أكّد رئيس "أرامكو" ​السعودية​ المهندس أمين حسن الناصر أنّ "قطاع الطاقة يواجه تحديًا كبيرًا لتصحيح صورة نمطية مغلوطة ومنتشرة بين صنّاع السياسات ومؤسسات الاستثمار والمنظمات غير الحكومية وشرائح كبيرة من الأجيال الجديدة، ممّن يعتقدون أنّ مستقبل قطاع ​النفط​ والغاز سنواته معدودة، وأنّه بات مهدّدًا بالعديد من التحديات الّتي تؤثّر على دوره في المدى الطويل، وتحدّ من جدوى الاستثمار فيه وتنميته".

ولفت في الكلمة له خلال أعمال أسبوع النفط الدولي المقام في العاصمة البريطانية لندن، إلى أنّ "بعض الخبراء الماليين توقّعوا أثناء مشاركتهم الشهر الماضي في المنتدى الاقتصادي الدولي في دافوس، نهاية قطاع ​النفط والغاز​ خلال 5 إلى 10 أعوام من الآن، وآخرون بتحوّل جميع المركبات الّتي تجوب شوارع العالم إلى سيارات كهربائية خلال عشرة أعوام". ونوّه إلى أنّ "المركبات الكهربائية لا تشكّل اليوم سوى نسبة ضئيلة جدًّا تبلغ أقل من نصف في المئة، من أسطول السيارات العالمي".

وركّز الناصر على أنّ "العديد من كبار المستثمرين يعتقدون أنّ العالم سيتّجه بتسارع وفي إطار زمني غير معقول إلى استخدام مصادر متجدّدة للطاقة، وسوف يستغني عن مصادر النفط والغاز، وهذا التصوّر مغلوط إلى أبعد الحدود، وغير مبني على حقائق أو أسباب معقولة"، مبيّناً أنّ "الكثير من أصحاب هذه الأفكار ربما ينطلقون من حسن نية، ولكنهم ينشرون بين الناس وبين المستثمرين تصورات باطلة لا تستند على حقائق".

وأوضح أنّ "من الحقائق الّتي لا يتمّ تسليط الضوء عليها بما يكفي، حتّى لو افترض تحوّل جميع المركبات إلى سيارات كهربائية، فإنّ ذلك لا يشكّل سوى 20 بالمئة من احتياج العالم من النفط الخام، في حين أنّ نسبة الـ80 بالمئة المتبقية تذهب إلى قطاعات أُخرى مثل وسائل النقل الثقيل كالطائرات والسفن والشاحنات والبتروكيميائيات وزيوت التشحيم؛ وهي قطاعات ليس لها بديل عملي في المستقبل المنظور سوى استخدام النفط".

وكشف الناصر أنّ "​الطاقة الشمسية​ وطاقة الرياح، لا تشكّل اليوم سوى 2 بالمئة من احتياج العالم من الطاقة، رغم تطوّرها في العالم بشكلٍ إيجابي، ولكن الأمر سيستغرق سنوات طويلة كي تصل إلى نسب كبيرة في مزيج الطاقة".