رأى سفير ​لبنان​ السابق في واشنطن ​عبدالله بو حبيب​ أنّ "زيارة الرئيس السوري ​بشار الأسد​ طهران دون تنسيق مع وزير الخارجية ال​إيران​ية المستقيل جواد ظريف رغم أنّه وزير الخارجية، هو السبب الرئيسي الّذي يُمكن أن يكون دفعه إلى الإستقالة، بالإضافة إلى جوانب الفشل الّتي أصابت "الإتفاق النووي" مع الدول الكبرى، فضلًا عن قوّة هجوم التيار المتشدّد في إيران عليه".

وركّز في حديث إلى وكالة "أخبار اليوم"، على أنّ "لظريف علاقة قوية باللّيبراليّين الإيرانيين، وهو استطاع أن يفصل في ما بين ​الولايات المتحدة الأميركية​ و​أوروبا​، في طريقة التعامل الدولي مع طهران"، منوّهًا إلى أنّ "هذا الأمر ظهر بوضوح خلال "مؤتمر ​وارسو​". ونذكر في هذا الإطار أيضًا الدور الكبير لظريف في الدفع باتجاه الإلتفاف الأوروبي على ​العقوبات الأميركية​، للتعامل مع إيران. وهذا كلّه يشكّل تحدّيًا كبيرًا للولايات المتحدة".

ولفت بو حبيب إلى أنّه "إذا رفض الرئيس الإيراني ​حسن روحاني​ استقالة ظريف، بعد استشارته المرشد الأعلى ​علي خامنئي​، فهذا يعني أنّ دورًا مهمًّا في الخارج يتوجّب على ظريف استكماله، خصوصًا أنّ إسناد منصب الخارجية إلى إيراني متشدّد سيضرب العلاقات الأوروبية - الإيرانية، ويجعل الأوروبيّين يفرملون تعاملهم مع طهران".

وأوضح أنّ "لهذا السبب، يأخذ روحاني وقته قبل قبول الإستقالة أو رفضها، ولا سيّما أنّه قيل إنّ ظريف قدّم استقالته شفهيًّا إلى روحاني أكثر من مرّة في السابق، ولكن الأخير كان يرفضها، وظريف اختار إعلانها عبر "إنستغرام" حاليًّا لكي يجعله يقبل بها. ولكن إذا رُفضت إستقالته هذه المرّة أيضًا، فهذا يعني أنّ ظريف سيعود إلى منصبه أكثر قوّة من السابق".

وعن مصير ملفات المنطقة، ولا سيما لبنان و​سوريا​، إذا تمّ تعيين وزير خارجية من التيار المتشدّد، أفاد بأنّ "من المرجّح أن لا يتمّ إسناد المنصب إلى من هو متشدّد، منعًا لتخريب علاقات طهران بأوروبا، لأنّ الضغط الأوروبي على إيران سيزيد في تلك الحالة، سواء كان ذلك في سوريا أو غيرها".

وشرح بو حبين أنّ "الأوروبيين يقفون ضدّ الإيرانيين ودورهم في سوريا، ولكن دون أن يضغطوا بقوّة. والضغط الأوروبي على الإيرانيين في سوريا يلتقي مع الضغط الأميركي والروسي الداعي إلى تخفيف تواجد إيران و"​حزب الله​" في سوريا"، مشيرًا إلى أنّ "هذا كلّه فيما الأسد يلتزم بالإستماع الى الروس، ولكنّه في الوقت نفسه لا يريد التخلّي عن الإيرانيين، وهو ما يجعل الأمور متشابكة هناك".

وأكّد أنّ "رغم ذلك، لا مصلحة للإيرانيّين بتنصيب من هو متشدّد في وزارة الخارجية، خصوصًا أنّ أيّ متشدّد لن يكون منسجمًا تمامًا مع روحاني غير المتشدّد. كما أنّ مصلحتهم تكمن بالحفاظ على العلاقات مع أوروبا الّتي تتعاون معهم وترفض الضغوط الأميركية".