فِي القدسِ المُحتلة والحرمِ القدسيِّ الشّريفِ غيرُ مقبولٍ، ويؤكّدُ أنّ الاحتلالَ ماضٍ فِي خُططه من أجلِ تغييرِ هُويةِ مدينةِ القدسِ، وتقسيمِ الحرمِ القدسيِّ الشريف، ونزع الحقوق التاريخيّة للشّعب الفلسطينيّ بمُسلمِيه ومسيحيِّيه من خلال فرضِ الأمرِ الواقعِ بقوّةِ وإرهابِ السّلاحِ تحتَ عينِ وبصرِ المُجتمعِ الدوليّ ومن هذا المُنطلق جاءَ رفضُ قطرَ الواضحُ وإدانتُها بشدّةٍ لهذه المُمارساتِ، وآخرها الاعتداءُ السافرُ على حرمةِ المُصلين، وإغلاقُ باب الرحمةِ بالسلاسلِ في وجه المُصلين".

ولفتت إلى ان "هذه الخُطواتُ، كما أكّدت قطرُ في بيان أصدرته وزارة الخارجيّة أمس، تأتي ضمن مسارٍ بدأته قوّاتُ الاحتلالِ منذُ سنواتٍ، وتستهدفُ منه تغييرَ هُويةِ مدينةِ القدسِ من أجلِ تهويدِ المدينةِ المُقدّسةِ ومُصادرةِ الأراضي الفلسطينيّةِ من أجلِ قيامِ الدّولةِ اليهوديّةِ المزعومةِ وعرقلةِ حلِّ الدولتَينِ الذي يدعمُه المُجتمعُ الدوليُّ وما تشهدُهُ مدينةُ القدسِ المُحتلة وأروقةُ المسجدِ الأقصى المُباركِ من خُطواتٍ إسرائيليّةٍ وإجراءاتٍ ميدانيّةٍ تحملُ خُطورةً استثنائيةً وتعكسُ نوايا فرضِ وقائعَ جديدةٍ لتحقيقِ التقسيمِ المكانيِّ والسيطرةِ التدريجيّةِ على الأقصى، وخُطورةُ هذه الإجراءاتِ الجديدةِ تنبعُ من أنّها تأتِي بعدَ مُؤتمرِ ​وارسو​ الذي فتحَ ثغرًا جديدًا في جدارِ التّطبيعِ العربيِّ معَ الاحتلالِ".

وأشارت إلى أنه "على قوّاتِ الاحتلالِ الإسرائيليِّ ومن يدعمُها أنْ يُدركوا أنَّ هذه الانتهاكاتِ تعدُّ إهانةً وتعدياً على المُقدّساتِ الإسلاميّةِ، وعلى مشاعرِ ما يزيد على المليارِ ونصفِ المليارِ مُسلمٍ حولَ العالمِ، وهُو ما ينمُّ عن شعورٍ بالاستعلاءِ على ما يحكمُ أعضاءَ المُجتمعِ الدوليِّ من أعرافٍ وقيمٍ استقرَّ عليها العالمُ المُتحضّرُ منذُ عدّةِ عقودٍ ومن المُهمِّ أنْ يُدركَ المُجتمعُ الدوليُّ أنَّ تمادي إسرائيلَ في عدوانِها وانتهاكاتِها لحقوقِ الإنسانِ في العبادةِ وحريةِ الحركةِ والحياةِ الآمنةِ الكريمةِ وتحلّلها من المسؤولياتِ التي تقعُ عليها كقوّةِ احتلالٍ بحسبِ الأعرافِ والقوانينِ الدوليّةِ سبُبه الرئيسيُّ الصّمتُ المطبقُ الذي تنتهجُه كثيرٌ من القوى الفاعلةِ دوليّاً وإقليميّاً، ولذلكَ فإنَّ المطلوبَ أنْ يتحرّكَ المُجتمعُ الدوليُّ من أجلِ وضعِ حدٍّ لهذه المُمارساتِ التي أضرّتْ بمصداقيّةِ الأُممِ المُتحدةِ ومُنظماتِها وهيئاتِها".

وأضافت: "المطلوبُ من أبناءِ الشعبِ الفلسطينيِّ، كما أكّدت قطرُ، أنْ يوحّدوا صفوفَهم، وأنْ يتعالوا على خلافاتِهم ليضطلعوا بالمسؤوليةِ التاريخيّةِ المُلقاةِ على عاتقِهم، كما أنَّ على المُجتمع الدوليّ التحرّكَ لوقفِ هذِه الانتهاكاتِ المُستمرّةِ من قبلِ قوّاتِ الاحتلالِ الإسرائيليِّ".