اعتبر سفير ​لبنان​ السابق في ​واشنطن​ ​رياض طبارة​ أن "لا علاقة بين "صفقة القرن" و​القضية الفلسطينية​ وتعامل ​الولايات المتحدة​ معها بلبنان وما يحصل فيه من حراك أميركي. فلبنان ليس مهماً جداً بالنسبة الى الأميركيّين في ملف السلام العربي - الإسرائيلي، بل ​دول الخليج​ ومصر".

وفي حديث صحفي، أوضح أن "الأميركيين يريدون لبنان مستقراً، وأن لا يتّجه نحو ​إيران​، وأن لا تتمّ عمليات لتبييض الأموال فيه لصالح ​طهران​"، مشيراً إلى أن "المشكلة الأميركية تنحصر بـ "​حزب الله​"، رغم أن الأميركيين يعرفون أن لبنان بوضعه الداخلي الحالي هو مضطر التعاون مع "الحزب". وصل التعاون الى حدود خطيرة بالنسبة الى الأميركيين، خصوصاً مع استلام "الحزب" ​وزارة الصحة​، لكونها رابع أكبر الحكومات اللبنانية تقريباً. والزيارات الأميركية كلّها وضعت الكثير من الخطوط الحمراء للّبنانيّين في هذا الملف، ولا سيّما لجهة ضرورة عدم تعامل النظام المصرفي اللبناني مع "حزب الله. ولكن تأكيد "حزب الله" بعدم استعمال الوزارة للمصالح الحزبية والخاصة يدفع الأميركيين الى الإطمئنان، خصوصاً أن هدف واشنطن الأساسي من العقوبات على "الحزب" وهلى إيران هو تجفيف منابع أموالهما".

ورداً على سؤال حول تموضع لبنان الصعب في الصراع والإنفتاح العربي - الإسرائيلي، على حدّ سواء، رأى طبارة أن "الأميركيين يتفهّمون الموضوع وحساسيّته، وهم يدركون أن لبنان ليس لاعباً فيه، ولا يمكنه أخذ أي قرار، إلا من ضمن إجماع عربي عام. ولذلك لا ضغوط على لبنان في هذه النقطة. اذا بدون يعملوا صفقة مع الفلسطينيين بدون قبول مصري وخليجي ومن ​الدول العربية​ الفاعلة هذه اللي اذا قبلت تسهل صفقة القرن التي يحكى عنها"، مشيراً إلى أن "الولايات المتحدة تتفهّم أن لبنان لديه حالة خاصة، ولكن ضمن خطوط حمراء ترسمها هي وتشدّد عليها في ما يتعلّق بملف حزب الله".

وحول إمكانية أن تكون ملفات إعادة الإعمار السوري والعراقي، وملفات اللّجوء السوري والفلسطيني من ضمن "صفقة القرن"، شرح طبارة أن "إعادة الإعمار في ​سوريا​ لا يزال بعيداً. الأوروبيون والأميركيون ليسوا مهتمّين به، فيما الروس وحدهم يستعجلون لأنهم باتوا محشورين أكثر في سوريا، إذ لا يُمكن ل​روسيا​ الإستمرار في حرب استنزاف دائمة هناك كما يحصل الآن".

ورأى أن "روسيا تحاول الدّفع باتجاه بدء عملية إعادة الإعمار، ولكنها لا تملك المال لا هي ولا سوريا ولا إيران. تلك المبالغ الضخمة للإعمار يُمكن للولايات المتحدة و​أوروبا​ ودول الخليج تأمينها، ولذلك زار الروس أوروبا منذ نحو 3 أشهر، والتقى وفدهم الألمان والفرنسيين، وطالبهم بمبلغ 250 مليار ​دولار​ لإعادة إعمار سوريا مقابل إعادة ​اللاجئين​، ولكن الأوروبيين رفضوا. ومن ثم حاول الروس جلب الأموال من الأميركيين، فما استطاعوا. حتى إن وفداً روسياً زار لبنان في تلك الفترة وطالب باحصاءات، ولكن لبنان لا يمكنه تزويدهم بها. ولذلك يبدو أن الكلام على ملف إعادة الإعمار بات بحكم المؤجل بالفعل".