تؤكد اوساط سياسية في تحالف حركة امل و​حزب الله​ ان مسألة الضغوط الاميركية والامتعاض وعدم الرضى "صراحة" عن تنامي نفوذ حزب الله الحكومة والسياسي الداخلي كما عبرت السفيرة الاميركية اليزابيت ريتشارد في بيروت منذ يومين، ستستمر كمادة للابتزاز السياسي والاعلامي وتضييق الحصار بأوجهه كافة على الحكومة والمشاركين فيها وفي مقدمتهم حزب الله. وتشير الاوساط الى ان من اهم الاسباب التي افشلت الضغوط الاميركية على الحكومة ومنع مشاركة حزب الله في الحكومة وجود قرار سياسي داخلي كبير ومتفق عليه من الرؤساء الثلاثة رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري برفض اي ضغط وبعدم الاستجابة لاية مطالب تستهدف احد الاقطاب الداخليين ومن اية جهة دولية اتت. وفي هذا السياق تؤكد الاوساط ان الموفد الاميركي ديفيد هيل وخلال زيارته الى لبنان قبل تشكيل الحكومة الحالية حمل معه سلسلة من الاملاءات والطلبات وبلهجة عالية ومنها منع مشاركة حزب الله في الحكومة بوزارات وازنة وضرورة حضور لبنان مؤتمر وارسو. وفي حين سمع هيل كلاماً عالي النبرة من عون وبري واهمية وجود حزب الله كمكون لبناني اساسي وعدم جواز عزل اي مكون لبناني ممثل برلمانياً وله تمثيل شعبي واسع من الحكومة، وتأكيد ان لبنان لا يمكن ان يكون في اي محور لا مع ايران او ضدها، تقول الاوساط ان الموقف المفاجئ للاميركيين كان من الحريري الذي لم يفسح لهيل اي مجال للنقاش في عزل حزب الله حكومياً او المشاركة في اية جبهة ضد ايران وانه لا يقدر ان يقوم بذلك والحكومة والبلد لا يحتملان اي خضة من هذا النوع. وتشير الاوساط ان لهذه الاسباب وبسبب وجود اصرار من الرؤساء الثلاثة وبدعم من حزب الله لن تؤثر الضغوط الاميركية على الحكومة ولن يستجيب لبنان الى اية ضغوطات لا اليوم ولا مستقبلاً وخصوصاً ان المنطقة تؤكد بوضوح تراجع الحضور الاميركي وفشل كل المشاريع الاميركية في سوريا والعراق واليمن وافغانستان والاميركي يضع الخطط والاجندات للرحيل العسكري عن بلادنا ومنطقتنا بعد فشل كل مشاريعه السياسية فهل من عاقل سيسمح له بالتحكم بمجلس الوزراء ودفع فريق ما الى تفجير التضامن الحكومي من الداخل؟

في المقابل تؤكد الاوساط ان زيارة وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب الى سوريا هي مقدمة للسير بشكل جدي ورسمي بملف عودة النازحين الى سوريا ومن منطلق البوابة الطبيعية والمنطقية اي التنسيق بين حكومة لبنان وسوريا كما يفترض ووضع الآليات السليمة والانتهاء من هذا الملف وهذه القناة بين لبنان وسوريا وان كانت امنية في السابق عبر المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم وبتكليف رئاسي من عون فإنها ستكون اليوم امنية ولوجستية عبر ابراهيم وسياسية من خلال الغريب والقناة السياسية التي فتحت بالزيارة الى دمشق منذ يومين.

وتقول الاوساط سواء اكان الحريري على علم بالزيارة او لا فإن القرار قد اتخذ على مستوى لبنان كله للسير قدماً في ملف عودة النازحين الى سوريا وبكل الوسائل المتاحة وبمعزل عن المبادرة الروسية او غيرها وخصوصاً ان الجميع في لبنان يعرفون ان الآليات للمبادرة الروسية لم توضع ولا يبدو انها على السكة قريباً. فماذا ننتظر بعد؟

وتقول الاوساط ان تحفظ الحريري وتيار المستقبل "الخجول" نوعاً ما هو لوجود توافق وقرار رئاسي والحريري جزء منه وهو ان الدولة اللبنانية لا يمكنها ان تحل ازمة النازحين بلا موافقة او رضى او تنسيق مع الجانب السوري والذي ابلغ عون عبر قنوات محددة انه مستعد لاقصى التسهيلات لحل هذا الملف والرئيس السوري بشار الاسد بادر الى مجموعة قرارات لطمانة السوريين في لبنان وان لا استهداف لهم من خلال اعطاء مهلة زمنية واسعة لتاكيد النازحين ملكية عقاراتهم في سوريا بموجب التدبير رقم 10 بالاضافة الى إصداره 17 قراراً بالعفو العام عن بعض الجرائم والتجاوزات وكذلك وقف التجنيد الالزامي والتحاق الاحتياط بوحداتهم القتالية باعمار معينة.

وتقول الاوساط ان حركة امل وحزب الله ومعهما عون لن يسمحوا بأي تفجير للحكومة من الداخل او ان يجعلوا من الاعتراض القواتي والاشتراكي على زيارة الغريب الى سوريا او تصريحات وزير الدفاع الياس بو صعب عن المنطقة العازلة التركية في سوريا بوابة او محطة لتفجير جلسة اليوم او غيرها او لاحداث ازمة حكومية عنوانها النأي بالنفس وتجاوزه من قبل فريق عون و8 آذار من بوابة النزوح واستعادة العلاقات الطبيعية للعلاقات مع النظام في سوريا.