ركّز سفير ​فرنسا​ في ​لبنان​ ​برونو فوشيه​، على أنّ "لبنان هو البلد الوحيد الّذي يتمّ فيه الإحتفاء بالفرنكوفونية خلال شهر بأكمله. ففي لبنان، الفرنسية ليست لغة أجنبية بل لغة لبنانية، لغة تساهم في تنوّعه الثقافي".

ولفت خلال مؤتمر صحفي لمناسبة إطلاق شهر الفرنكوفونية في لبنان، إلى أنّ "اللغة الفرنسية تحتلّ المرتبة الثانية، بعد العربية، على قائمة اللغات الّتي يتمّ تدريسها في ​المدارس​، ذلك أنّ أكثر من 50 بالمئة من التلاميذ مسجّلون في مناهج فرنكوفونية"، منوّهًا إلى أنّ "هذه النسبة تصل إلى حوالي 60 بالمئة في القطاع الرسمي".

وأوضح فوشيه أنّ "الأمر نفسه ينطبق على ​الجامعة اللبنانية​، الّتي تستقبل نصف تلاميذ لبنان والّتي تحلّ اللغة الفرنسية فيها في المرتبة الثانية كلغة تدريس بعد اللغة العربية". وشدّد على أنّ "لبنان يُعتبر كذلك قطبًا لنشر اللغة الفرنسية في المشرق، ولا شكّ في أنّ هذا الأمر ساهم في قرار المنظمة الدولية للفرنكوفونية المتعلّق بافتتاح مكتب إقليمي لها في لبنان".

وبيّن أنّ "لدينا في لبنان أكبر شبكة من المدارس الفرنسية في العالم، بالإضافة إلى برنامج مميّز جدًّا لدعم وسائل الإعلام الفرنكوفونية. وقد وضعنا برنامجًا ثقافيًّا فرنكوفونيًّا يمتدّ على أشهر السنة كافّة ويشمل لبنان بأسره، وهو مجانيّ في قسم كبير منه"، مشيرًا إلى أنّ "هذا البرنامج يتميّز بحدثَين أساسيين هما ​معرض الكتاب الفرنكوفوني​ في ​بيروت​، وهو ثالث المعارض الفرنكوفونية في العالم، وشهر الفرنكوفونية".

كما شدّد على أنّ "مستقبل اللغة الفرنسية في لبنان لا يتوقّف على فرنسا بل على لبنان. ذلك أنّ التنوّع الثقافي واللغوي لا يمكن فرضه بقرار ولا يمكن بناؤه بتمويل خارجيّ فهو يقوم على أسس سياسية ومؤسساتية وقانونية".

وأفاد بأنّ "الميثاق اللغوي الّذي وقّعه لبنان منذ بضع سنوات مع المنظمة الدولية للفرنكوفونية، كان يتضمّن عددًا من الإلتزامات المهمة للغاية الّتي تمّ وضع بعضها موضع التنفيذ"، معربًا عن أمله أن "يتمّ تجديد هذا الميثاق قريبًا وأن يتضمّن إلتزامات قوية ومحدّدة لكي نواكب تنفيذها دعمًا للفرنكوفونية اللبنانية".